اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > رجال بأغلفة أطفال.. مرضى الثلاسيميا يقربون الـ200 ألــف حـالة

رجال بأغلفة أطفال.. مرضى الثلاسيميا يقربون الـ200 ألــف حـالة

نشر في: 20 نوفمبر, 2011: 07:16 م

 كتابة وتصوير/ نبيل محيييقارب عدد المصابين بالثلاسيميا في العراق حدود الـ 200 ألف فرد ، بما يعدل أكثر من 3% من سكان البلد،حسب إحصائيات شبه رسمية متخصصة بالمرض،  وينتج هذا المرض الوراثي عن زواج طرفين حاملين لصفة المرض، ما يؤدي إلى ولادة طفل مصاب.
وأن الثلاسيميا هي كلمة يونانية الأصل تعني فقر دم منطقة البحر الأبيض المتوسط وسميت بهذا الاسم لأن غالبية المصابين بهذا المرض من المناطق المحاذية للبحر الأبيض، أما أعراضه فهي : شحوب في الوجه وتغير في العظام وخاصة في عظام الوجه، والنحول الدائم بسبب عدم تجهيز الجسم بالأوكسجين،وذلك لتكسر كريات الدم الحمر ونقص في هيموغلوبين الدم الناقل الوحيد للأوكسجين إلى الجسم.rnأول من اكتشف هذا المرض الطبيب كول عام 1925 ومن ذلك الحين إلى يومنا هذا لم يكتشف  علاج للمرض، ويكتفى بالوقاية منه عن طريق الفحص التحليلي وعدم زواج الأقارب في بعض الحالات.أما بالنسبة للمراكز المتخصصة في العراق فتوجد مراكز عديدة في المحافظات ( الناصرية وأربيل والحلة والبصرة ) ،والمركز الأكبر في العدد والعدة هو قسم الثلاسيميا في مستشفى الكرامة التعليمي في بغداد والذي يستقبل المرضى من العاصمة وباقي المحافظات ،وذلك لتوفر الأدوية اللازمة ومضخات (الدسفرال) وهي عبارة عن جهاز الكتروني أو ميكانيكي يقوم بضخ سائل الدسفرال عبر (السكارب) إلى جلد المريض لمدة ست أو اثنتي عشرة ساعة ليساعد على ترسيب الحديد من خلال الجلد إلى الجسم، كما يوجد مركز آخر على جانب الرصافة من بغداد وهو مركز (ابن البلدي) الذي يضم الكثير من المرضى.rn30 وحدة سريرية لـ 1400 مريض!عند دخولي إلى قسم الثلاسيميا في مستشفى الكرامة تفاجأت بإعطاء الدم للأطفال المصابين على الأريكات والكراسي داخل الممرات وأروقة القسم ،وبتوزيع الستاندات في ما بينهم ليعلق عليها أكياس الدم، وإن لم توجد فمسامير الصور وحافات الأبواب أولى بأن تكون ستاندات، وفور دخولي إلى الردهات وجدت أكثر من مريض على السرير الواحد فضلاً عن المرافقين معهم ولكم التصور! مع هذا الزحام اكتشفت وجود علاقات حميمة بين المصابين بهذا المرض وترابط اجتماعي وتواصل ما بعد الرجوع إلى بيوتهم مكونين مجموعات لتلهيهم الأحاديث والفكاهة وأنغام الهواتف النقالة والألعاب الالكترونية المحمولة حتى نهاية آخر قطرة دم في الكيس المعلق أعلى رؤوسهم .المرضى متشابهون في الوجوه حيث بروز عظمتي الوجنتين بشكل واضح إلى الدرجة التي لا تفرق أحيانا بين مريض وآخر. اقتربت من إحدى (الكروبات) وطلبت الإذن بالجلوس وبدأت الحديث معهم فرحبوا بي كل الترحيب ،وكان تعاطي الكلام معهم في محاولة لكي ينسوا مأساتهم فطلبت التعرف إلى الفتية الصغار فدهشت لما سمعت، فقد عرف نفسه الأول قائلا: عمري 23 سنة والثاني كان عمره أكبر 27 سنة. عجبا على ملامح الطفولة على وجوههم وهم أغلفة لرجال ونساء بالغين بصورة أطفال وفتيان فسألت عن السبب فعرفت أن هذا المرض يعيق حركة النمو عند مرضى الثلاسيميا ويبقيهم ضعفاء البنية .مشاكل المرضى أكملت حديثي مع المجموعة وسألتهم في أي شيء يرغبون فبادروا المطالبة من الجهات المسؤولة بالالتفات لهم وتسليط الضوء على حالتهم الفريدة التي عجز العلم عن إيجاد علاج مناسب لها حتى في أكثر البلدان تقدما، مشتكين من قلة أجهزة الإعطاء الناقلة للدم الحاوية على فلاتر لتصفية الدم حيث إن انعدم وجود هذه الفلاتر عند بعض المصابين تؤدي إلى حساسية في الدم وقلة الدواء الجديد البديل عن مادة (الدسفرال) والتي يصل سعرها تجاريا إلى 30 دولارا، والتي تعطى ثلاث مرات في اليوم ، تفيد في ترسيب الحديد في الجسم للحد من الحد من تجمع الحديد في أعضاء الجسم مثل القلب والرئتين والبنكرياس والطحال ومن الأعراض الجانبية كتضخم الطحال وظهور مرض السكري بسبب تجمع الحديد فوق البنكرياس.وأضاف المرضى بالثلاسيميا يشكون أفراداً قليلة داخل المركز من الممرضات لتعاطيهم الرشوة الإجبارية مقابل شد (الكالونة) وأجهزة الإعطاء والتمييز بينهم على هذا الأساس وأكدوا شكرهم لغالبية الأطباء المقيمين وكادر المختبر وشباب التمريض والمقيمين.وأضاف عدد من المرضى ان بعض الاطباء في مستشفى الكرامة يتعاملون بازدواجية مع المرضى ، حيث يقول مريض: " إحدى الطبيبات تفرق بين المرضى الذين يزورون عيادتها الخارجية ، وبين من لا يمكنه ذلك ". الامتيازات التي يحصل عليها المرضى من وراء الزيارة تصل الى حد الحصول على الهدايا والمساعدات التي ترسلها منظمات إنسانية الى المستشفى وتذهب الى جيب الطبيبة ... فضلا عن أن تعاملها يصبح خشنا مع من لا يقوم بزيارة عيادتها!rnالعرسان العراقيون تهديد للجيل القادم بالثلاسيمياأوصى الدكتور عبد المنعم حميد عيسى مدير مستشفى الكرامة التعليمي بإرسال إشعار من وزارة الصحة إلى وزارة العدل بوجوب إدخال الفحص المبكر لمرض الثلاسيميا إلى شروط عقد الزواج في المحاكم العراقية، وذلك لخطر انتشار هذا المرض في البلد ولاسيما في الفترة الأخيرة حيث كانت الأعداد في السابق تفوق العشرات حتى وصلت نسبة المرضى إلى 3% من السكان وهي نسبة خطيرة ، مشيرا إلى ضرورة بث ثقافة الإعلام والإعلان ع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram