TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات : البرلمان والقوانين المؤجَّلة

كردستانيات : البرلمان والقوانين المؤجَّلة

نشر في: 13 ديسمبر, 2011: 09:57 م

 وديع غزوان  ناقش مجلس النواب قبل يومين مشاريع أربعة عشر قانوناً أجمع عدد غير قليل من المراقبين على أنها ليست بالأولوية التي تحتلها قوانين كان نصيبها التأجيل تلو الآخر، و ظلت تراوح في أدراج المجلس منذ الدورة السابقة كقانون النفط والغاز والأحزاب  والعفو العام ، والتي أشار مقرر المجلس النائب محمد الخالدي إلى أن سبب تأجيلها يعود إلى خلافات الكتل السياسية بشأنها . لن نقول إن مشاريع الأربعة عشر قانوناً غير مهمة ، ولكن ماذا يشكل قانون تصديق اتفاقية التعاون في الصحة الحيوانية مع الأردن
 وقانون تسجيل وحماية الأصناف الزراعية إزاء القوانين التي اشرنا إليها ، وما الذي يمكن أن  يرسخه هذا الأداء للمجلس في ذهن المواطن الذي كان المتضرر الوحيد من خلافات الكتل السياسية . إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يستنتج من هذا الموضوع هو أن قوة المجلس وأداء دوره بشكل صحيح مرهون بتوافقات زعماء وصقور الأطراف السياسية المختلفة على المواضيع الجوهرية، والمتفقة على تأجيل وتسويف كل ما يصب في صالح المواطنين ومن مختلف مكوناتهم . لست هنا في معرض مناقشة أهمية قانون النفط والغاز وما سيتركه من آثار إيجابية على موضوع توزيع هذه الثروات بشكل عادل بين العراقيين وتطوير إنتاجها ، ولن نتطرق إلى ضرورات قانون الأحزاب في ضوء الفوضى الكبيرة في المشهد السياسي ولا إلى قانون العفو العام الذي ينتظر الكثيرون إقراره خاصة أنه يشمل عددا غير قليل من المعتقلين  عدا من ثبتت إدانته بأعمال إرهابية ، لن نتناول كل ذلك بل سنتوقف عند حالة الضعف التي طبعت أداء مجلس النواب وعدم قدرة غالبية أعضائه على ممارسة دورهم كممثلين للشعب ، فهم مرهونون بما يملى عليهم . ومع تقديرنا العالي لأداء بعض أعضاء المجلس  الذين تجاوزوا منطق الإملاء وتصرفوا وفق ما يمليه عليهم موقعهم والقَسَم الذي أدوه أمام الشعب ، نقول مع تقديرنا لهذه النماذج  الخيِّرة، فإن الصورة التي تركها الآخرون هي أن وجودهم وعدمه سيان ، وأهمية تغيير قانون الانتخابات بما يضمن مستقبلاً فوز عناصر قادرة فعلاً على ملء مكانها . الغريب في الأمر أن الجميع كتلا وشخصياتٍ متفقون على ضعف أداء المجلس وكانت دعواتهم بتفعيل دوره  تملأ الفضائيات ، غير أنها بقيت أسيرة المحاصصات التي أوصلتها لمقاعد مجلس النواب بدون استحقاق . إن إصرار بعض الكتل على عرقلة مناقشة قوانين وقضايا مهمة سيفقدها أي حضور لدى المواطنين،كما أنها رسخت قناعات مؤلمة بأنها لا تركض إلا خلف مصالحها  ، ما نتمناه، نواب يعلو صوتهم بالحق على النظرات الضيقة والمصالح الآنية وبهذا يكتسبون احترام وحب ناخبيهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram