بغداد/ المدى يضم مجتمعنا نسبة 60% من الشباب، واغلبهم يعانون البطالة، سواء البطالة الفعلية او البطالة المقنعة، وقد حذرت دراسة من خطورة البطالة على شريحة الشباب، إذ يعد الفراغ احد الأسباب المؤدية إلى الانحراف والفساد، وأكدت الدراسة ان الفراغ والبطالة لا يتناسبان إطلاقا مع شريحة عمرية ممتلئة بالحيوية والنشاط والاندفاع وحب الحياة، فاغلب شبابنا يفقد الطمأنينة النفسية والاستقرار الاجتماعي، فلوحظ خلال السنوات الماضية ان الشاب يفكر بالاستقرار في عمر متأخر، وينهي مرحلة الشباب في ممارسة الأعمال الشاقة بغية الحصول على قوت يومه.
يشير حامد العزاوي أستاذ الأدب العربي في الجامعة المستنصرية إلى أن: كثرة المشاكل تجعل الشاب يرمي بنفسه في زاوية ضيقة ويكون جسداً بلا روح ولا فكر،ويبتعد الشباب عن قضايا الأمة المصيرية المعاصرة، ويكون بعيداً عن التغيير وإحداث الإصلاحات في مجالات الحياة كافة، خصوصا المجالات الثقافية والفكرية التي تعنى بالبناء الإنساني". مضيفاً " أخذنا مثالاً طلبة الجامعات الذين يعانون من انعدام الدعم لهم من قبل الحكومات وحتى المؤسسات التي تعنى برعاية واحتضان الشباب المبدع، فهم يفكرون بالمنهاج الدراسي وكذلك بتوفير مصاريف نقلهم ومستلزماتهم فقط، وبهذا ستكون هناك هالة وشرخ بين الطالب وطرائق الإبداع الأخرى، وهذا الواقع يفرض نفسه بصورة عامة". الشباب اليوم يفترش الأرصفة والأزقة يحمل مواد العمّالة باحثاً عن عمل ينهك قواه من اجل دنانير،فلو تصورت ان هذا الشاب يعود مساءً من العمل بجسد متعب هل تتصور انه يحاول التطوير من قدراته الذهنية والفكرية، أو حتى البدنية.يشير نصير هادي (ناشط مدني) إلى وجود نوع آخر من الشباب وهم الجامدون الذين ينحدرون من سلاسة القول الشائع (لا دخل لي بما يحصل) - ترك الحبل على الغارب- مؤكدا " ان القضية الأخطر ان هناك حكومات أرادت ان تجعل الشباب مهمّشا يهتم بالبحث عن العمل والمادة فقط، فاتخذت مبدأ ووسعت رقعة البطالة عمداً في عموم مدنها، من خلال عدم توفير فرص العمل، فصار الشباب أعلى مطالبه هو البحث عن عمل فقط.الظروف الاجتماعية والنفسية مؤثرة جداً في طريق الإنسان مهما اختلفت تلك الظروف في الأزمنة والأمكنة، ولو تفحصنا المجتمع العراقي ستجد هناك الكثير من العوامل التي أحاطت بالشاب ومنها التسطيح الثقافي التي عاشها ولا يزال شباب العراق وعسكرة الشباب وفقدان الشعور الجمعي، فأصبحت تلك الأجيال تعيش لنفسها فقط بعيدا عن شعور الجماعة تأثيرات السياسة المعاصرة على ازدواجية الشخصية عند الشباب العراقي، فترى ان هناك مؤسسات كبيرة وضخمة تعمل من اجل تسطيح الفكر لدى الشاب وجعله يهتم بقضايا قشرية وليست جوهرية، كأن يكون الانشغال بمتابعة الموضة.يقول عدنان سلمان طالب ماجستير في جامعة بغداد: التقليد المبتذل للغرب، وكذلك الانشغال بمتابعة برامج التلفاز التي لا طائل منها ولا جدوى كصرعات الأفلام الهابطة والأغاني المنفتحة المتميعة التي تجعل من الشاب بعيداً عن لب الفكر السليم السوي، وكذلك سوء فهم الشاب للعلاقات الإنسانية التي تربطهم مع أبناء المجتمع، لاسيما لو كان الشاب طالباً فهم لا يفرقون بين مفاهيم الإعجاب والصداقة والحب،وهذه ليست دعوى لكل تلك المفاهيم وإنما هي نقد لما يحصل بالواقع الاجتماعي، وكذلك يواجه الشباب هذا اليوم اغتراباً داخل الوطن وكذلك الوحدة والعزلة داخل المجتمع جراء الظروف المزرية التي أنهكت حتى قواه الذهنية".
الشباب العراقي يقتلون الوقت بالبحث عن العمل من دون جدوى!
نشر في: 15 أكتوبر, 2011: 05:55 م