 بغداد/ سها الشيخلي  عدسة/ أدهم يوسف قال أبو يوسف بامتعاض إن سفرته من أربيل الى بغداد استغرقت ساعة ونصف الساعة فقط ، لكنه امضى  ساعتين على مجسّر الشعب  منتظراً فك الاختناقات المرورية عن المجسّر ، وتساءل باستغراب: ما الغاية من إقامة المجسرات اذا كان القادم من المحافظات الشمالية ينتظر كل هذا الوقت لكي يصل الى بيته  بعد أن أخذ منه التعب مأخذاً؟
وينضم العديد من المواطنين الى ما ذهب اليه أبو يوسف فقد وردتنا شكاوى عدة عن الانتظار الطويل والممل لأغلب المجسرات التي اعاقت الوصول في الوقت المحدد ، بل إنها كرّست الزحام وزادت من معاناة البعض .  شكوى المواطنين قالت الطبيبة رجاء اسماعيل: انها قدمت من محافظة كركوك بصحبة امها المريضة وكانت تتلهف للوصول الى المستشفى إلا انها تأخرت على مجسّر الشعب ضعف المدة التي قطعتها من كركوك الى بغداد.. وتواصل الطبيبة رجاء حديثها بحزن وهي تقول: ان امها قد وصلت الى المستشفى وهي بالرمق الاخير ولم تسعفها كل الاجراءات التي حرص الاطباء على تقديمها ففارقت الحياة ! وتواصل الدكتورة رجاء حديثها حيث تقترح على الحكومة ان تبني مستشفيات في بغداد التي  تعاني  قلة المستشفيات المتخصصة ، بكل تلك المليارات المخصصة للمجسرات   التي يشوب عملها  الاخطاء ويلفها الفساد الاداري والمالي ، فالحاجة كبيرة الى مستشفى مثلا للاورام السرطانية اكثر من مجسرات تكرّس الزحام وتثقل على المواطنين .  فيما يقول المهندس رشيد مجيد: ان الغاية من اقامة المجسرات هي لفك الاختناقات المرورية وسرعة الوصول الى المكان المقصود لكننا في العراق لا نقيم وزناً للوقت ونهدره بكل سهولة فالانتظار لمدة ساعة او اكثر يعني الكثير للمواطن في بلد آخر! ويوضح ايضا ان مجسر الحبيبية تم افتتاحه على علاته برغم الاخطاء الفنية التي تشوبه ، ويحمّل امانة بغداد سكوتها على ذلك الخطأ ويطالب  بتغريم المقاول او الشركة التي قامت بتنفيذه. المواطنة ام محمد قالت: انها تسكن منطقة الشعب  وتعاني من الاختناقات المرورية بسبب ذلك المجسر، كما ان الشاحنات تمرّ طوال ساعات النهار في حين ان وقت مرورها كما محدد بعد الساعة الرابعة عصرا ، لكن بعض اصحاب الشاحنات لا يلتزمون بالوقت المحدد لهم لذا يجب تغريمهم للكف عن المخالفات. المواطنة ندى معلمة في منطقة الدولعي الكائنة في مدينة الكاظمية تقول:  انها كانت تصل الى البيت بعد انتهاء دوامها بشكل يسير لكن اقامة مجسّر ( الجوادين ) والمسمى ايضا بمجسر الدباش لأنه يربط الدباش بساحة عدن قد جعلها تتأخر اكثر من ساعتين على المجسر المذكور ، كما يتأخر اغلب سكنة منطقة الدباش والسبب اقامة ذلك المجسر، وتطلب المعلمة من امين بغداد ان يزور المجسر في اي وقت يشاء ليجد بعينه كثافة الزحام الذي اوجده مجسّر الجوادين . المهندس ابراهيم خليل اختصاص طرق وجسور يشير الى الاخطاء الكثيرة المرتكبة من قبل الجهات المنفذة لأغلب المجسرات ويتساءل: لماذا لا تـُغرّم الجهات المنفذة ، ولماذا تسمح الامانة بتكرار مثل تلك الاخطاء ؟ ويطلب المهندس خليل من الامانة ان تكون امينة على الخدمات التي تقدمها الى المواطنين فهي اولا واخيرا اهم المؤسسات الخدمية التي تعمل من اجل العاصمة بغداد ، وان يتسع صدرها لكل الملاحظات التي يتقدم بها المواطن وان تتعقب الاخطاء الواردة وأن تنشّط الرقابة والمتابعة لكل المشار يع التي تنفذها . الفساد المالي والإداري    كما أكدت احدى  المهندسات في امانة بغداد ان ملف المجسرات تشوبه الكثيرمن الاخطاء  والتأخر في الإنجاز وتجاوز المدة المقررة لتسليم العمل من الشركات ، كما ان عطاءات الشركات هي الاخرى تجري وفق المحسوبية والرشا ، وهناك اسماء وهمية لعدد عمال الامانة في اغلب المشاريع ، وان الامانة لا تتعامل مع اقل العطاءات، بل هناك مقاولون خاصون بالمتنفذين في الامانة وهذا الامر لا يسري على المجسرات فقط ، بل على اغلب مشاريع الامانة ، ومن الملاحظ ان اغلب مشاريع الامانة لا يلتزم المقاول في المدة المحددة للتنفيذ ، ومثال ذلك تأخر العمل في كل من مجسري الشعب والمستنصرية عن المدة المقررة للتسليم ، اما  مجسر باب المعظم  فمنذ سنتين  والحفريات تبدأ يوما  وتتوقف اياماً منها المنطقة القريبة من متوسطة الغربية للبنين والحفريات القريبة من وزارة الدفاع ، وتطلب المهندسة التي رفضت ذكر اسمها خشية الملاحقة من المسؤولين في الامانة ان تحال ملفات المجسرات كلها الى هيئة النزاهة لكشف الاخطاء الحاصلة اولا وكشف الاهمال والرشوة والفساد الاداري والمالي ثانيا ، وتخلص المهندسة الى القول: ان المواطن هو الذي يدفع الثمن فالزحام شديد ومخلفات العمل تعيق المرور خاصة عند هطول المطر حيث تصبح منطقة  باب المعظم كتلة من الأطيان يصعب السير فيها مع العلم انها منطقة حيوية تربط الرصافة بجانب الكرخ . مع قائممقام الأعظمية عن متابعة الجهات المسؤولة للخدمات المقدمة للمواطن على قلـّتها ، أشار قائممقام الاعظمية هادي حمود حسن الى أن سبب الزحام هي التقاطعات المرورية  والمغتربات الكائنة تحت المجسرات ، كما ان الحواجز