TOP

جريدة المدى > غير مصنف > U.S.A .. سرية للغاية

U.S.A .. سرية للغاية

نشر في: 28 نوفمبر, 2011: 08:00 م

الكتاب: "أميركا السرّيةِ للغاية" تأليف: دانا بريست وويليام م. أركن ترجمة: ابتسام عبد الله كانت  وكالة المخابرات المركزية الاميركي هي المسؤولة بالاسم، عندما طارت طائرات الهليكوبتر البحرية (سليز) في عمق الفضاء الباكستاني، مزودة برادار المراوغة في شهر أيار الماضي لقتل أسامة بن لادن، وأيضا عندما أطلقت الطائرات بلا طيارين صواريخها لقتل أنور العولقي في اليمن، الشهر الماضي.
ولكن جهاز التجسس الأميركي الخرافي لم يظهر في كلا الطلعتين الجويتين بسبب مجموعة سرية تقوم بأكثر من 10 طلعات حسب تعليمات الـ CIA. وهذه المجموعة لها قاعدة في نورث كارولاينا، وتدير بنفسها وحدتها التجسسية، ولها طائراتها الاستطلاعية ولها أقمارها الفضائية الخاصية. وقادتها لا يتحدثون أمام الملأ علنا، وليس لها متحدث باسمها أو موقع الكتروني عام. في كتاب "أميركا.. سري للغاية"، ويقوم المؤلفان اللذان يعتبران من أفضل الصحفيين في مجال التقارير السياسية وهما دانا بريست ووليام اركن، بسحب الستار عن هذه المجموعة السرية (JSOC) أو قيادة العمليات السرية المشتركة، من أجل الكشف عن جيش سري – يغذي نفسه – والذي أسر أو قتل الأكثر من متمردي القاعدة، عن كافة قوات الحكومة الأميركية مجتمعة. إن هذا الكتاب له أهمية كبيرة، سجل يقطع الأنفاس في تتبع في العالم السري الأميركي، وهو في الوقت نفسه. ليس سهل القراءة، ولكنه يقدم دليلا لكل واحد ينتابه القلق حول النمو في مجال المتفجرات والذي يسميه المؤلفان صناعة الإرهاب المعقدة منذ عقد من الزمن، أي بعد أحداث 11 أيلول. وكتابهما الذي اعتمد على مئات من المقابلات، يرسم المؤلفان خريطة كبيرة غير مرئية لعالم مواز فيه أكثر من 1.300 من العملاء، وتقريبا 2.000 من الشركات الخاصة، و 854.000 شخص يتولون أعمالا غاية في السرية، أن نفقات هذا العالم – ضد الإرهاب – قد تجاوز الخيال، ودون أن يعرف به حقا، أي عضو في الكونغرس أو أي شخص أخر، وتبقى أعمالهم سرية تماما. بعض الأمثلة: انفق مبلغ 81 بليون دولار في جمع المعلومات الخارجية، في حين أن الشعبة السرية للحكومة لها ميزانية محددة بـ 58 بليون، كما أن البنتاغون ينفق بلايين أخرى للأمن الداخلي وضد الإرهاب. ومع وجود هذه النسخ من الوكالات، والمكاتب والبرامج، فان "مواجهة الإرهاب جهد متشعب مضطرب بـ "الخلل الوظيفي".إن الكاتبة بريست التي فازت بجائزة البوليتزر عن تقاريرها الصحفية، هي الدليل على هذا العالم القاسي تزور الأماكن المشبوهة، المشكوك بها في البلاد، وتقاسم إحباطها مع ما تسميه، "المباني التي لا عنوان لها، مكاتب بلا أرضيات وحروف أسماء بلا تفسير". أما اركن فقد اهتم بالدخول إلى وثائق حكومية لا يمكن اختراقها، للكتابة عن الأسلحة النووية والأسماء السيئة. وفيما تبحث برتست ما تحت الأرض والأسرار فيه، كان اركن يبحث عن خدمات ما فوق الأرض . ويقول الكتاب أن الموقع السري المشار إليه يقع على عمق 90.000 قدم مربع تحت الأرض، ويعلوه مهبط لطائرات الهليكوبتر. وهو بذلك أكبر مستودع للحكومة ويقول اركن أن 33 مجمعا كبيرا قد شيد حول واشنطن لأعمال الاستخبارات السرية، في الأعوام الأخيرة تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف البنتاغون. وهذا لا يتضمن خمسة مبان جديدة من اجل توسيع الـ CIA، كما شيد مبنى جديد للأمن الوطني في اوتاوا وعشرات أخرى في شتى أرجاء البلاد. ويقول الكاتب أن معظم المباني تشيد من مقاولين يتم التعاقد معهم بسرية، وهؤلاء يكونون نسبة 20% من القوة العاملة في وكالات الاستخبارات ولكنهم يكلفون 49% من ميزانية الأفراد. هل أن النظام المنتفع فعال؟ ويشير المؤلفان إلى دراسة جديدة لإدارة الاستخبارات المركزية (مجموعة أخرى تأسست حديثا)، إن المؤامرتين اللتين أوشكتا على قتل جماعي في الولايات المتحدة  محاولة تفجير طائرة نورث ويست فوق ديترويت في كانون الأول عام 2009، ومحاولة تفجير سيارة في ساحة نيويورك تايمز في آذار 2010  لقد فشلت الاثنتان لأن القائمين عليها لم يكونوا من الخبراء، وليس بسبب جهود أميركا. وأعلن روبرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي السابق للمؤلفين انه مرعوب من الخوف الدائم بسبب القنابل القذرة، والجراثيم القاتلة، وتهديدات أخرى كما حدث في بيرل هاربر. وقد نظرت محاكم أميركا في 46 قضية إرهاب ضمت 125 متهما. ويضيف غيتس "وهذا يعني أن عدد المتطرفين قليل جدا وعلينا أن نلجأ إلى الهدوء".في أميركا لا يوجد بهذا الصدد أبطال أو أشرار إنها فقط قضية أسعار النظام. وبعد مأساة الحادي عشر من أيلول، منح الكونغرس صكا مفتوحا لوكالات الاستخبارات الأميركية ودون حساب. ولكن الكتابين بريستت وأركان، بذلا جهدا ليقدما للعالم هذا الكتاب. عن (النيويورك تايمز)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram