إيمان محسن جاسم من الواضح جداً بأن العالم يعيش أكثر من أزمة، الواحدة مرتبطة بالأخرى، الأزمات السياسية تكون لها تداعيات اقتصادية، والاقتصادية تترك آثارها على مستويات البطالة والفقر والصحة والتعليم ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، لكن أخطر ما تواجهه الشعوب الآن وفي العديد من دول العالم هي مخاطر المجاعة، وما تسببه من تداعيات خطيرة على مختلف المستويات والصُعد لاسيما وإن حاجة الإنسان للغذاء مهمة جدا.
وأسعار الغذاء هاجس العالم منذ عام 2008 وحتى الآن، ولأجله تظاهرت الملايين حتى في أوربا نفسها، ومازلنا نتذكر تظاهرات الأرجنتين قبل سنوات عندما حمل الشعب بأسره الصحون الفارغة مطالباً الحكومة بتأمين غذاء للشعب.وبمناسبة اليوم العالمي للأغذية أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إنه من المحتمل أن تستمر أسعار الغذاء المرتفعة والمتقلبة ومن الممكن أن تزيد مما يهدد الفقراء في كثير من الدول الصغيرة التي تعتمد على الاستيراد وخاصة في أفريقيا التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الغذاء ونسب مرتفعة في الفقر. كما حذر التقرير الذي يحمل عنوان (حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم عام 2011 ) من أن الأزمات مثل المجاعة الحالية في القرن الأفريقي تجعل من الصعب على المجتمع الدولي تحقيق هدفه المقرر المتمثل في خفض نسبة المجاعة في العالم بمقدار النصف في عام 2015.وخفض نسبة المجاعة في العالم لم تأت ثمارها خاصة في عام 2011 الذي أزداد عدد الجياع من 850 مليون نسمة عام 2008 إلى مليار عام 2011 بزيادة قدرها 50 مليوناً عن عام 2010، إضافة إلى وجود أكثر من 600 مليون نسمة في العالم يعانون من سوء التغذية وهذا ما يعني بأن العالم مهدد بأمنه الغذائي، لاسيما وإن في أمريكا وحدها أكثر من 45 مليون مواطن يعانون نقص الغذاء في ظل تناقص خزين أمريكا الستراتيجي من الحبوب الغذائية لأدنى مستوياته، وهذا ما أنعكس على ألأسواق العالمية وتأثرت به العديد من الدول لاسيما الفقيرة منها.وما يعنينا نحن في العراق لا يبتعد كثيراً في البحث عن مزيد من الحلول التي من شأنها أن تجنب البلد كوارث في هذا الجانب خاصة وإننا نعتمد بشكل كبير جداً على استيراد الكثير من المواد الغذائية ألأساسية من الخارج وتكلف ميزانية الدولة أكثر من أربعة مليارات دولار قابلة للزيادة، وهذه المبالغ مخصصة فقط لمواد البطاقة التموينية المحدودة والتي تمثل أقل من نصف احتياجات المواطن العراقي وبالتالي فإننا يمكننا القول بأن هنالك تهديداً لأمن المواطن الغذائي في ظل تصاعد أسعار المواد الغذائية عالمياً وفشل البطاقة التموينية في تأمين المواد للمواطن المحتاج لها بقوة.
فضاءات :أسـعــار الـغــذاء
نشر في: 16 أكتوبر, 2011: 07:29 م