تحليل سياسي/ ماجد طوفان المتأمل للمشهد السياسي لا يحتاج إلى جهد كبير لتأشير التقاطعات والخلافات التي أصابت بعض الكتل، وكيف أن بعض الائتلافات أصابها التصدع، أو ربما هي في طريقها لذلك، بسبب أن تكوينها لم يأت عن قناعات راسخة، وإنما جاء كرد فعل للآخر، ولعل السمة الواضحة لبعض الكتل أن مكوناتها يشوبها التنافر على المستوى العقدي
لذا يرى الباحث أن عمرها سيتّسم بالقصر فضلا عن تنوع خطاباتها مما يعزز الانطباع بأنها تمثل مشاريع وقتية كما يقول أكثر من مراقب، ولعل المثال الأقرب لهذا التوصيف هو ائتلاف العراقية الذي يلاحظ عليه انه يعاني أزمة زعامات، ويبدو أن الانكسارات التي أصيبت فيها القائمة ابتداء من عدم حصولها على رئاسة الوزراء وليس انتهاء بفشل مشروع مجلس السياسات ادت إلى الضعف والوهن الذي كان مهيمنا على أدائها، ولعل تغيير رئيس كتلة العراقية في البرلمان سلمان الجميلي مؤخرا دليل آخر يؤشر أن وجهات النظر بين قادتها أصبحت شاسعة وعميقة، وربما تؤدي في النهاية إلى تفكك هذا الائتلاف وبالتالي انحسار المشروع الذي جاءت به وحاولت جاهدة أن تبتعد من خلاله عن المحاصصة الطائفية، الا أن الخطوط القيادية المصنفة أولى وثانية وثالثة في داخل القائمة اصبحت تمثل اتجاهات داخلية متقاطعة مع بعضها، واذا اردنا الاستقصاء اكثر فان القيادات الكبيرة الثلاثة المتمثلة برئيس القائمة اياد علاوي والنجيفي والهاشمي أصبحت هي الأخرى متنافرة من خلال تصريحاتها التي تؤكد أن العراقية قائمة بثلاثة رؤوس، فيوم أمس وصف زعيم القائمة العراقية إياد علاوي إقامة الأقاليم في الوقت حالي كصب الزيت على النار، مؤكدا أن الطائفية السياسية التي اعتمدت في العراق هي التي دفعت للمطالبة بالأقاليم، وأضاف علاوي أن "الوقت الآن غير مناسب للمطالبة بإقامة الأقاليم"، واصفا إقامة الأقاليم في الوقت الحالي "كصب الزيت على النار". وقراءة هذه التصريحات ومقارنتها مع تصريحات أخرى تجعل المراقب يؤشر الأزمة، وتحديدا أزمة الخطاب السياسي والتقاطع المفصلي بين قيادات القائمة وتحديدا ما يخص اقامة الاقاليم اذ كانت هناك تصريحات لاتلتقي بأي شكل من الأشكال مع تصريحات علاوي، حيث دعا القيادي في القائمة أسامة النجيفي الى اقامة الاقاليم مرة على أساس جغرافي، ومرة أخرى معللا دعوته بأن السنة أصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية وعاد ليؤكد منتصف تشرين الثاني الحالي، أن مطالب محافظة صلاح الدين بإقامة إقليم دستورية، وليس من حق مجلس الوزراء الاعتراض على ذلك، وأشار إلى أن طلب إقامة الاقليم سيحال إلى المفوضية العليا للانتخابات لتنظيم استفتاء في المحافظة. من جهة أخرى كان القيادي في القائمة طارق الهاشمي قد نحا إلى منطق النجيفي نفسه ودعاه في الـ 19 تشرين الثاني الحالي، مجلس الوزراء إلى عدم عرقلة إقامة إقليم صلاح الدين، وأكد أن من حق المحافظة اللجوء إلى المحكمة الاتحادية أو رئاسة الجمهورية إذا رفض رئيس الوزراء نوري المالكي إرسال طلب تشكيل الإقليم إلى المفوضية العليا للانتخابات. هذا التباين الواضح في الطروحات يؤكد ما ذهبنا اليه وهو ان العراقية تعاني أزمة وربما أزمات.ولعل هذا التنافر هو انعكاس لما تعانيه القائمة العراقية، ويرى المراقب أنها مهيأة الآن للانشطار والانقسامات أكثر من أي وقت آخر، وهذا المشهد هو جزء من الأزمة العامة التي تعانيها البلاد إذ أن القوائم وكما هو واضح تبحث عن المكاسب، وعندما تصل المكاسب إلى داخل القائمة الواحدة فان ذلك سينعكس على الأداء السياسي العام بمجمله و في الوقت ذاته فانه يؤشر أن صراع الكتل أتى بنتائجه التي تحاول كل منها أن تفكك الأخرى وتخرجها من المشهد السياسي.يذكر أن المادة 119 من الدستور العراقي تنص على أنه يحق لكل محافظة أو أكثر تكوين إقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه، يقدم إما بطلب من ثلث الأعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الإقليم، أو بطلب من عُشر الناخبين في المحافظة.
تنافر خطاب العراقية مؤشر على انقسامها

نشر في: 25 نوفمبر, 2011: 08:59 م









