TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين :تأخّرت يا علاوي

عين :تأخّرت يا علاوي

نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 07:59 م

 عبد الخالق كيطان بعيد انتهاء موسم الانتخابات النيابية في العراق العام الماضي وبدء مرحلة المزايدات السياسيّة كان على السيّد اياد علاوي أن يحسم أمره وهو يرى الأمور تفلت من بين يديه. كتبت حينها أكثر من مرة موصّفاً حال السيّد علاوي. وفي كلّ مرة أكتب فيها كنت أتوقع أن تصل الأمور بينه وبين السيّد نوري المالكي إلى طريق اللاعودة. الشعارات التي ترفع، أو الخطب الرنّانة، أو التصريحات الصحفية، تلك التي تؤكد على مصطلحات من قبيل:
 الشراكة، التضامن، المصارحة، الشفافية... الخ... كلها لا تصمد أمام وقائع الأرض.. ووقائع الأرض كانت تقول ان الخاسر الوحيد في هذه المعركة السياسيّة هو السيّد علاوي.لقد تشكّلت القائمة العراقية التي يرأسها السيّد علاوي لأسباب مختلفة، وكان المعلن منها قيادة التيار الليبرالي أو العلماني في العراق. وبعد انتهاء الانتخابات بدأ الحديث يأخذ مساراً مختلفاً جداً. بعض قيادات العراقية، المحسوبة على طائفة معينة، سارعوا للقبول بعقد صفقات تحقق لهم ولأتباعهم مكاسب في السلطة، تخلى هؤلاء بسرعة البرق، لا عن علاوي فقط، بل عن مجمل البرنامج الانتخابي والشعارات التي رفعوها طيلة الفترة التي سبقت الانتخابات. آخرون في الكتلة ذاتها سارعوا لإعلان انشقاقهم. كانت كتلة دولة القانون تتفرج بسعادة غامرة وهي ترى الكتلة الأكبر تتفتت فيما تظل هي متماسكة وراء زعامتها. وأخيراً بقي السيّد علاوي وحيداً.القادة الذين ناضلوا ضدّ الديكتاتورية معاً يعرفون من هو السيّد علاوي، فهو شريك الأمس على أيّ حال، ولهذا رتبوا له ما سمي بـ"مجلس السياسات الاستراتيجية"، وكان الحديث علنياً بين أطراف سياسيّة وشعبية على هامشية هذا المجلس، وكونه جاء للترضية ليس إلا بعد أن ظفرت دولة القانون بما أرادت. ومع ذلك، ظلّ السجال، والأخذ والعطاء، وحرب التصريحات مستعرة بين رئيس العراقية وأعضاء كثر في دولة القانون... كان واضحاً أن الموضوع ذاهب إلى التمييع، وإن حرب مطاولة وصبر قد اندلعت بين الزعيمين، وأن الممسك بالسلطة ليس مثل الذي بقي خارجها. لنقل بصريح العبارة: أن السيّد علاوي ظلّ وحيداً، فماذا يفعل؟جمهور السيّد علاوي يطالبه بإجراءات، واللاعبون الكبار في السياسة العراقية لهم خططهم التي لم تترك لزعيم العراقية غير خيارين مرّين: القبول بالمجلس "الشكلي" المصمّم لدورة واحدة ولإرضاء شخص واحد، أو الانسحاب من العملية كلها. كان الانسحاب المبكر فضيلة كما تعرفون. ولكنه جاء متأخراً عن موعده. اليوم يقرر السيّد علاوي أنه غير معني بهذا المجلس. وهذا إعلان خسارة كما هو واضح. المشكلة منذ البداية: كانت هنالك قائمتان انتخابيتان، وكان هنالك زعيمان لهاتين القائمتين. القائمة الفائزة ستقود زعيمها إلى السلطة، والخاسر منهما (الذي يحلّ بالمرتبة الثانية)، سيكون خارج السلطة. وتعرفون الباقي. ولكن الرجلين اللذين حتمت الأقدار أن يقودا أكبر قائمتين تنازعا في "الملك" لشهور طويلة أكلت من عمر العراقيين الكثير، وشهدنا خلالها حوادث ومصائب ولعنات دون أن نشهد تقدماً بأي شيء. لقد كان الموقف المنطقي آنذاك أن يعترف صاحب المركز الثاني للأول بتفوّقه ويسلّمه السلطة ضمن مبدأ التداول السلمي للسلطة، وإن لم يفعل، وهو لم يفعل حقاً، فإن الموقف يحتّم على الثاني أن يعلن انسحابه مسجلاً احتجاجه السلمي التاريخي على ما يجري. وها هو السيّد علاوي اليوم يصل إلى هذه النتيجة... ولكنه كان متأخراً جداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram