بغداد/ المدى أكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم ان المسلحين يسيطرون على مناطق عدة من البلاد مشكلين خطرا حقيقيا يهدد العراقيين واعتبر احداث مصر الاخيرة فتنة تستهدف شعبها.
وطالب الحكيم في كلمة خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى بضرورة إقامة منظومة استخبارية متكاملة وقادرة على تفكيك الخلايا الارهابية قبل أن تفتك بالمواطن العراقي. واعتبر أن المبادرة مازالت بيد الإرهاب "فهو من يحدد زمان ومكان جرائمه البشعة والمستمرة من قتل وتفجير في وضح النهار". وشدد على ضرورة ان تكون المبادرة بدلا من ذلك بيد القوات الأمنية وموضحا ان هذا ما توفره المنظومة الاستخبارية والجهد الاستخباري المطلوب.واضاف أن سيطرة الإرهابيين على مناطق محددة يمثل حالة خطيرة لا بد من الوقوف عندها مذكرا بسيطرتهم على مركز شرطة البغدادي في محافظة الانبار ومن قبله السيطرة على مجلس محافظة صلاح الدين وقتل واختطاف من فيه ومن ثم تمكن المسلحين من الفرار.وتساءل الحكيم عن مبررات عدم جاهزية رجال الشرطة العراقية لاستلام الملف الأمني بعدما أعلنت قيادات أمنية أن جهاز الشرطة المحلية والاتحادية غير جاهز لاستلام الملف الأمني. وقال ان موقف هذه القيادات شجاع في الاعتراف بعدم الجاهزية كي لا يحصل أي نوع من المجازفة بأرواح الناس.واشار الحكيم الى ان مليارات الدولارات قد انفقت في تسليح الشرطة العراقية وتدريبها متسائلا عن السقف الزمني لتنفيذ الخطط العلمية في تطوير الشرطة العراقية وعدم ابقاء وزارة الداخلية بدون وزير.. واكد أن المواطن يبحث عن اجابة لكل هذه الأسئلة ليتعرف على الوقت الذي يكون فيه المواطن بيد مؤسسات امنية راشدة خاصة في مرحلة مهمة مثل مرحلة انسحاب القوات الأميركية في الأشهر المقبلة.واشار الى ان أعداد رجال الأمن في العراق قد وصل إلى رقم كبير وغير مسبوق وبمعدل شرطي لكل 25 مواطن وهو ما يزيد على الضعف بعشرين مرة مما هو معمول به عالميا وبمعدل عشرة أضعاف في الدول التي تعاني وضعا مضطربا.. قائلا: هل أن ان وضع العراق مضطرب بمعدل عشرة أضعاف عن الدول التي تعاني اضطرابات امنية. وعبر الحكيم عن استغرابه من عدم قدرة هذه الاعداد الكبيرة من رجال الامن على توفير الأمن مشددا على أن الشعب العراقي من حقه أن يطلع الى اين ذهبت هذه المليارات التي صرفت على الأجهزة الأمنية لانها ثرواته.يذكر ان لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي قد اكدت امس صحة ما ذكرته صحيفة أميركية متخصصة عن أن عدد القتلى العراقيين الذين سقطوا منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 بلغ نحو مليون ونصف مليون مواطن. وقال عضو اللجنة النائب عن القائمة العراقية جمعة ابراهيم في تصريح للصحافيين "إن مثل هذا العدد موجود والأسباب معروفة كأن تكون نتيجة عمليات إرهابية أو عسكرية تحدث داخل البلد".ودعا الحكيم الى العمل على اشاعة التثقيف الامني بين المواطنين مؤكدا حاجة العراق اليوم الى ثقافة امنية مبينا مطالبا بتدريسها في المناهج الدراسية ومن خلال دورات وورش عمل تعرف الناس بضرورة التعامل مع الامن. وعن الفساد الذي يضرب البلاد عبر الحكيم عن اسفه من المعلومات التي اكدت وجود ماكنات مولدات للطاقة الكهربائية مرمية في العراء يأكلها الغبار والصدأ في وقت يوجد العراق بأمس الحاجة للكهرباء وللاموال والمليارات التي صرفت عليها مطالبا الجهات المعنية بفتح تحقيق موسع للتأكد من المعلومات التي وردت بصدد هذا الموضوع ومحاسبة المسؤولين عن ذلك مشيرا بهذا الصدد الى تقارير للرقابة المالية كشفت عن وجود فساد مالي في عقود الاسلحة بوزارة الدفاع العراقية.واكد الحكيم ضرورة اقرار قانون الأحزاب المقترح لما له من اهمية شرط أن يتماشى مع منطق الديمقراطية في البلاد محذرا من ان يتحول هذا القانون الى سلاح للضغط على الحريات وعلى التعددية السياسية في البلاد. واشار الى أن تشريع القانون سيخرج العراق من الفوضى التي يعيشها المواطن نتيجة السلوك السيئ لهذا السياسي او ذاك.وعلى صعيد الاضطرابات الاخيرة التي شهدتها مصر والصدامات بين الاقطاب والجيش قال الحكيم ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي يتابع الاحداث والتطورات التي شهدتها مصر في والتي ادت لسقوط العشرات من الضحايا والمئات من الجرحى مؤكدا قلقه وخوفه من هذه الاحداث.وأعتبر رئيس المجلس الاعلى ان ما جرى في مصر هو وجه من وجوه الفتنة التي تستهدف مصر وشعبها ودعا الجميع الى التنبه للمخاطر التي تحيط بمصر والعمل من اجل معالجة الاسباب المباشرة التي ادت للاحداث والتوصل الى خطة مستقبلية لمنع تكراراها مع التأكيد على احترام التنوع والتعدد الذي تتميز به مصر وجعل هذا التنوع مصدراً للغنى والايجابية بدلاً من ان يكون مصدراً للمشاكل والفتن. واكد وضع المجلس الاعلى لجميع قدراته وامكانياته بتصرف الشعب المصري وقياداته واستعداده للتعاون لما فيه خير مصر وجميع الدول العربية.
الحكيم: مسلحون يسيطرون على مناطق عدة... وأحداث مصر فتنة

نشر في: 13 أكتوبر, 2011: 06:30 م









