TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الجاهزيّة العراقيّة.. الواقع والطموح

الجاهزيّة العراقيّة.. الواقع والطموح

نشر في: 19 نوفمبر, 2011: 06:30 م

حسين علي الحمداني الجاهزية العراقية لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي ، تمثل الآن هاجس كل العراقيين، ولا يمكن أن يأتي الاطمئنان من حديث يدلي به سياسي بعيد جداً عن الواقعية وقريب من الإنشاء المبني على العاطفة أكثر مما هو متأتٍ من واقع ملموس .
رغم التطمينات الكثيرة التي وصلت للشعب العراقي من قبل الكثير من السياسيين حول عدم وجود فراغ أمني ما بعد الانسحاب الأميركي، إلا أن الكثير من العراقيين لديهم مخاوفهم بهذا الصدد ، وهذه المخاوف ناجمة عن أن هذه التصريحات التي تبعث عن الاطمئنان مصدرها رجل سياسة وليس رجل مهنة يعرف بواطن الأمور ويعالجها وفق رؤية فنية مهنية بحتة خالية من التعبئة الجماهيرية والتي عادة ما تستخدم الأسلوب الإنشائي في الحديث دون أن تعرج للأمور والمسائل الفنية والتي هي بالتأكيد فيها من المخاوف ما يجعلنا نسأل فعلاً هل ثمة فراغات أمنية ستحدث؟ خاصة وإن العراق تحيط به دول ليست بريئة ولا يمكن ألا تكون لها أهداف تروم تحقيقها في العراق من جهة، ومن جهة أكثر أهمية، بأن العراق الآن بالتحديد يقع ضمن منطقة جغرافية تموج بالحركات الشعبية والتمردات المسلحة، فما بين غليان سوريا ، وتحركات تركيا للتصدي لحزب العمال ، وما بين بداية احتجاجات في الكويت، وتصعيد غربي في لهجة التعامل مع إيران ، يكون وضع العراق وحدوده أشبه ما تكون بخط زلزال لا تقف حدوده في نقطة معينة مع انعدام وسائل الدفاع الحقيقية عن حدود العراق، وهنا يحتاج المواطن العراقي لمن يطمئنه في هذه النقطة.بالتأكيد إن الجاهزية العراقية الأمنية وصلت لنسبة 90% كما صرح السيد وزير الدفاع وكالة وهي نسبة مطمئنة إذا كانت دقيقة وذات شمولية لجميع صنوف القوات المسلحة العراقية،ولكن بالتأكيد المقصود هنا جاهزية ما موجود من قوات وليس ما يفترض وجوده وما يجب أن يكون أسوة بما موجود في الجيوش الأخرى بما في ذلك جيوش الدول غير المتقدمة،أي جاهزية القوات البرية والبحرية والجوية، وقبل هذا وذاك الصنوف الساندة وفي مقدمتها الاستخبارات التي تعد اليوم ركناً مهماً من أركان مكافحة الجريمة والإرهاب.المواطن العراقي يمتلكه بعض القلق في بعض الجوانب أهمها الحماية الجوية المطلوبة لأجواء العراق خاصة في ظل وجود خروقات كبيرة جدا من قبل إيران وتركيا في قصف الكثير من قرى ومناطق إقليم كردستان سواء بالمدفعية أو سلاح الجو، وعدم وجود رد يحمي هذه المناطق ، سواء هذا الرد أخذ أشكالاً عسكرية أو سياسية، الجانب الآخر يتمثل بأن الحدود العراقية من جميع الجهات طويلة وشاسعة جداً، وبالتأكيد فإنها تمثل وسط غياب الرقابة الجوية التي كانت موجودة في السابق من قبل الطيران الأمريكي، الآن ثغرة كبيرة لا يمكن سدها ببنادق كلاشنكوف يحملها حراس الحدود ما لم تكن هنالك حماية جوية لهم ترصد بشكل يمكن القوات الأرضية الموجودة من متابعة عدم تسلل البعض عبر الحدود سواء كان هذا التسلل لغرض التخريب أو التهريب معاً ، خاصة وإن العراق بات الممر الآمن لعبور شحنات المخدرات إلى دول عديدة في المنطقة.الجانب الثالث والذي يتمثل بالتسليح ،هذا التسليح الذي نقرأ صفقاته في الصحف ونسمعها في نشرات الأخبار دون أن نجد له أثراً في الأرض ، وبالتأكيد فإن الجاهزية التي يجب أن نصل لها يكمن أحد أبرز حلقاتها في التسليح ومن مناشئ عريقة،هذا التسليح يمنح الثقة للمقاتل، وهنالك نقطة مهمة جداً هي أن الكثير من الخلايا الإرهابية الموجودة في العراق تسليحها أفضل وأحدث بكثير من تسليح القوات العراقية وهذه النقطة بالذات أثيرت منذ سنوات دون أن نرى معالجات واقعية لها .لهذا فإن المواطن العراقي الآن بحاجة ماسة إلى من يوجزه بصدق وصراحة الجاهزية الأمنية العراقية بعيداً عن الإنشاء والتعبير المبني على العواطف رغم أهميته، فيشحذ همم الشعب لكنه قد يكون تأثيره سلبياً خاصة وإن الكثير من التنظيمات الإرهابية ستجد في الانسحاب فرصتها لزرع  المزيد من الشك لدى المواطن العراقي في قواته وأجهزته الأمنية ، وبالتالي علينا أن نفكر ملياً بالبحث السريع عن تجهيز وتسليح ما نتمكن من إنجازه في الفترة المقبلة من أجل أن تكون الجاهزية فعلا متكاملة وتبعث على الاطمئنان وتعزز من فرص نجاح الانسحاب الأميركي وفي نفس الوقت تعزز من دور الجيش والشرطة في حفظ ما تحقق حتى اللحظة للعراقيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram