TOP

جريدة المدى > كردستان > المعهد الفرنسي للشرق الأدنى يتولّى ترميم قلعة أربيل الأثرية

المعهد الفرنسي للشرق الأدنى يتولّى ترميم قلعة أربيل الأثرية

نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 06:07 م

 أربيل/المدى وقعت الهيئة العليا لترميم قلعة أربيل الأثرية مع المعهد الفرنسي للشرق الأدنى بروتوكولا لترميم احد منازل القلعة الذي سيتخذه المعهد بعد إكماله مقرا له في العراق. وكان المعهد الفرنسي للشرق الأدنى (IFPO) أعلن العام الماضي عن افتتاح مكتب له في العراق واتخذ مدينة أربيل مقرا له.
وفي كلمة له خلال مراسيم توقيع الاتفاقية، عبّر السفير الفرنسي عن إعجابه للتطور العمراني الذي يشهده إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى أن لفرنسا تواجدا قويا في إقليم كردستان. جاء ذلك خلال افتتاح السفارة الفرنسية لدى بغداد، مكتب معهد الشرق الأدنى لدراسة الآثار العراقية، في مدينة أربيل، في مراسيم  جرت بحضور السفير الفرنسي لدى بغداد دوني كييغ، ومحافظ أربيل نوزاد هادي، والقنصل الفرنسي في أربيل فرديدك تيسيو. وقال  رئيس المفوضية العليا لتطوير قلعة أربيل دارا اليعقوبي "باعتباري المشرف على مفوضية تطوير قلعة أربيل، قمت اليوم بإبرام مذكرة تفاهم لافتتاح مكتب معهد الشرق الادنى لدراسة الآثار العراقية، التابع للحكومة الفرنسية، مع السفير الفرنسي لدى العراق، ورئيس المعهد". ". تقع قلعة أربيل تقع في وسط مدينة أربيل في كردستان العراق يعود تاريخها إلى عصر الآشوريين والى حوالي الألف الأول قبل الميلاد، بنيت أساسا لأغراض دفاعية حيث كانت تعد حصنا منيعا لمدينة أربيل في تلك الحقبة الزمنية. قلعة أربيل كانت في بادئ الأمر وعند إنشائها تضم المدينة بالكامل. ومن الجدير بالذكر إن هناك خطة قصيرة المدى مدتها ثلاث سنوات لترميم قلعة أربيل الأثرية بإشراف منظمة اليونسكو بعد أن تم إدراج القلعة ضمن لائحة التراث العالمي. ولقد أصبحت قلعة أربيل جزءا من التراث العالمي بقرار من منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة . وقد انهار احد جدرانها عام 2006 مما سرع خطط صيانتها ، والقلعة عدا  عن كونها معلما آثاريا ومعماريا قديما فإنها ايضا تحوي العديد من المباني والآثار الأخرى التي تحكي قصصا عن مراحل مختلفة وشخوص من المشاهير عبر تاريخ المدينة ما زالت عالقة في أذهان أهالي المدينة المعمرين.يتحدث ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان)، عن أربيل وقلعتها فيقول: إن أربيل هي قلعة ومدينة كبيرة في فضاء واسع من الأرض. أصبحت القلعة مقرا للأمير الاتابكي سنة 539هـ.يبلغ ارتفاع القلعة 415 م عن مستوى سطح البحر وعن سطح المدينة يبلغ ارتفاعها حوالي 26 م، أما مساحتها فتبلغ 102.190 متر مربع. ولقد تسبب كهريز قلعة أربيل في إجهاض حصار هولاكو المغولي لها حيث تزود منه أهلها بالمياه أثناء الحصار وعن طريقه كانوا يخرجون منها ليعودوا بالمؤن إليها ذلك اللغز الذي عجز هولاكو عن فهمه مما أدى إلى فك حصاره عنها والانسحاب منها.يقول  المتخصص في شؤون الآثار ومدير متحف أربيل سابقا (كنعان المفتي)  :أن قلعة أربيل يرجع تأريخها إلى الألف السادس أو السابع قبل الميلاد..و تتكون من ثلاثة أحياء سكنية وهي محلة سراي ومحلة طوبخانة ومحلة التكية ..هذه القلعة بنيت على بقعة مساحتها مئة وعشرة آلاف متر مربع وكان فيها أكثر من 800 عائلة أي ما يقارب 4000 نسمة كانوا موجودين في قلعة أربيل.. ومرت عليها حضارات ازدهرت في عصور ما قبل التاريخ، كالسومرية والاكدية والبابلية والآشورية والميدية إلى الفترات الإسلامية المتعاقبة .لقد أكدت  الكشوفات التي أجريت على القلعة خلال الفترات المنصرمة إلى أنها كانت مسكونة باستمرار عبر المراحل التاريخية التي مرت بها و هي تل غير اصطناعي ويسمى تل المدن السبعة أي سبع حضارات متعاقبة واحدة تلو الأخرى. ويؤكد المختصون أن القلعة بحاجة إلى حملات تنقيب مستمرة من أجل الوصول إلى حقائق وجود المعابد والدور والحقب التاريخية . وفي أثناء عمليات ترميم  القلعة  أعوام الثمانينات من القرن المنصرم، حاولت  الحكومة العراقية السابقة تغيير الملامح الخارجية للقلعة من خلال إعادة ترميم المدخل الرئيس للقلعة وفق طراز الآثار العراقية في مناطق وسط العراق والتي تعود للعهود البابلية حيث حاولت الحكومة منذ بداية القرن العشرين بصيانة بعض الدور وفتح الشارع الرئيسي الذي غيّر معالم القلعة بالإضافة إلى بناء البوابة المشوهة الموجودة الآن. وعقد في عام 2004 اكبر تجمع ثقافي اركولوجي في مدينة أربيل سمي المؤتمر العلمي الأول لصيانة وترميم قلعة أربيل وخرج المؤتمر بنتائج جيدة وهي تأهيل قلعة أربيل مرة أخرى وإخراج العوائل الساكنة فيها بصورة مؤقتة لتبدأ بعدها عملية ترميم وصيانة الدور الأثرية ،وشكلت من قبل حكومة إقليم كردستان هيئة كاملة لصيانة قلعة أربيل والآن بدأت بجمع الوثائق والخرائط والصور.قلعة أربيل التاريخية التي تقع وسط مدينة أربيل كانت حتى وقت قريب مدينة سكنية تقطنها مئات العائلات، إلا أن حكومة إقليم كردستان قررت منذ أكثر من ثلاث سنوات إخلاء تلك الدور مع تعويض العائلات قطع أراض سكنية ومبالغ مالية وبناء مجمع سكني لهم في أطراف مدينة أربيل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram