بغداد/ نورا خالدمخرج مقلٌّ في أعماله لكنه حقّق نجاحات كبيرة على المسرح العراقي، حاز العديد من الجوائز في مهرجانات عراقية وعربية، المخرج عماد محمد، التقيناه في المسرح الوطني وكان لنا معه هذا اللقاء:
* لو طلب منك أن تقدم تصوّرا للواقع السياسي مسرحياً.. كيف ستتناوله؟ - لا يمكن فصل الواقع السياسي عمّا يقدمه الفنان على المسرح، وقدمت العديد من المسرحيات التي كانت تدور حول محور أساسي هو الانعكاس السياسي على حياة الناس وكيفية تفاعل هذا الواقع مع الإنسان وتفاعل الإنسان مع هذا الواقع، انا مسرحي مطالب بأن أكون صاحب موقف، لا يجوز أن يكون الفنان محايدا في مثل هذا الوضع الخطير، موقف واضح وصريح وجريء باتجاه ما أقدمه، عندما أقدم العمل على أن ابتعد تماما عما يسطح العمل، وعليه أن يأخذ مداه الجمالي والفني، وهي مهمة صعبة جدا، لأنها تجد صعوبة بعملية التلقي لأنه إما أن تلجأ إلى النقد حد السذاجة أو أن تكون ذات غموض وطلاسم وتكون غير مفهومة لذلك فيجب ان تكون متكاملة حتى تكون مؤثرة.* وهل نهاية العمل ستكون متفائلة؟ - التفاؤل مطلوب لأن بدون التفاؤل لا يستطيع الإنسان الاستمرار، لكن كل الحقائق والدلائل والوقائع التي نعيشها لا تعطينا فرصة للتفاؤل، او أن ننظر الى القادم، لا يوجد مشروع سياسي وطني وثقافي واضح، لا نقول لا يوجد إطلاقا لكن هناك عدم وضوح في الرؤية.* وما رأيك بما يقدم الآن من مسرحيات؟ - الكل متفق في الوسط المسرحي، إن المسرح الشعبي مسرح الشعب وان المسرح العراقي تأسس على المسرح الشعبي هو لا يعني بالضرورة ان يقدم باللهجة العامية بل هو الذي يناقش ويقدم قضايا وهموم الشعب، ولهذا عندما نأتي ونقرأ ما حدث منذ منتصف الثمانينيات والآن بدا يتكرر هو ليس مسرحا شعبيا وليس شكلا من أشكال المسرح رغم انه يقدم على المسرح فليس كل ما يقدم على المسرح مسرحا وإنما ما يقدم الآن هو نوع من الملاهي الفرجوية للمتلقي كأي مكان ترفيهي آخر. * لكن مثل هذه المسرحيات لها جمهور واسع؟- أنا لا اعتبر هذا الجمهور مسرحا فالجمهور عليه ان يتذوق العملية الفنية، والدليل على ذلك أن الجمهور هذا تلاشى بعد فترة، وبالتالي هذا يؤكد انه ليس جمهورا وإنما يسعى للترفيه فقط و غير قادر على التفاعل مع القضية الفنية.* وهل هذا يدل على أن المسرح العراقي في تراجع؟ - أكيد في تراجع خطير، فالفرقة القومية لم تقدم أي مسرحية منذ موسمين وهذا لم يحدث في تاريخها.* وعلى من يقع اللوم؟ - اللوم يقع على القائمين على الثقافة العراقية لأنه لا يوجد مشروع ثقافي وطني في العراق، ولا توجد برامج وخطط وقوانين ومؤسسات حقيقية تدير العملية الفنية والثقافية، ومن تولى وزارة الثقافة حاول أن يفرض ثقافة اللون الواحد، أو الطائفة الواحدة.
المخرج عماد محمد: نحتاج إلى مسرح يثقّف الناس
نشر في: 21 نوفمبر, 2011: 09:10 م