علاء حسن بحسن نية، صدق آلاف العراقيين المقيمين في الخارج منذ عشرات السنين، دعوة الحكومة لاستقبال العائدين ومنهم من ذوي الكفاءات، واحتضانهم في وطنهم، ومنحهم الامتيازات وقطعة ارض سكنية وضمان عودتهم السريعة الى دوائرهم الرسمية السابقة لمن كان موظفا في الدولة، والدعوة الحكومية صدرت على شكل قرارات وربما عممت في سفاراتنا في الخارج.
من صدق الدعوة وعاد الى الوطن اصطدم بعقبات وعراقيل بعدد الحواجز الكونكريتية والسيطرات الثابتة والمتحركة في العاصمة بغداد، وفي اول مراجعة للدوائر الرسمية لاستكمال "الاجراءات الاصولية القانونية" تطرح شروط المطالبة ببطاقة السكن، وهوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية، وتأييد المختار، وكأن المراجع القادم من استراليا او كندا او السويد يمتلك كل هذه الوثائق "المقدسة"، واغلب العراقيين الذين غادروا البلد في زمن النظام السابق "فروا بريشهم" بجوازات سفر قديمة، ودخلوا البلاد بوصفهم يحملون جنسية اجنبية، وفي غرفة استعلامات اية دائرة رسمية وبين مئات المراجعين يوميا، ربما استرجع العائد من بلاد الغربة حال الدوائر في البلد الذي يقيم فيه وردد مع نفسه "ساعة السودة هذا اول بوري" حكومي يواجهني بعد سنوات الغربة.دوائر وزارة الثقافة والتربية والتعليم العالي وبقية الوزارت الاخرى تستقبل يوميا عشرات الطلبات من العراقيين المقيمين في الخارج للعودة لوظائفهم، لكن سير معاملاتهم، وعلى النهج المألوف والمعروف يتخذ مسارا متعرجا، وفي بعض الاحيان، يحتاج الى دفعة بتقديم مبلغ من المال لغرض "دهن السير" كما يقال، او واسطة من صاحب نفوذ في الدائرة الفلانية، علما ان العراقيين المقيمين في الخارج يرفضون التعامل بهذا الاسلوب، لانهم امضوا سنوات في بلدان تستخدم آخر الابتكارات التكنولوجية في انجاز المعاملات الرسمية.قبل ايام كان الشاعر جليل حيدر المقيم في السويد في بغداد لانجاز معاملة عودته لاحدى دوائر وزارة الثقافة، ومئات غيره اقدموا على ذات الخطوة، لكنهم جميعا وبلا استثناء تعرضوا للبوري الحكومي، وانتهى المطاف بمعاملاتهم في لجنة تابعة لمجلس الوزراء لغرض التحقق والتدقيق والتأكد من صحة المعلومات والبيانات المتعلقة باصحاب الطلبات.الملحن المعروف سرور ماجد عاد قبل ايام من كندا لمتابعة معاملة عودته لوظيفته التي قدمها قبل سنتين، وفي اول يوم لمواصلة جولة انجاز معاملته طلب مديره السابق الذي اصبح اليوم مديرا عاما ما يؤيد انه كان موظفا، علما انه في زيارته الاخيرة، انجز لفضائية العراقية نشيدا وطنيا، تكرر بثه عدة مرات في اليوم الواحد.العائدون الى الوطن اغلبهم من الفنانين والادباء ورجال الفكر واساتذة الجامعات من حملة الشهادات العليا فضلا عن أكاديميين وهؤلاء كفاءات وطنية، مازالوا بانتظار ان تفي الحكومة بوعودها، قبل ان يغادروا البلد سيرا على الاقدام خشية تعرضهم "لبوريات" رسمية من الوزن الثقيل، وشر البواري ما يضحك".
نص ردن :شر " البواري" ما يضحك
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 08:02 م