TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > رأيك وأنت حـر :دهاليز النفاق !

رأيك وأنت حـر :دهاليز النفاق !

نشر في: 19 نوفمبر, 2011: 06:42 م

 رعد العراقي عدنان حمد .. نجم كروي سطع مع جيل ذهبي في سماء الكرة العراقية قدّم خلاصة فنه في الملاعب المحلية والدولية وغادر المستطيل الاخضر بهدوء كلاعب حاله حال الكثيرين من أقرانه لكن مهنيته وعشقه للساحرة المستديرة دفعته الى ولوج عالم التدريب بخطوات مدروسة وهادئة ،
فأصاب النجاح في الكثير من المواقف وتذوّق الفشل في مناسبات اخرى حاله حال الكثيرين من المدربين في شتى انحاء العالم .. شخصية فرضت حضورها اجتمعت بها الرزانة والصبر والذكاء ودبلوماسية التصرف والحديث وصراحة أغاضت الكثيرين حتى نعتوه بمختلف الاوصاف وحاولوا ان يزرعوا الشقاق بينه وبين محبيه من الجماهير العراقية. سُئل يوما من أحد الاعلاميين : لماذا تصريحاتك تضرب دائما على أبواب السياسة ؟ فأجاب : إن بلدي يمرّ بظرف صعب وانا قبل ان اكون رياضيا فانا عراقي فهل تظن ان هناك عراقيا يحب بلده لا يتكلم بالسياسة ؟! حديث فسّره مَن يجهل بمكنونات النفس البشرية وارتباط العاشق ببلده الى حيث دهاليز النفاق والشقاق وتسابق حاملو معاول الهدم والاسقاط من اجل أن يصوروا مواقفه على انه خائن لوطنه بدلا من أن يرفعوا له قبعة الاحترام لأنه لا يتكلم إلا وكان هَمّ الوطن بين حدقات عيونه.ولأجل ان يستميلوا مشاعر الجماهير فإنهم حالوا ان يخلطوا الاوراق ويستغلوا خسارة المنتخب الوطني بقيادته فرصة الاستمرار بالمنافسة على بطاقة التأهل الى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا وطرحوا نظرية خيالية تتهمه بالتواطؤ وتعمده  الخسارة امام قطر برغم انه هو من أعاد أمل المنافسة وبصعوبة حينما هزم المنتخب الاسترالي ومن ثم المنتخب الصيني ولو كان فعلا كما وصفوه لكان قد تسبب في الخسارة امام هذه المنتخبات من دون ان يدخل في دائرة الشك لصعوبة المواجهة معهم وخاصة ان المنتخب الوطني كان في وضع لا يُحسد عليه! وبسرعة البرق يصدر قرار بإيقافه ومنعه من تدريب الفرق العراقية مدى الحياة ، ثم تشكـّل لجان بالتحقيق والتقصي عن اسباب الخسارة وهي سابقة لم تحدث في انحاء العالم عندما تبيح فرض العقوبة القاسية من دون حتى ان تنتظر نتائج التحقيق الذي تبيّن فيما بعد ان الاتهامات كانت لا اساس لها من الصحة بعد ان اختفت اللجان واختفت معها النتائج لكن ما جرى لم يكن إلا استغلال سيىء لمشاعر الجماهير التي كانت غاضبة من الخسارة والخروج فاقتنعت بما أُشيع وترسخت لديها صورة الاتهام مع الاسف فاحدثت تلك الفجوة بينها وبين مدرب وطني لا يمكن ان ينكر احد انجازاته مع الكرة العراقية وكيف كان يقفز فرحاً عند أي هدف يحرزه المنتخب في كل البطولات التي شارك بها. إن المتابع لمسيرة الكرة العراقية سيجد بالتأكيد ان هناك الكثير من الاخفاقات وسبق وأن خرجنا من بطولات ومنها تصفيات كأس العالم وكان المنتخب بقيادة مدربين وطنيين لكن لم يصدر بحقهم عقوبات مماثلة ولم يخرجوا عن اجواء المحبة والألفة مع الجماهير لسبب بسيط هو ان الجميع يعلم ان كرة القدم فوز وخسارة وان المباريات لها ظروفها ، كما ان أي مدرب بالعالم يمكن ان يخطأ او يُصيب والامثلة كثيرة على ذلك ، اما ان نزرع الكراهية والاحقاد ونؤسس لعلاقة جديدة عنوانها الفوز او المؤامرة فتلك سابقة خطيرة لمفهوم الرياضة والتنافس الشريف! إن عدنان حمد ومن خلال احترافه التدريب مع اندية خارجية قد اصاب الكثير من النجاحات وآخرها مع المنتخب الاردني الشقيق وأثبت قدرته العالية في القيادة الفنية واستطاع ان يحقق المفاجآت الكبيرة وتعامل بحنكة ومقدرة مع النقد الذي وصل احيانا الى التجريح حينما تصدّى لها بصبر وروية حتى وصل الى قلوب الكثيرين واصبح حديث وسائل الإعلام العربية وغيرها التي اشادت بافكاره كثيراً ، ولنتصور ان احدى الصحف اليابانية حذرت منتخب اليابان في كأس أمم آسيا 2011 من الاستهانة بالمنتخب الأردني لأن وراءه مدرب ماكر يعرف كيف يتعامل مع الفرق القوية ويخطف الفوز منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram