علاء حسن اكثر ما يثير استياء المسؤولين والقادة الامنيين الحديث عن التدهور الامني ، لان مثل هذا التعبير الذي تستخدمه بعض وسائل الاعلام، يعبر عن الاستهانة بالجهود الكبيرة لعناصر الجيش والشرطة وانجازاتها في حفظ امن المواطنين ، وللمسؤولين تصريحات كثيرة عن الخروقات الامنية ، وسببها بنظرهم ضعف الجهد الاستخباري ،
وبعضهم يحمل الجانب الاميركي مسؤولية ذلك ، والمعادلة الامنية السائدة في العراق كما سمعنا وشاهدنا خلال السنوات الماضية ، ان الخرق الامني يقف وراء كل حادث نوعي ، فصدقنا هذه الرواية ، على امل ايجاد الحلول وتطهير الاجهزة من العناصر التي قيل انها تعمل لصالح جهات معادية للعملية السياسية، وتخطط لاثارة الفوضى والاقتتال الطائفي .اعلن اعضاء في لجنة الامن والدفاع النيابية بان مرحلة ما بعد انجاز الانسحاب الاميركي ستشهد المزيد من احداث العنف ، وايد ذلك مسؤولون في وزارتي الدفاع والداخلية ، وعلى اثر تلك التصريحات ، وضع العراقيون اكفهم على قلوبهم ، وماحدث في البصرة الاسبوع الماضي ربما يكون تمهيدا لتنفيذ سلسلة من الحوادث في العاصمة بغداد ومحافظات اخرى ، وعضو اللجنة النيابية اسكندر وتوت اعلن مطالبته قيادة عمليات بغداد بتغيير خططها في العاصمة بعد ان وصفها بانها اصبحت غير مجدية ، لان العدو تعرف على الستراتيجية الدفاعية ولجأ الى اساليب اخرى لتنفيذ عملياته ، ووكيل وزارة الداخلية الاقدم عدنان الاسدي وقبل ان يقدم استقالته من مجلس النواب اعلن ضروة اعتماد خطط امنية جديدة ، والتخلي عن اكبر عدد من السيطرات المنتشرة في العاصمة ، وجعلها متحركة لاحباط محاولات تنفيذ العمليات الارهابية بالتنسيق مع الجهات الاستخبارية .من حق الحكومة ومسؤوليها الامنيين الانزعاج من عبارة التدهور الامني ، ولكنها حتى الان لم تعلق على "التهور الامني" المتمثل بسلوك وممارسات عناصر الجيش والشرطة ، والتهور رصده المواطنون بالصورة والصوت ، وعرض من خلال شاشات فضائيات تابعة لاحزاب مشاركة في الحكومة ومتحالفة مع ائتلاف دولة القانون ، والمشاهد ربما صورت بكاميرا خفية واضيفت لها تعليقات المواطنين حول معاناتهم من سلوك رجال الامن ، والحديث هنا لايشمل الجميع بلا شك ، وانما من استغل منصبه ورتبته العسكرية في فرض مزاجه المريض على الاخرين على الرغم من ان هؤلاء تلقوا دروسا وتدريبات في احترام حقوق الانسان .ما عرضته الفضائيات لايندرج ضمن خطاب الاعلام المضاد للنيل من الجهد الحكومي وانجازات الاجهزة الامنية ، لانها اي الفضائيات حرصت على اللقاء بمسؤولين امنيين كبار للتعليق على مشاهد "التهور الامني" ، فجاءت الاجابات حول الاشادة بدور الاجهزة الامنية مع دعوة المواطنين الى التعاون مع الجهات المختصة للاخبار عن المسيئين من رجال الامن لغرض محاسبتهم ومعاقبتهم وحتى مقاضاتهم .التهور الامني بعد انجاز الانسحاب الاميركي سيكون صفحة جديدة في المشهد العراقي واستنادا لهذا الاحتمال ستضاعف معاناة المواطنين جراء اعتماد خطة امنية اصبحت بنظر بعض المسؤولين والخبراء العسكريين بانها غير مجدية، لكونها من سياقات واساليب جيش محمد العاكول.
نص ردن :تهـــور امني
نشر في: 28 نوفمبر, 2011: 08:06 م