TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :لا تراهنوا على جياد الأسد الخاسرة!

كتابة على الحيطان :لا تراهنوا على جياد الأسد الخاسرة!

نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 10:21 م

 عامر القيسي اتمنى شخصيا الا تكون الاخبار المتداولة في الشارع وفي بعض اجهزة الاعلام من ان نظام بشار الاسد يتلقى دعما رسميا من الحكومة العراقية، وتحديدا المالكي ، ومن ان العراق  لم يعد ممرا لتزويد قتلة الشعب السوري بانواع خاصة من معدات مخصصة لقمع الاحتجاجات الشعبية من دولة جارة لنا  ، وانما اصبح العراق مركزا للدعم ! لان مثل هذه الاخبار لو صحت فانها ستفتح لنا جرحا من الصعوبة شفاؤه في العلاقة مع الشعب السوري الذي تشير كل التقارير والمؤشرات بما في ذلك المخابراتية لدول عظمى وصغرى، من ان نظام بشار الاسد في طريقه الى الزوال.
علينا فقط ان نتذكر كيف ان المعارضة العراقية كانت تنظر بعين الكراهية حتى الآن لكل القوى والدول التي ساندت نظام الطاغية صدام في حربه ضد الشعب العراقي. اتذكر، ربما في أواسط ثمانينات القرن الماضي وفي أوج استعار الحرب العراقية الايرانية، ان جهودا بذلت للمصالحة بين النظامين السوري والعراقي، وكنت وقتها متفرغا في اعلام الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية، "جوقد" ويومها كنت ذاهبا الى عملي، ففوجئت بمفرزة امنية امام مقر الجبهة منعتني من الدخول، فضلا عن تفتيش حقيبتي الصغيرة التي لم يجدوا فيها غير مجموعة اوراق ودفتر صغير لارقام الهواتف . وعندما سألت من بعض المتنفذين في المعارضة العراقية عما يجري  وقتها قالوا ان علينا التهيؤ للرحيل من سوريا  لان نظام الاسد ربما سيعقد صفقة مع نظام صدام لبيعنا لحساب مصالح النظامين ، وشاءت ظروف السياسة ان تفشل مفاوضات " صدام – الاسد الاب " وعادت الامور كما كانت . مثال سقته للنظرة الضيقة لقضايا الشعوب التي تتصور الانظمة الدكتاتورية بانها قادرة على جلدها باستمرار دون ان تلقى العقاب المناسب ، كما في مصر وتونس وليبيا واليمن وتكر المسبحة اليوم على نظام البعث السوري .ان المراهنة على جياد بشار  من الشبيحة والمنتفعين تعبر عن ضيق افق سياسي ، ونظرة ساذجة للزلزال الذي يضرب انظمة الاستبداد ، وهي تعبير عن ازدواجية قاتلة في التعامل مع معطيات الواقع السياسي الجديد وافرازاته . وهي بالتالي تمثل سلوكا يضر بمصالح الشعب العراقي مستقبلا .وقبل النفي علينا ان نتذكر كيف تعامل النظام السوري مع المتغيرات العراقية، و اغرق الشارع العراقي بالدم من خلال نفايات البشر من المفخخين الذين وجدوا من  سماحة  نظام البعث السوري ملاذا لغزواتهم  ، وان نتذكر ان الحكومات العراقية المتعاقبة ،منذ سقوط صدام، كانت تضخ في فضائياتها اعترافات القتلة الذين كانوا يتدربون في معسكرات خاصة في اللاذقية تحت امرة المخابرات السورية لاشعال الفتنة الطائفية في العراق. ان كل التبريرات عن مجيء السلفية ما هي الا شماعات الخوف من الثورات الشعبية المنطلقة نحو الحرية ، وكل المراهنات على الجياد الهرمة ، كما راهن بعض العرب على صدام  ،ستلقى الآن في سلة المهملات وتبقى الكلمة الاخيرة للشعوب . هكذا علمنا التأريخ وعلينا ان نفهم الدرس جيدا !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram