TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة: منشّطات برسم الخيانة!

مصارحة حرة: منشّطات برسم الخيانة!

نشر في: 20 ديسمبر, 2011: 07:00 م

إياد الصالحيقد يكون الرقم 14 الذي اعلنت عنه اللجنة الطبية والرقابية على المنشطات في الدورة العربية يوم امس غير نهائي وقابلاً للزيادة في ظل حدة التنافس بين الالعاب التي تتطلب قوة كبيرة من الرياضي نفسه ليتسنى له مواصلة التحدي وتسجيل افضل النتائج التي تقربه من الفوز وحصد الميدالية الذهبية او الفضية او البرونزية ، لكن ما لفت انتباهنا تكرار حالات الغش الرياضي هذه في لعبة بناء الاجسام تحديداً وشاطرتها الحيلة لعبتا الاثقال والجودو بعد ان زادت حمى الصراع بين المنتخبات لتعديل مراكزها في لائحة الترتيب بصورة لا تنسجم مع مبادىء الرياضة وشرفها والاخلاق التي يجب ان يتحلى بها الرياضي قبل مشاركته لانها ذات مردود سلبي على وطنه ولعبته وزملائه.
الجديد في الأمر ان لاعب سلة منتخبنا الوطني حسن صالح دخل على خط الغشاشين واكتشف تناوله دواءً محظوراً بعد خضوعه لفحوصات اللجنة الطبية والرقابية برغم انه شارك لمدة خمس دقائق امام منتخب الجزائر الشقيق ما يدل على وجود قصور لدى بعثة المنتخب وخاصة الملاك الطبي المسؤول أولاً عن الحالة الصحية للاعبين ، كيف تناول صالح الدواء من دون مشورة الطبيب ؟ ان التوصية المرفوعة الى اللجنة المنظمة للدورة العربية بشطب نتائج منتخبنا بكرة السلة فيها ظلم كبير للسلة العراقية التي لا تستحق تلك الفضيحة في الدوحة وهي التي بنت الآمال العريضة على تشكيل منتخب وطني قادر على فتح صفحة جديدة في تاريخها ، إلا ان اهمالاً حصل في عدم تهيئة لاعب واحد بدنياً اوقع المنتخب كله في ورطة عدم الاعتراف بنتائجه في الدورة واضاع اموالاً كبيرة خصصتها اللجنة الاولمبية الوطنية لدعم مشاركته وقتل جهود اللاعبين على مدى اشهر يسبقهم اتحاد مركزي بذل رئيسه حسين العميدي جهوداً كبيرة من اجل المحافظة على هيبة اللعبة واستعادة ألقها المعروف وسط العرب ، فبات عليه اليوم برغم انشغاله في اجتماع آسيوي في ماليزيا ان يشكّل لجنة تقصي الحقيقة داخل البعثة قبل ان تغادر ارض الدوحة لاطلاع الاعلام الرياضي بما جرى من تضليل وخديعة سواء من اللاعب نفسه ام المدرب أم الطبيب ام اي شخص آخر يثبت تورطه ومسؤوليته عما جرى.والمطالبة موصولة الى الاتحاد المركزي لبناء الاجسام الذي تعهد بعدم تكرار الفضائح السابقة وانه يتعامل بحزم مع اي خرق في قضية المنشطات التي جلبت لنا الشبهات والاتهامات الدولية بعدما كانت لعبة بناء الاجسام العراقية مضرب الامثال على جمال البنية العضلية ونزاهة الابطال أمثال الكيار والهنداوي والدوري ، واذا بنا اليوم نشهد تهاوناً واضحاً مع اللاعب احمد جبار الذي اصرّ على قبول المنافسة ولكن باسلوب ملتوٍ أساء للمنتخب وادرج بلدنا مع زميله صالح في لائحة البلدان غير الملتزمة بنظم الوكالة الدولية المكافحة للمنشطات.ان اللجنة المنظمة لدورة الالعاب العربية الثانية عشرة اتخذت القرارات السليمة التي استبعدت الرياضيين المشمولين بفضيحة المنشطات من الدورة واحالت ملفاتهم الى المنظمات الدولية ذات العلاقة بالعابهم لاتخاذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون ممارستهم الالعاب ثانية لسنتين او ثلاث ، وهذا بحد ذاته لا يكفي من وجهة نظري للقضاء على تلك الظاهرة الخطيرة ، بل ضرورة قيام اتحاد اللجان الاولمبية العربية بدراسة مقترحات ناجعة تمنع معاودة المزورين للاضرار بسمعة بلدانهم بكتابة لائحة جديدة في باب المنشطات الخاص بنظام ولوائح الاتحاد يحذر فيه الدول المشاركة بأن هذا الخرق يعد خيانة وطنية ، ويجب ان تطبق بحق الرياضيين المعنيين اجراءات عقابية ليكونوا عبرة للآخرين مستقبلاً خاصة من فئة الشباب الذين يتوسمون بالكبار طرق التحضير النظيفة لاية مسابقة ونيل الميداليات بجدارة واستحقاق ، باعتبار انهم يمثلون اوطانهم وينافسون تحت أعلامها بكل مسؤولية واحترام ، لكي ينالوا الجزاء العادل ، أسوة ببقية المهن الاخرى في المجتمع التي توفد ممثليها للخارج ليكونوا رسلاً أمناء لا سُراق او مزورون بالجرم المشهود!  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram