 وديع غزوان ساترك الملفات الساخنة التي من المؤمل أن يناقشها رئيس الوزراء نوري المالكي مع الإدارة الأميركية خلال زيارته  الأخيرة لواشنطن خاصة وأنها تزامنت مع العد العكسي للرحيل المفترض لآخر عسكري أميركي ، والتي ستشمل التسليح والأمن  ووضعية المدربين الأميركان ، كما أنها وبالتأكيد ستتضمن مناقشة المتغيرات في المحيط العربي وقضية سوريا وموقف العراق منها ، ساترك كل ذلك جانباً على أهميته للسياسيين والمحللين وهم كثر والحمد لله  ،
وأتناول قضية مرت عابرة لكنها استوقفتني كثيراً وهي المتعلقة بما أوردته بعض وسائل الإعلام ، نقلاً عن مصادر لم تسمها ، عن استئجار رئيس الوزراء  طائرة إماراتية للسفر بواسطتها إلى واشنطن بدلاً عن الطائرة الرئاسية الخاصة به، وعزت هذه المصادر المطلعة الأسباب إلى  أن رئيس الوزراء فضل السفر بواسطة طائرة إماراتية رغم ارتفاع تكلفتها لدواع أمنية  . وإذا كان نظامنا (الديمقراطي الجديد) يتيح لكل مسؤول التصرف بالأموال العامة كيف ومتى  يشأ دون حسيب أو رقيب ، ما يجعلنا في غنى عن مناقشة تكلفة تأجير الطائرة العالية ، فإن (الدواعي الأمنية)  التي اقتضت هكذا تصرف كما أشاعت المصادر ، يضعف موقف رئيس الوزراء كمفاوض ، الذي من مصلحتنا كعراقيين أن يكون قوياً بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر بشأن عدد من القضايا . قد يعتقد البعض أن هذا الأمر عادي وبسيط ولا يجلب الانتباه وربما يتصور البعض أننا نعطي للموضوع أكبر من حجمه  ، غير أنه رسالة غير مطمئنة لنا نحن العراقيين . فإذا كان رئيس الحكومة بكل ما يمتلك من أجهزة وسلطات وصلاحيات لا يطمئن لاستخدام الطائرة الخاصة لرحلاته الرسمية فكيف يمكن أن يكون عليه وضعنا الأمني نحن الفقراء المستضعفون ، وسط أجواء صاخبة مملوءة بالصراعات والخلافات وعصابات الجريمة والميليشيات المختلفة في العلن  والمتفقة جميعها في السر على سفك دماء الأبرياء من العراقيين واستهدافهم في منازلهم وأماكن عملهم، في الأسواق   والشوارع  في الجوامع والحسينيات أو في الكنائس لا فرق فالهدف واضح محاولة تعطيل أي مشاريع للتقدم والبناء ، مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي مهمة ودقيقة وتضعنا جميعاً أمام مسؤوليتنا لتأكيد ولائنا للعراق ، وتأكيد قدرات قواتنا على حفظ الأمن الداخلي والخارجي رغم تعمد عدم إكمال جاهزيتها في كثير من الأمور ، غير أننا مع ذلك متفائلون بأن المستقبل لنا إذا عرفنا كيف نتعامل مع مستجداته الصغيرة والكبيرة، نعم نحن مستعدون لمرحلة ما بعد الانسحاب ولكننا نعتقد أن  استئجار طائرة إماراتية  وفي هذا الوقت وللأسباب المعلنة خطأ كان ينبغي أن لا يحصل لأسباب كثيرة منها ترسيخ القناعة بجاهزيتنا للمرحلة القادمة . نتمنى أن تكون معلومات المصادر التي أعلنت أسباب استئجار الطائرة  (لدواع أمنية ) غير دقيقة ، لأنه يقع في مجال التشكيك بالعديد من التصريحات التي صدرت بشأن قدرات أجهزتنا  وهو ما لا نريده ولا نرضاه .