علاء حسن ما يقال عن استعدادات القوات العراقية لإدارة الملف الأمني بعد الانسحاب الأميركي ، يخضع هذه الأيام لرؤى وتفسيرات ومواقف متباينة ، فالمطالبون برحيل المحتل ، كما تعودنا على سماع هذه العبارة ، يرفضون الاستعانة بالولايات المتحدة لحماية الأجواء العراقية ، على الرغم من إعلان الحكومة عزمها على عقد صفقة شراء 30 طائرة أميركية لتعزيز قدرات القوة الجوية، ومقابل هذا الموقف ، هناك من يرى أهمية النظر بواقعية للأوضاع الأمنية في البلاد ،
وتقدير الحاجة اللازمة للعد الكافي من المدربين والخبراء ، ومنحهم الحصانة بموجب القضاء العراقي .المسؤولون الأميركيون ومنهم نائب الرئيس جو بايدن أعلنوا التزام الولايات المتحدة سحب قواتها، تطبيقا للاتفاقية الأمنية المبرمة بين بغداد وواشنطن، وأكدوا ان العلاقة بين البلدين ستكون متكافئة في المجالات كافة، ورسالة الاطمئنان الأميركية هذه، وبرغم الشكوك حولها موجهة الى الجانب العراقي، ويجب ان تضع المسؤولين والسياسيين العراقيين على خط شروع واحد لتحقيق مصالح أبناء الشعب ، الذي سمع من أصحاب القرار أكثر من مرة بان أسباب معاناته المزمنة تعود لوجود المحتل، لا بارك الله فيه . لا احد من أبناء الشعب العراقي لدية رغبة في بقاء القوات الأميركية ، لأنها لم تتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على امن المواطنين، وأنها ارتكبت جرائم انتهاك حقوق الإنسان بحق الأبرياء ، ومنحت الفرص للمفسدين لشغل المناصب، ومشروعها في إرساء "الديمقراطية العقيمة " افرز نخبا سياسية ، احتلت أغلبية مقاعد مجلس النواب ، وحصلت على حق تشكيل حكومة ، مرة توافقية وأخرى وحدة وطنية ، وثالثة بلا لون وطعم ورائحة ، وابرز انجازاتها أنها وضعت العراق في مقدمة قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم . أدى "العقم الديمقراطي " الى انحسار نشاط تنظيمات سياسية معروفة بتراثها النضالي ، فاحتلت الساحة قوى أخرى،استطاعت تسخير الولاء الطائفي والمذهبي للحصول على أوسع قاعدة شعبية ، وشجع الوجود الأميركي في العراق دول الجوار على جعله ساحة صراع مع الولايات المتحدة ، فهناك من دفع المتسللين لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المدنيين ، وآخر قدم الدعم المالي لجماعات مسلحة بذريعة مقاومة المحتل، فقتلت من العراقيين أعدادا كبيرة أكثر من الأميركيين .أطراف مشاركة في الحكومة أبدت قلقها ومخاوفها من احتمال تراجع الأوضاع الأمنية بعد الانسحاب الأميركي ، وعزت أسباب ذلك للخلاف السياسي ، وأصحاب هذا الموقف يرفضون البقاء الأميركي دقيقة واحدة بعد حلول موعد الانسحاب ، ونظرتهم للأمور تبدو واقعية أكثر من غيرهم ممن احترف إطلاق التصريحات في إطار المزايدات السياسية ، وهؤلاء حملوا المحتل أسباب تفشي الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة ، واتهموا المحتل بالوقوف وراء نشوب نزاع مسلح بين مربي الجاموس في احد ضواحي العاصمة . بعد خروج المحتل سنرمي وراءه سبع حجارات ، ثم نلتفت للنخب السياسية المشاركة في الحكومة لنسألها عن انجازاتها، بعد إزالة مخلفات قوات الاحتلال وكشف تورطها بالوقوف وراء النزاع المسلح بين أصحاب الجواميس .
نص ردن :جاموسة المحتل
نشر في: 2 ديسمبر, 2011: 08:57 م