TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت الضغط العالي :مـسـروقــون.. حـســب شــرويــدر

تحت الضغط العالي :مـسـروقــون.. حـســب شــرويــدر

نشر في: 13 ديسمبر, 2011: 09:58 م

 قيس قاسم العجرش وقف المستشار الألماني السابق غيرهارد شرويدر بين القادة الأوروبيين على شاطئ نورمندي الفرنسي في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية مطلوباً منه أن يلقي كلمة ...الموقف صعب فشرويدر بعد كل الموضوعية والتسامي الذي يشعر به زملاؤه قادة الدول التي كانت "معادية"بالأمس يبقى هو رأس الدولة التي استباحت أوروبا وعاثت بها تقتيلاً..لكنه فطنٌ الى درجة فسّر فيها كل شيء بجملة تنضبط مع الحال العراقي أيضاً.
شرويدر قال إن ما مرت به المانيا في العصر الهتلري يثبت ان أعظم الأمم يمكن أن تتعرض للسرقة ! ايضاً.أراد أن يقول أن تاريخ المانيا وتشبّع شعبها بالحضارة لم يمنع انتهازي مثل هتلر أن يسطو على كل رصيدها الأخلاقي في الحضارة الإنسانية ويوظفه بالطريقة الكارثية البشعة التي انتهت اليها الحرب العالمية الثانية.عظمة الأمم يجب ان تترافق مع إدراك عالي الجودة بأنها يمكن أن تـُسرق في وضح النهار وبكل الوسائل حتى وإن كانت تنتهج الديمقراطية ..فلنتذكر أن حزب هتلر لم يأت الى السلطة عبر انقلاب إنما عبر آلية ديموقراطية انتخابية. يمكن لمعتوه مثل هتلر ، أن يسرق أمة كبيرة منتجة زاخرة بالعلماء و الأدباء مثل ألمانيا . و ما يميز هؤلاء المعتوهين أنهم يمتلكون الأدوات النفسية ،و لا نقول الفكرية ، التي تمكنهم من استتباع بضعة آلاف من الصف الأخير للمرضى النفسيين ،هؤلاء الذين لا يمكن تمييزهم عن الأسوياء في الحياة العامة لكنهم يمكن أن يسرقوا محفظة رجل ميت مثلاً إذا صادف أن شاهدوا حادث سير في طريقهم ، أو أن يبتزّوا أقرب الناس إليهم، أو أن يشتركوا في جريمة قتل جماعية ضمن شجار في الشارع . هذه الآلاف الموجودة تحت الطلب ، هي كل ما يحتاجه هذا الشخص لكي يسرق أمة.الأمثلة ربما تتوالى في العصر الحديث ، في الجزائر وصلت جبهة الإنقاذ الإسلامية الى الفوز بالانتخابات البرلمانية إلا أن العسكر فضلوا أن يدخلوا الجزائريين كلهم في مذبحة قبل أن يشاهدوا أنفسهم وعوائلهم يذبحون على أيدي الإسلاميين، هكذا على الأقل اعتقدوا أو غلبهم الظن.وربما يكون نفس الشيء حصل مع حماس الفلسطينيــة.درسنا العراقي من هذه أن من المهم أن يكون لنا من الديمقراطية كل حيثياتها لا صناديقها فقط.لسنا في سوق للخضار كي نتاجر بالصناديق في وقت نحن معنيون فيه بكل شيء ، الصناديق وما فيها ومن ستحملهم وماذا سيفعلون لنا.علينا بكل قوانا قبل ان نتعرض للسرقة ان نتابع حواشي الديمقراطية وملحقاتها فهي ليست زوائد وهي ليست تغليف يمكن أن نرميه ونأخذ اللب كما كانت تقول نظريات اللغو القومية.كمية ضخمة من الحذر علينا أن نبحث عنها ونحن نراجع حالنا مع الديمقراطية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram