TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الاخيرة :قطوف التفاحة الرابعة

السطور الاخيرة :قطوف التفاحة الرابعة

نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 07:56 م

 ســـلام خـــياط قدر مركز المعلومات في مجلة (ساينس) للعلوم، عدد مستخدمي الكومبيوتر والهواتف النقالة، بأكثر من مليار نسمة، موزعين على أرجاء المعمورة، حيث  تتخم وسائل الإعلام بالإعلانات التي تروج لمنتج جديد، كل حين وعلى مدار أشهر السنة.  الأيقونات السحرية من (الآي فون  والآي باد  والآي كود) وأخواتها وخالاتها وبنات عمها، خوارق معجزة من علوم وفنون وسائر المعارف، مضغة بحجم الكف،
 تنقلك بلمسة أنملة لأقصى الأرض، وتعود بك لمثابتك قبل ان تقوم من مقامك أو يرتد إليك طرفك.. المليار نسمة التي تتمتع بأطايب التكنولوجيا، بل نصفهم، بل ربع الربع منهم يجهلون سر السحر المنطوية عليه الأجهزة، إنهم يستعملونها وكفى، ولا يتلمسون خطى من  فكر بها، وعانى طويلا قبل أن يطلقها للمنتفعين بها، بالأمس القريب، غادر إلى غير رجعة أحد أساطين التكنولوجيا الحديثة إثر مرض لم يفلح الطب الحديث بتأجيل رحلته  الأبدية التي ما أن أعلن عنها حتى ضج موقعه والمواقع المثيلة برقم من الزوار تجاوزت أعدادهم الملايين، ظاهرة ملفتة للنظر لعبقري كان اسمه (ستيف جوبز) لم يقل كان أبي، ولا فاخر بأرومة حسب ونسب، لم يتحزب لحزب، ظل طليقا، لم يجاهر بدين أو مذهب، فما بينه وبين الله هو الذي بين الله وبينه -سر مقدس يتعالى على الإعلان والجهر، لم ينتسب لكنيسة مسيحيين، ولا ولج مسجدا للمسلمين، ولا انتمى لكنيست يهود، دينه العمل ومذهبه الإبتكار الخلاق، قيل عنه إنه ما حمل مسدسا ولا هراوة، حمل قلبه عوضا، نافس وتنافس، كر وفر، طريقه المحفوف بالصعاب والعثرات، معبد بالتحديات.. لم يسع لثروة (غنيمة) الثروة المزكاة بالجهد والسهر والمعاناة هي التي سعت إليه، لم يتشبث بمنصب ’ المناصب تشبثت به، كلما أنكفأ على وجهه، أنتبه، نافضا عنه وحل السقوط واستوى واقفا، أطول قامة وأشد عزيمة،.....أكتب (آبل ماكنتوش بفأرة ستيفن جوبز) ستظهر أمامك مئات المواقع لأشهر ما في سلة التفاح من أسرار.. أولها تفاحة آدم التي أخرجته من الجنة والثانية تفاحة نيوتن التي غيرت مسار علوم الفيزياء وفضحت أسرار الجاذبية وأفانينها والثالثة تفاحة جسلر الدكتاتور، النمساوي ورجل من العامة يدعى وليام تيل (وهي حكاية حقيقية متداولة) التفاحة المقضومة الرابعة مسجلة للأبد باسم ستيف جوبز، أما التفاحة الخامسة فهي في ضمير الغيب تنتظر، فمن يجرؤ على اجتراح معجزة التفاحة الخامسة؟ من؟! وهل من مرب(ي) يقترح تدريس سيرة هذا العبقري في المدارس والجامعات لتغدو شتيمة متحضرة بحق المتواكلين والكسالى، العاطلين عن الإنجاز المتشبثين بالوهم، المباهين بأرومة عائلة وسيرة حياة الأجداد؟؟، وتصبح دليلا ونجمة هدى للأكفاء الذين يؤرقهم الارتداد للخلف، ويقض مضاجعهم اللآ إنجا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram