قيس قاسم العجرش في لقاء صحفي، وَجّهتُ سؤآلاً مباشراً الى السفير الأميركي جيمس جيفري مفاده :"هل يمكن للولايات المتحدة وهي على أعقاب الإنسحاب الشامل من العراق أن تدخل في تجربة مماثلة أخرى ؟ هل يمكن أن تخوض حرباً أخرى مع دكتاتورية كان لها ما كان لدكتاتورية صدام في عام 2003"السفير كان سعيداً بالسؤال لأنه كان فرصة له كممثل دبلوماسي لبلاده أن يوضح مستوى المسؤولية التي تضطلع بها الولايات المتحدة في عالم ما بعد الحربين العالميتين وما صارت اليه قضية الأمن العالمي
وأهمية الولايات المتحدة لإستقرار هذا الأمن.بلاده وقدرتها على صنع السلم العالمي لكنه لم يكن متأكداً ابداً من حتمية أي دور تقوم به الولايات المتحدة سواء في العراق أو في مناطق التوتر العالمي الأخرى.خلاصة كلام جيفري انه ومعه حكومته على إدراك كاف بمستوى التحدي القادم والماضي في العراق إلا أنه مدرك أيضاً لمحدودية التواصل بين الواقع وبين الرغبة.كلام جيفري يعد "فكاهة"إذا ما قورن بمطروحات البرلمانيين العراقيين اليوم وإذا ما حاولنا أن نستقصي معنوياتهم وآرائهم عن الإنسحاب الأميركي الوشيك جداً.معظم السياسيين العراقيين تعاملوا مع الموضوع على انه "ملف إنتخابي" يمكن جني بعض الأرباح الدعائية من خلاله ، كما تعاملوا مع الأمر على نطاق محلي ضيق جداً لا يتعدى حلقات الحوارات التلفزيونية التي يبرع في حشوها هؤلاء بالكلمات والتصريحات ثم التصرحات والكلمات ثم الكلمات ثم.. الخ.إدراك المسؤولية هي الفارق هنا بين من يخدم بلده حتى وهي تنسحب عسكرياً ، رأيت أن جيفري كان يستعد كسفير لبلاده أن يلعب اشد الأدوار ضراوة الا انه ابداً لم ينس "إنسحاب"بلاده وبالتالي فإن لحكومته الخيار الأول وهو إنتاج نظام ديموقراطي قابل للعمل في البيئة العراقية وإن من الاولى هو حماية الآليات بدلأً من حماية الاشخاص للولوج الى نظام ديموقراطي أكثر رسوخاً قابل للحياة في بيئة موبوءة بفايروسات السلطة والإختصام على الموارد.معظم كلمات البرلمانيين التي هي تعليمات مباشرة من قادة كتلهم تبدو من البهتان و العشوائية أن حدودهم غير واضحة المعالم مع غياب البرنامج الوطني.هذا البرنامج السياسي الإنتخابي يؤدي على الأقل دور المترجم لأهداف الكتل السياسية ..البعض لديه برنامجه السياسي والتعبوي الخاص إلا أن لديه ايضاً ما يكفي من الإعاقة التي قد تخرب كل شيء.وهذا بالضبط ما نوى عليه بعض رجالات البرلمان عندنا.جماعتنا لم يصنعوا الى اليوم راياً عاماً ، صنعوا جموعا غاضبة وخدمات مندلقة وأموالا سائبة تمشي على الارض... يالحظ العراق.
تحت الضغط العالي :فكاهات برلمانية
نشر في: 22 نوفمبر, 2011: 09:56 م