TOP

جريدة المدى > محليات > موظفون يسرقون الوقت

موظفون يسرقون الوقت

نشر في: 11 ديسمبر, 2011: 07:49 م

 كربلاء / المدىتفاجأ محمود أن اغلب موظفي الدائرة التي يراجعها منذ الثامنة والنصف صباحا ذهبوا لتأدية الصلاة، تاركين عشرات المراجعين يقفون أمام باب الدائرة أو يتوزعون في ممراتها وأمام غرفها ريثما يعودون..وقد تفاجأ أكثر حين امتد وقت الصلاة إلى أكثر من ساعة وبعض الموظفين عاد بعد ساعة ونصف ليكمل عمله،
 ويؤكد أن هذه الاستراحة الدينية لم تكن هي الأولى من نوعها بل سبقتها ساعة في التاسعة صباحا لتناول الإفطار الذي يتطلب إغلاق الباب على الموظفات لأنهن يشعرن بالحرج إذا ما تناولن الإفطار أمام الغرباء، فيما يذهب الموظفون إلى كافتيريا الدائرة وربما إلى الكافتيريا القريبة من الدائرة أو إلى أي مطعم ومن ثم العودة من جديد للعمل بانتظار انتهاء الدوام الذي لم يبق منه سوى أقل من ساعة في أكثر الأحيان، مع الظن إن الغداء في الدوائر لا يكون وجبة إجبارية كما الإفطار والصلاة.rnربما تكون هذه الحالة ليست نادرة أو وحيدة بل هي تعم جميع دوائر الدولة وخاصة تلك الدوائر التي لها تماس مباشر مع إنجاز معاملات المواطنين الذين يرجون أن تنتهي معاناتهم مع التأجيلات المستمرة بسبب غياب المدير أو تمتع رئيس القسم بالإجازة، وأن الموظف لديه إجازة زمنية، وعلى المواطن أن يعود لاحقاً لعله يجد واحدا من هؤلاء لكي تنجز المعاملة. مثل هذه الحالة التي يعانيها المواطن في دوائر الدولة لا تنسجم وروح الاسلام،وقد أفتى آية الله العظمى السيد علي السيستاني بتحريمها،حيث قال الشيخ علي الفتلاوي مسؤول الشؤون الفكرية في العتبة الحسينية: إن رأي المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في أمر الصلاة في دوائر الدولة واضح وإنها تعد سرقة للوقت، وأضاف أن الشرع لا يوافق على أداء الصلاة في دوائر الدولة خلال فترة الدوام لأن هناك اتفاقية بين الموظف والدولة على أداء عمل خلال ساعات محددة كأن تكون ثمن ساعات، وهذا الوقت يخصص للعمل دون سواه ولا يجوز القيام بأعمال خارج هذه الاتفاقية..وأكد إذا كان هناك وقت استراحة وراحة وغداء فانه يمكن للموظف إن يؤدي الصلاة في ساعة الاستراحة حتى لو كانت هذه الاستراحة بعد أذان الظهر مثلا لأنه إذا لم يكن هناك وقت استراحة فلا يجوز استغلاله بالصلاة أو قراءة القرآن أو الأدعية أو أي شيء آخر لأن هذا يعد مخالفا لشروط الاتفاقية ويعني مخالفة للأمانة..ويعود الفتلاوي فيؤكد أن المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني يقول إن الموظف متعاقد مع الدولة ولا توجد استراحة في العمل، فعليه إكمال زمن العمل لأن الصلاة هنا فيها إشكال شرعي وعلى الموظف ألا يستغل الصلاة لسرقة الوقت لأن لديه متسعا من الوقت لأداء الصلاة حين ينهي العمل ويعود إلى البيت أو يقضيها مع انتهاء العمل وقبل ذهابه إلى البيت..وأفاد بأن الموظف ليس له الحق في الصلاة داخل الدائرة وعليه أن يقدم العمل لأنه واجب..ويشير إلى انه في داخل العتبة الحسينية وهي مكان للعبادة فانه لا يحق لموظفي العتبة قراءة القرآن أثناء العمل ولا يصلي إذا كان في عمل بل انه يصلي بمقدار الواجب لأنه يدرك أن لا صلاة مع العمل المتعاقد عليه.صلاة الموظفين في أوقات الدوام الرسمي لم يستطع احد أن يتناولها، فهي ربما تؤدي إلى اتهام البعض بالوقوف ضد الصلاة أو ابعد من ذلك..لذلك فإن القصد هنا يكمن في احترام الإسلام للزمن والعمل بدلا من استخدام الصلاة لسرقة الوقت والادعاء بالإيمان، في حين أن الكثير من الدوائر الحكومية تشكو الفساد، وكما يقول قائل: إن المشكلة هنا هي إذا كان الجميع يصلي فمن هو المفسد؟! ثم يسأل إذا كان الموظف مؤمنا ويحترم وقت لصلاة فلماذا يؤخر إنجاز المعاملات ويقول للمراجعين الجملة المعتادة (تعال باجر ).في إحدى الفضائيات هناك رجل دين يقدم برنامجاً، استرعى الانتباه لسؤال أحد المواطنين عن الصلاة في بيوت التجاوز؟ فأجاب رجل الدين إن الصلاة في دوائر الدولة وفي بيوت التجاوز حرام..عجباً إذا كانت الصلاة حراماً في هذين المكانين لما لهما من تفسير عقلاني، فلماذا يصر الكثير من الموظفين على أداء الصلاة في الدوائر وفي أوقاتها، في ما يخص صلاتي الظهر والعصر، في حين يمكن تأجيل صلاة المغرب والعشاء لحين العودة إلى البيت من كان منهم في المدينة أو في أي مكان آخر، مع التنبيه لوجود جوامع ومساجد وحسينيات في كل مكان؟قصص مواطنينالموطن احمد عبد الستار يقول: أي مراجع لديه معاملة في إحدى الدوائر يذهب مبكرا إلا من كانت له واسطة يذهب على راحته، وأضاف أن السبب في ذلك هو أن الكثير من موظفي الدوائر يهيئون أنفسهم لأداء الصلاة منذ الساعة الحادية عشرة أو الحادية عشرة والنصف، ويستمر في أداء صلاته حتى الواحدة ظهراً، ويشير إلى أن بعض الموظفين لا يعودون بعد انتهاء الصلاة بل يستمرون في الأحاديث الجانبية أو التعبير عن التعب أو يتوجهون إلى اقرب كافتيريا لتناول طعام الغداء بعد قضائهم ساعة في تناول طعام الإفطار..ويؤكد أن بعض الموظفين لا يعودون إلى أماكن عملهم أصلا لان مدير الدائرة إما خارج الدائرة أو انه يصلي مثلهم أو لا يستطيع البت في هذا الأمر..إلا انه يستدرك ليس كل الموظفين على هذه الحال، فهناك موظفون يصلون ويعودون سريعا لأداء عملهم ولكن اغلب هؤلاء لا ينجزون المعاملات بغياب الآخرين.مدراء وموظفون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

«ظاهرة العزوف» تنتشر بين الشباب.. الفساد وغياب العمل يمنعان 41‌% من دخول «القفص الذهبي»
محليات

«ظاهرة العزوف» تنتشر بين الشباب.. الفساد وغياب العمل يمنعان 41‌% من دخول «القفص الذهبي»

بغداد/ حيدر هشام في خطوة طال انتظارها، أعلنت الحكومة العراقية عن النتائج النهائية للتعداد العام للسكان 2024، والتي كشفت عن العديد من الحقائق الهامة حول التركيبة السكانية في البلاد. من بين أبرز ما كشف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram