مدام ديولافوا في بغداد في مثل هذا اليوم من عام 1881 وصلت الرحالة الفرنسية السيدة ديولافوا بغداد ، ضمن رحلتها إلى الشرق التي زارت بها العراق وإيران وتركيا وسوريا . وكانت مشاهداتها التي كتبتها من أهم ما كتبه الرحالة الأجانب الذين ساحوا في بلاد الشرق .
وصلت ديولافوا بغداد وكان الوالي فيها تقي الدين باشا ، وقد رافقت زوجها المهندس والآثاري مارسيل ديولافوا في رحلته الشرقية لإكمال بحوثه التاريخية والآثارية ، وكانت تمتلك موهبة فائقة في الرسم فضلا عن أسلوب رقيق في الكتابة . ولم تدع الفرصة تفوتها لمعرفة كنوز الشرق فرافقت زوجها وبدأت بتسجيل مشاهداتها وخواطره وتعليقاته منذ إقلاعها من مرسيليا حتى عودته إليها في كتاب كبير باسم ( رحلة ديولافوا إلى إيران وشورش وكلدة ) ، وزينته بمئات اللوحات عن الحياة المختلفة في الشرق رسمتها بريشتها وراعت فيها الدقة والأمانة حتى كادت أن تكون رسومها وثائق فوتوغرافية فريدة . ومن المحاسن أن يترجم القسم الخاص بالعراق ولاسيما بغداد التي قالت عنها : بغداد أجمل من اسطنبول ودجلة أروع من البوسفور ) . لقد سجلت ديولافوا فوائد ومعلومات طريفة عن عادات العراقيين وأحوالهم الاجتماعية والاقتصادية تسجيلا مفصلا ، فوصفت وسائط النقل والملابس المتنوعة والأبنية والأسواق والمساجد والمراقد المقدسة والمقابر والترامواي وقد وصفته بطرافة ونباهة . وبهذا أصبحت مشاهداتها وثيقة نادرة المثال ومصدرا للدراسة والبحث ، وهي جديرة بالتنويه والنشر .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 13 ديسمبر, 2011: 09:44 م