وديع غزوان لظروف كثيرة ومتباينة اضطر التيار الديمقراطي بشخصياته وتياراته بعد 2003 إلى معاودة الظهور إلى ساحة العمل السياسي، دون قراءة واقعية، بحسب اجتهاداتنا المتواضعة، لطبيعة الظروف المحيطة وبروز قوى جديدة الى ساحة العمل لن ولم تشأ لهذا التيار ان يمارس دوره في التغييرات التي كان يفترض أن تحدث في العراق، لذا بقي هامشياً مكتفياً بدور متواضع جداً لا يليق بتاريخه ولا تضحياته ولا حتى بشخصياته. وكان عجز هذا التيار بجميع فصائله عن توحيد صفوفه، سبباً آخر مكن التيارات الاسلاموية الجديدة من تصدر المشهد،
دون أن تتمكن الشخصيات الديمقراطية حتى من تشكيل موقف واضح ومؤثر إزاء ما يجري فبقي دوره شبه تابع وليس مبادرا وسباقا، ما زاد من يأس جماهيرها التي كانت تنتظر منها دورا يقترب بحدود دنيا من تضحياتها ويلامس سقف أحلامها.. ثماني سنوات مرت ونحن ننتظر من التيار الديمقراطي وشخصياته صوتاً مميزاً دون جدوى إلى أن جاء يوم الثاني والعشرين من شهر تشرين أول الماضي حيث انعقد المؤتمر التأسيسي لهذا التيار وشخصياته والذي سبقه تحضيرات استمرت سنتين بمبادرة من عدد من نشطائه لم نسمع عنها. وتمخض المؤتمر عن جملة توصيات من ضمنها تشكيل لجان لتفعيل عمله وتوسيع قاعدته وأهداف أخرى نبيلة تصب أخيرا في خدمة العراق وشعبه. ولأن الوقت يمر سريعاً وأحوالنا تتدهور يوماً بعد آخر فقد عقدنا الأمل مرة أخرى نحن المواطنين الحالمين بما سيتحقق خاصة، بعد تجربة مريرة أكدت بما لا يقبل الشك الضرورة لان يأخذ التيار الديمقراطي موقعه مع القوى الأخرى لخلق حالة توازن في هوية العمل السياسي، غير أننا لم نسمع عن فعل أو عمل بهذا الاتجاه. وحتى نكون موضوعيين ولا نظلم أحدا من المتصدين لهذه المهمة الصعبة، لابد أن نعترف بأننا تصورنا أن لجان المؤتمر التأسيسي تعمل بصمت وان هنالك قصوراً في التواصل الإعلامي ينبغي التنبيه له، إلى أن قابلنا السيدة سعاد الجزائري لنسألها عن النتائج فكانت إجابتها الصريحة بأنهم كلجنة إعلامية قدموا ورقة عمل ضمنوها مقترحات وتصورات عن خطة العمل لكن لم تأتهم الإجابة حتى الآن والأغرب أنها قالت أيضا؛ إنها كغيرها تسمع عن القيام ببعض الأنشطة من هنا وهناك دون ان يكون للجنة الإعلام علم فيها. وبغض النظر عن الانحياز للسيدة الجزائري التي اعرفها نشطة وتحب عملها، فأن ما أشارت إليه ينم عن قصور فاضح في توحيد وتنظيم جهود عمل اللجان التي انبثقت عن المؤتمر التأسيسي وهو خلل غير مبرر وغير مقبول خصوصاً ونحن في مرحلة نحتاج فيها إلى عدم تضييع كل لحظة بعد كل الذي ضاع من حياة هذا التيار والنتائج المريرة التي حصدناها كشعب. الأوضاع السياسية العامة، بتجاذبات القوى المؤثرة في المشهد السياسي وصراعاتها العقيمة التي لا تنتهي، أكدت وتؤكد الحاجة الى رؤية صادقة للأحداث تستجيب لطموحات وتطلعات المواطنين وتعبر عن آمالها بنظام ديمقراطي يستوعب حاجة مكونات المجتمع العراقي المتنوعة وما زلنا نؤمن انه بدون مشاركة فاعلة لقوى التيار الديمقراطي الحقيقي لا يمكن أن يتحقق ذلك. فهل تستوعب فصائل هذا التيار وشخصياته دروس الماضي وتعمل بجهد موحد؟!
كردستانيات :التيار الديمقراطي
نشر في: 23 نوفمبر, 2011: 08:27 م