TOP

جريدة المدى > سينما > الإهمال من حولنا..مدَّ الطفل يده إلى الأسلاك المفتوحة..فلقيَ مصرعه في الحال !

الإهمال من حولنا..مدَّ الطفل يده إلى الأسلاك المفتوحة..فلقيَ مصرعه في الحال !

نشر في: 9 ديسمبر, 2011: 05:34 م

 بغداد/ د. معتز محي عبد الحميد الإهمال أصبح جزءا من حياتنا اليومية، وحش قاتل أصبح يسود حياتنا في كل مسكن وكل زقاق، يتربص بالأبرياء ،يقتلهم بكل بشاعة، لا يفرق بين صغير وكبير، رجل وامرأة، وفي النهاية يُنسى دم الضحية بين أطراف ويختفي الجاني الحقيقي، رغم أنها جريمة قتل ! ما ذنب هذا الطفل البريء لكي يموت صعقا بالكهرباء؟،هل نعاقبه لأنه خرج يلعب أمام بيته؟ هل ذنبُ حسينٍ أنه وجد السلك متدليا على الأرض فمد يده مثل كل الأطفال في مثل عمره،مسيطرا عليه حب الفضول ؟
 الجريمة وقعت ولن يعود الميت إلى الحياة مرة أخرى،ولكن هل سنترك القاتل يفر من بين أيدينا بلا محاسبة أو عقاب،كان قرار القاضي استدعاء صاحب المولدة للتحقيق معه، لكن من هو ؟ ومتى يمتثل لقرار الاستدعاء ؟ لا أحد يعرف،وبعيدا عن أوراق الشرطة، نعود لنعرف ماذا حدث للطفل حسين؟  كان حسين طفلا هادئ الملامح،عمره لا يتجاوز السادسة،جاء إلى الدنيا ليجد أما وأبا يتمنيان له السعادة رغم ضيق ذات اليد،أبوه يعمل حارسا في كراج أهلي وأمه سيدة ريفية بسيطة، كل أملها أن تعيش مع ابنها حياة كريمة ومستورة،لكن أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن،فذات يوم ..في الساعة السابعة صباحا يستيقظ حسين من نومه على صوت أمه التي تناديه لكي يتناول الفطور مع أبيه مثل كل يوم، لكن في ذلك اليوم شعرت بشيء غريب سوف يحدث ، لكن ماذا يكون هذا الشيء لا أحد يعرف ! أعدَّت الأم طعام الفطور البسيط، جلس الأب وابنه يتناولان البيض المقلي والأم شاردة الذهن، يتوقف الأب للحظات ويطلب من زوجته أن تشاركه الأكل، لكن الأم ترفض، وتترك نفسها للتفكير مرة أخرى !وبعدما تناول حسين ووالده الطعام ذهب إلى أمه يسألها، وهو يبتسم (يمَّه) من أكبر ماذا أكون،تضحك الأم وتقول له (أريد أشوفك تصير جبير وتكون معلم في هذه المدرسة التي تجاورنا ) يضحك الطفل حسين ويقول لأمه، يمه أريد أن أكون ضابطا كبيرا، تضحك الأم وهي تردد  (إن شاء الله ) يخرج الأب إلى عمله في الكراج الذي لا يبعد كثيرا عن سكنه، وبعد مرور حوالي ساعة يأتي أصدقاء حسين ويطلبون منه اللعب معهم في الحديقة المجاورة لزقاقهم، يذهب الطفل مع أصدقائه رغم رفض الأم لذلك، لكن إصرار الطفل للَّعب بالكرة مع أصدقائه،وافقت على مضض لأنها لم تستطع أن تتحمل بكاء طفلها ووحيدها فوافقت على أن يكون حريصا في اللعب وأن يرجع بعد ساعة، خرج حسين مع أصدقائه وأحسَّت الأم أن قلبها ينخلع من جسدها عندما خرج حسين من الدار،أثناء اللعب في الحديقة جرت الكرة بجانب سياج حديدي لأحد المولدات الكهربائية أسرع حسين خلفها يجلبها، تسلق الجدار المنخفض فوجد بالقرب من الكرة صندوق كهرباء مفتوحا، بداخله أسلاك كبيرة ملونة، لم يفهم الصغير أن بداخلها موتا محققا،أثارت الأسلاك الملونة فضول الطفل الصغير،لم يكن يدري بأن هذا الصندوق الذي توجد به أسلاك ملونة، لم يكن سوى صندوق لتوزيع الكهرباء من المولدة إلى الدور القريبة، ومن يلمسه يودِ بحياته، اقترب الصغير بيده من الصندوق المفتوح في نفس اللحظة التي اشتغلت فيها المولدة فلامس التيار الكهربائي جسد الصغير حيث أخذ حسين يرتجف ويصرخ ولكن أحدا لم يردَّ، ولكن (سمعة) مشغل المولدة ومارَّةٌ قريبون من السياج  أخذوا يصرخون وهم يرون الصغير يتألم ويخافون الاقتراب منه، وبعدها أُوقفت المولدة،لكن للأسف بعدما وقع حسين على الأرض وقد لفظ أنفاسه الأخيرة، بسبب الإهمال وتدلي الأسلاك على الأرض بصورة مكشوفة، لم تستطع الأم أن تصمد أمام جثة ابنها فسقطت على الأرض مغشيا عليها،وقام الأهالي بإبلاغ الشرطة، في تلك اللحظة يأتي الأب مسرعا بعدما سمع الخبر عن طريق أحد جيرانه ليجد الشرطة وزوجته في حالة يرثى لها وابنه الوحيد ملقى على الأرض ميتا ، اخذ الأب يبكي لكن تماسك أمام زوجته حتى لا يخسر الأم والابن في يوم واحد،أجرت الشرطة فحصا لموقع الحادث فوجدت صندوق الأسلاك مفتوحا وبلا غطاء، وكذلك يوجد بالقرب منه العديد من الأسلاك والكابلات التي لم تربط بإحكام وتهدد بسقوط ضحايا آخرين، نقل الطفل بسيارة الإسعاف إلى الطب العدلي وقرر قاضي التحقيق استدعاء صاحب المولدة لبيان أسباب ذلك ومعرفة من هو الفاعل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram