TOP

جريدة المدى > سينما > وزراء وبـرلمـــانيّـــون يقـــرأون فــي الشــوارع

وزراء وبـرلمـــانيّـــون يقـــرأون فــي الشــوارع

نشر في: 15 أكتوبر, 2011: 05:56 م

بغداد/ أكرم عزيزإذا ما أردنا أن نصل في قراءتنا ومطالعتنا إلى مستوى جيد يرفع من تفكيرنا، ويزيد من ثقافتنا، وتكّون لنا في ذلك شخصية مستقلة، لها هويتها الخاصة وأثرها الفاعل في إشاعة الثقافة ونشرها في المجتمع، فلابد لنا من أن ندرب عقولنا وتفكيرنا على استخدام اللغة والتعبير عما يجول في خواطرنا من هواجس وأفكار تعبر عن مشاعرنا وأحاسيسنا الخاصة والمواظبة والالتزام بحل المشاكل.
قد يتعلم الطلبة أن يستشفوا معنى الكلمة، وما توحي به، ولكنهم قد يعجزون عن الإحساس بهذا المعنى، وتقديره وتذوقه، والإحساس بالمسؤولية في تفحص هذا المعنى، والقدرة على اقتباسه وتوظيفه في مواقف حياتية أخرى. فهم بذلك كمن يعيش في تصوّر مظلم، يقومون بعمل لا معنى له، ولا يبعث في النفس القناعة والرضا. لقد نجحنا في تعليم صغارنا قراءة الكلمة وتجزئتها إلى مقاطع وحروف. وإعادة تشكيلها من جديد. بعد أن بذلنا الجهد اللازم لذلك. ولكننا لم نصل بهم إلى المستوى اللازم لتوظيف هذه الكلمات بشكل ملموس في التعبير عن مواقف حياتية أخرى جديدة وفي جمل مفيدة وأفكار متتابعة متسلسلة، تعبِّر عن وحدة الموضوع، بجمل مترابطة ومتسلسلة، كما أننا لا نزال نفتقر إلى أن نجعل من الكلمات التي يتعلمها الأطفال جزءاً من ثروتهم اللغوية والفكرية، يقدرون على استخدامها وتوظيفها في تجارب واقعية جديدة، كلما تطلبت الحاجة إلى ذلك.تدنت أهمية القراءة عند العديد من الشباب بظهور الكمبيوتر الحافظ للكتب بحيث يستطيع ‏الفرد قراءة الكتاب في دقائق معدودة.ويرى المثقفون والمفكرون أن ظاهرة العزوف عن القراءة ليست ظاهرة خاصة ‏تنفرد بها مجتمعاتنا العربية فقط وانما هي سمة تسود دول وشعوب العالم اجمع.ويرى هؤلاء ان التقدم التكنولوجي في وسائل الاعلام ليس هو السبب الوحيد في ‏تلك الظاهرة بل ان هناك أسبابا اخرى لا تقل أهمية تأتي على رأسها المشاكل والازمات ‏السياسية والاقتصادية التي تحيط بالناس بالاضافة الى الحروب التي تشتعل في الدول بين الحين والآخر.وعزا هؤلاء ابتعاد الشباب عن القراءة الى دخول الوسائل التكنولوجية الحديثة، فهذه ‏الأجهزة تحمل المعرفة وعدم المعرفة في آن واحد وذلك حسب رغبة الفرد نفسه ومدى ‏افادته منها وتطويعها لخدمة المعرفة التي يريد الحصول عليها‏ ومن المؤكد أن شبكة الانترنت او الكتاب الالكتروني وعلى الرغم مما ‏يوفرانه من قدرات ومزايا عظيمة في مجال تداول المعلومات المركزة فإنهما ليسا ‏الوسيلة ذات الأفضلية لدى القراء وهو ما يؤكد استمرارية الكتاب في أداء رسالته ‏التثقيفية والتعليمية وفي الحفاظ على نشر الفكر والثقافة والأدب لعقود كثيرة ‏مقبلة.يقول أبو حسن بائع كتب في شارع المتنبي "  نرى الآن انكماش اغلب الشباب عن اقتناء أي كتاب لأسباب عدة منها انشغالهم بعالم الانترنت  أو لا وقت لهم بسبب  العمل اليومي". وآخرون يرون  هناك مصاعب اقتصادية بحتة لذا نرى  من المحزن أن غالبية الشباب في عصرنا هذا هجروا القراءة المثمرة، وقطعوا كل صلة بها، ومالوا إلى وسائل الإعلام على تباين أشكالها وتعدد أصنافها، واستهواهم الجانب  الترفيهي والترويحي فقط، فبقي الشباب دون ثقافة تبني شخصيتهم. إنّ أكثر ما يدعو للعزوف عن القراءة عند أبناء هذا الجيل، هو أن أكثر الكتب المتوافرة في الأسواق صعبة على العقول. أو أنها تبعث في النفس السأم والملل. يشير احمد حافظ (طالب جامعي) إلى  أن أكثر ما يدعو للعزوف عن القراءة عند أبناء هذا الجيل، هو أن أكثر الكتب المتوافرة في الأسواق صعبة على العقول. أو أنها تبعث في النفس السأم والملل.  حافظ يعتني كثيرا بمظهره لدرجة يقول: انه يستغرق ساعة أمام المرأة قبل أن يقرر الذهاب إلى الكلية. ويضيف حول موضوع القراءة " بعضهم - ويقصد الشباب-  يشكو من ضعف  في الفهم والاستيعاب، الأمر الذي يتطلب منه بذل الكثير من الجهد والوقت في القراءة وشحذ العقل ".  وقد يكون لعدم تقبل القارئ لما يبديه الكاتب من آراء وأفكار، أو وجهة نظر خاصة، الأمر الذي يصعب عليه عندها تتبع أفكار الكاتب وآراءه وربطها معاً، بشكل تتكون عنده منها فكرة عامة، عما يقصده الكاتب، ويدعو إليه.هناك أسباب كثيرة صرفت الشباب عن القراءة الهادفة،منها عدم إدراك المغزى والهدف من القراءة وأنها الوسيلة المثلى لتغذية ميول الشباب وتنمية قواهم العقلية وتلبية حاجاتهم النفسية.(ولذا فالهدف من القراءة يلعب دورًا مهماً جدًا في مستوى الفهم ومستوى الحفظ والتذكير).يرى الباحث الاجتماعي سامي حسن"أن  عدم غرس هذه العادة القرائية الثقافية  في نفوس الشباب منذ الصغر (فالبيت والمدرسة لم يتعاونا على خلق الميل إلى القراءة وغرس هوايتها في نفوس الطلبة، فالقراءة عادة هواية إذا مارسوها تأصلت فيهم ونمت عندهم وهي مثل كل عادة حميدة ينبغي غرسها من الصغر ورعايتها من البداية ومحاسنها  بالتكرار)، فضلا عن  قلة توجيه المدرسين للطلاب نحو القراءة (فالمدرس الجيد يشجع طلبته على استخدام مختلف النشاطات الصفية وغير الصفية من الكتابة في المجالات الصفية والح

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram