اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مرضى السرطان ضحايا آخرون للحروب والتلوّث الإشعاعي

مرضى السرطان ضحايا آخرون للحروب والتلوّث الإشعاعي

نشر في: 16 أكتوبر, 2011: 07:35 م

 بغداد/ سها الشيخلي  عدسة/ أدهم يوسف وقفت نورية (54 سنة)  قلقة، بل مذعورة في انتظار  نتيجة التحاليل المختبرية في مستشفى الإشعاع و الطب النووي، للتأكد من أن الورم الذي تم تشخيصه في ثدييها هو (ورم حميد)، ومسحت دمعتها التي أبت إلا أن تتساقط وهي تقول:
 إنها منذ قرابة الستة أشهر، وهي تراجع هذا المستشفى، فالمواعيد غير منضبطة والكشف يأخذ زمناً طويلاً، وهي فقيرة الحال لا تستطيع المعالجة  في الخارج ،  وربما خلال هذه الفترة يبدأ الورم سواء كان حميداً أم خبيثاً بالانتشار، فما يميّز الأورام أنها سريعة الانتشار كما اخبرها  الأطباء، فإذا ما علمنا أن هذا المستشفى هو الوحيد في العراق، المتخصص بالأورام والإشعاع النووي، فهذا يعني أن الزحام على أبوابه وفي ردهاته يكون كبيراً، فالحاجة  الفعلية هي إنشاء 60 مركزاً آخر  كما بيّن احد الأطباء. rn700 ألف مصابآثار الحروب واليورانيوم المنضب والرصاص مازالت تتسبب بموت الكثيرين من المواطنين، فمخلفات الحروب قد تركت آثارها لدى الآلاف من المواطنين … فخلال الثلاث عشرة سنة الماضية عاش العراق أصعب وأخطر مرحلة، فالصواريخ والقنابل والقاذفات الصاروخية والبارود التي ضربوا بها العراق قد تركت أثرها السيئ على المواطنين، فخلفت الأمراض الكثيرة ومنها ما سنتحدث عنه وهو مرض السرطان ، والغريب بالأمر أن العراق يأتي في المرتبة الأولى في عدد مرضى السرطان.فتراكم الحروب قد اثر على استفحال المرض، فخلال العامين الأخيرين تضاعف عدد مرضى السرطان إلى 50% على ما كانوا عليه قبل هذه الأعوام وهكذا فالظاهرة تزداد وتستفحل.رئيسة لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب أكدت ارتفاع عدد المصابين بالأمراض السرطانية في العراق إلى  700 ألف مصاب، فيما أشارت إلى أن نسب التلوث في البلاد عالية وتدعو إلى إنشاء مراكز تخص المجال البيئي لمعالجة التجاوزات البيئة وإيجاد الحلول لها. من جانبها، وزارة البيئة قامت برفع الغرامات البيئية من 250 ألف إلى 10 ملايين دينار.وقالت الدكتورة لقاء آل ياسين رئيسة لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب خلال ندوة عقدت لمناقشة الواقع البيئي في محافظة النجف مؤخراً إن " التلوث البيئي في العراق  أصبح يدعو إلى عقد مؤتمرات وندوات من اجل التوصل إلى حلول لتلك المشاكل البيئية والخروج بتوصيات وفق سقوف زمنية محددة لا تكون مفتوحة  وإنشاء مراكز تخص المجال البيئي وتساعد على وجود بيئة نظيفة "وتضيف انه " يجب أن تبنى مواقع طمر صحي ومجازر صحية نموذجية وان تكون هنالك مشاريع لتدوير النفايات وزيادة المساحات الخضراء المزروعة من اجل التغلب على مشكلة العواصف الترابية والتصحر "وفي ما يخص ارتفاع الأمراض السرطانية في العراق أكدت آل ياسين أن " لدينا في العراق 640 ألف مصاب بالأمراض السرطانية، والعدد يزداد، ونجهل أسباب الإصابة، وهنالك عدة أسباب منها: التلوث البيئي الحاصل، وتغير عادات الإنسان العراقي في مجالات عديدة أو بسبب عدم وجود توثيق سابق طبي لأعداد المصابين".وأشارت الى انه" إذا قارنّا النسبة في العراق بخصوص عدد المصابين مع الدول الإقليمية المجاورة لا نجد فرقا كبيرا في جميع أنواع السرطانات، وهذا يشجعنا على ألا يتسرب اليأس إلى نفوسنا، لذا علينا العمل من اجل معالجة هؤلاء وحماية الآخرين "وحول الحروب التي خاضها العراق والتي هي أحد المسببات للأمراض السرطانية قالت آل ياسين:هنالك أسباب كثيرة مجتمعة للأمراض السرطانية ويدخل أكيد من ضمنها اليورانيوم المنضب، لكن لا يأتي فقط من حرب واحدة، حيث خاض النظام السابق حروباً متعددة، بالإضافة إلى حرب الاحتلال في 2003 واليورانيوم المنضب مسؤول عن نوعية معينة من الأمراض السرطانات لا جميعها، ويجب التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل كشف مواقع التلوث باليورانيوم المنظم ومعالجتها.معاناة المرضىعندما وجدتنا إحدى الطبيبات ونحن نبحث عن مدير مستشفى الإشعاع والطب النووي الدكتور إحسان لإجراء الحوار معه اقترحت علينا أن نسمع شكوى المرضى، فهي كثيرة  وما يجري من خرق للنظام والمحسوبية المتفشية  بين ردهات المستشفى لا يطاق، ووجدنا الفوضى هي السائدة كما أشارت الطبيبة ، فتوجهنا إلى المرضى أولاً للاطلاع على الأنظمة المعمول بها والمدة التي يستغرقها كل من الفحص والعلاج ،وكانت المواطنة أم نور وهي من مدينة السماوة أول المتحدثين فقالت: إنها منذ فترة ليست بالقصيرة قد جاءت بابنتها نور التي تعاني من ورم في الدماغ وتبلغ من العمر 17 سنة في المرحلة الرابعة الإعدادي ( الفرع الأدبي ) وان الانتظار طال بهما وتبيّن أم نور أنها وابنتها تبيتان في جامع الإمام موسى بن جعفر (الكاظم) لأنهما لا تمتلكان أجور الفندق ولا أقارب لهما في بغداد، كما أن مدينة السماوة خالية من الأجهزة والمستلزمات الخاصة بالأورام ، وطالبتنا أم نور بمناشدة الحكومة للاهتمام بالفقير وتوفير الخدمات الصحية له ،وإنشاء مستشفيات خاصة بالطب النووي في كل محافظة،  وتحدثت إلين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram