اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الدّهّانة تضيء شارع الكفاح بصناعة الشموع

الدّهّانة تضيء شارع الكفاح بصناعة الشموع

نشر في: 29 نوفمبر, 2011: 09:18 م

((الحلقة الخامسة)) بغداد/ يوسف المحمّداوي  عدسة/ أدهم يوسف كانت محلة الصدرية وسوقها الشهير محور حلقتنا السابقة عن حياة شارع الكفاح وما تعيشه تلك المحلة وسط حزمة من الأزمات التي جعلت من قاطنيها عرضة للعديد من الأوبئة والنكبات يرافقها صمت وإهمال حكومي ملموس وواضح للعيان، وأنت تخرج من الصدرية تدخل مباشرة إلى محلة الدهانة، المنكوبة بكل شيء
فلا اثر سوى الخراب الذي تتقاسم خبزه مع عشيقها ولصيقها شارع الكفاح، لا وجود لشبكات الصرف الصحي على الرغم من مجاورتها لبناية خيانة العاصمة – عفوا – أمانة العاصمة التي من المفترض أن تعمل بالحديث النبوي الذي يقول ((جارك ثم جارك – ثم أخاك))، لكنها آثرت الصمت على انتحار شارع واندثار مدينة كانت تضيء أزقتها بمحلات الشموع، وتحلي أفواه البغداديين من دربونة الدبس والحلاوة.صناعة الحلاوة والشموعيقول الكاتب كمال لطيف عن محلة جده نايل محمود الصباغ الذي كان محله فيها، وكانت هناك مصبغة الدهانة التي بجوارها  محل مهدي الطحان، وكنش الشكرجي وولده عبد الله كنش المراياتي الذي امتهن صناعة (العلجية) التي عليها إقبال كبير من الإخوة المسيحيين، ويستذكر كمال بقوله إن في سوق الدهانة محال لبيع الأعشاب الطبية،هناك محال أيضا لبيع القطن ومزاولة مهنة الندافة وأخريات لبيع الليف والشموع ونجارون وحدادون، في المحلة هناك دربونة لمحال الدبس وصناعة الحلاوة والراشي وماء الورد، وفيها أيضا كما يذكر كمال مقهى حميد وهو أشهر مقهى في المحلة، وفيها أيضا مدرسة الحسينية الابتدائية التي كانت مدعومة من جمعية المدارس الجعفرية ولكنها تحولت اليوم إلى كراج للعربات الخشبية، وكانت فيها أيضا مدرسة رأس القرية الابتدائية التي كان فيها معلما السيد احمد مختار بابان آخر رئيس وزراء في العهد الملكي.. يقول الحاج احمد من مواليد 1940 ومن سكنة المحلة إن الدهانة كما تقول الروايات عدت ضمن محلة المأمونية وتأريخ تأسيسها يعود إلى عهد المأمون العباسي حيث اتخذها بعد انتصاره على أخيه الأمين موقعا له ولجيشه وحاشيته هي ومحلة القشلة والهيتوايين سنة 204 هجرية. مركز للفرق الرياضيةبينما يقول المواطن حسن آليات(مشجع فريق آليات الشرطة السابق) أنها سميت بالدهانة لكونها مركز تجمع لبيع الدهن الحر الذي يستبدله القادمون من اأرياف بالشاي والقند (السكر)، مضيفا إن المحلة كانت مركزا أيضا للفرق الرياضية كفريق شباب الكفاح وشباب الدهانة وشباب الوثبة التي رفدت المنتخبات الوطنية بالعديد من الأسماء اللامعة في عالم الكرة المستديرة كمجيد علي وحسين علاوي وحسن علاوي، وفيها أيضا العديد من قراء المقام منهم مطرب المقامات الحاج احمد جعفر وغيره من الفنانين وكذلك الرياضيين في عالم الروزخانة ومثال ذلك عباس الديك وغيره من أبطال تلك اللعبة، وأنا اسحب قلقي ووجعي من سوق الدهانة صوب مأساة أخرى لاح  لي طفل صغير لم يجد غير الخراب لعبة له، اتجهت صوب الوطن لأقول ما قاله الشاعر ريسان الخزعلي من قصيدته (كيف لي أن أستريح):وطني .. لماذا الحدائق يعلوها الضريح؟لماذا كل يوم لا تصافح غير الجريح؟وطني علمتني: أن المسافة بين عينيك والماءساحة لطير لا يكون الذبيحكيف لي أن أستريح؟وهذه الشوارع راكضة.. تترك كل انحدار فسيحوالوجوه التي اختلطت بظل العماراتترقب في كل الجهات مسيح..! لكنه لا يجيء يا صديقي:- بعد أن رآنا على ما نحن عليه الآن، وكيف يأتي؟ والخراب صفة مدننا وشوارعنا؟ محلة اليهوداتجهنا صوب محلة الطاطران التي يقول عنها المواطن أبو جنان سميت بهذا الاسم لكونها موقع دائرة البريد في العهد العثماني، وتوجد فيها الخيول التابعة لسعاة البريد، وكان اغلب سكنتها من اليهود حتى جاء عام 1952 التي اسقط فيها الجنسية العراقية عنهم، فمنهم من باع داره والأغلب تركوها لتصبح أملاكا تابعة لدائرة الأموال المجمدة، وبعد ذلك التاريخ كما يقول أبو جنان أصبح سكنتها من العراقيين الكرد والعرب، ولا توجد في الطاطران أي مدرسة، والمدرسة اليهودية الوحيدة هي في قنبر علي وكذلك معبدهم في منطقة التوارة. ونقلت صحيفتنا الأمس خبرا عن صحيفة الـ (تايمز) تحت عنوان مخاوف على حياة آخر (7) يهود في العراق.. ونقلت الصحيفة عن الكاهن الانغليكاني للمدينة اندرو وايت قوله إن (الكنيسة فعلت ما بوسعها لحماية اليهود المتبقين، مبينا أن احدهم كان يحاول المغادرة فيما رفض الآخرون ذلك لكبرهم في السن وتابع وابت "كنا نحاول مساعدتهم لكن نشر ويكليكس أسماءهم عمل خطير جدا جدا. وقال وايد (إن الكنيسة الانغليسكانية في بغداد تحاول رعاية الأماكن اليهودية في العراق لافتا إلى انه زار قبر حزقيال الأسبوع الماضي ووجد انه يحتاج إلى إصلاحات كبيرة. رواية عبد الستار ناصرالطاطران كان اسم الرواية التي كتبها عبد الستار ناصرعن مفردات حياة عائلة في تلك المحلة، وأنت تسير في الطاطران حتما ستستمع إلى صوت (صديقة الملاية) وهي تغني بألحان صالح الكويتي معاتبة أمانة العاصمة على الإهمال حين تصرخ:" هذا مو إنصاف منكملا ولا منكم أصولالناس لوسألتني عنكمشرد اجاوبهم شكول" وأنا اردد معها..(الجنه نرجوا العون منهمشمتوا بينة العذول)علما أن الأغنية العراقية تدين بالفضل للملحن صالح الكويتي وشقيقة داود اللذ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram