TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: جمعة ولكن!

كردستانيات: جمعة ولكن!

نشر في: 16 ديسمبر, 2011: 06:28 م

 وديع غزوانعذراً فلا ادري بماذا يمكن وصف الدعوات المتشنجة التي ألقت بظلالها الثقيلة على تظاهرات ساحة التحرير، التي يؤسفنا القول أنها مُسيَّسة ولا تمتُّ بصلة إلى بداياتها- التظاهرات -التي كانت سمتها البارزة العفوية والشعارات الجامعة التي رفعها شباب متحمسون دانت الفساد وانعكاساته السلبية على المشهد العراقي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبغض النظر عن الموقف من الدعوات التي انطلقت في صلاح الدين وديالى وما رافقها ولاحقها من مواقف مؤيدة ومعارضة  ، فإننا بصراحة لا ندري بماذا نصف هذا الإصرار على تصعيد الخطاب واتهام من يدعو الى الإقليم في ديالى وصلاح الدين بالتكفيريين والبعثيين  . خطاب اقل ما يقال عنه انه مخالف لأبسط قواعد اللعبة الديمقراطية ولا يخدم غير  اعداء العراق ويكرس الحجة بأن هنالك محاولات للتهميش والانفراد بالرأي. من حق اي مواطن ان يعبر عن رأيه ما دام في اطار القانون ومن حق اي فرد منا ان يبدي  وجهة نظره دون إكراه بشأن اية قضية سواء ما يتعلق منها بالدستور او ما تضمنه من فقرات، او سواه من القضايا، غير أن ليس من حق احد ان يعمل على محاولة تكميم الافواه  بدعاوى ما عادت تنطلي على احد من خلال محاولة لصق تهمة القاعدة او البعث للطرف الآخر لمجرد انه يخالفني بالرأي مهما كان. واغرب ما سمعناه في هذه الجمعة دعوة احدهم ممن برز مؤخراً بعد ان غابت او غيبت وجوه ساحة التحرير المعروفة حيث دعا وبدون حياء الى تجنب نقد الحكومة وتبرئتها من كل ما نعانيه  ودعواه الى تكريس الهجوم على البرلمان ومجالس المحافظات لانها المسؤولة عن كل الاخفاقات . دعوة اثارت استهجان العدد القليل من غير المسيَّسين، وضحك البعض الآخر على مثل هؤلاء الذين يظنون انهم قادرون على خداع الشعب بشعاراتهم واصواتهم النشاز التي بقيت وحيدة في الساحة بعد ان فضحت نفسها بمواقف هزيلة لا تمت الى مطالب الشعب بصلة.  لسنا في معرض الدفاع عن مجلس النواب لاننا مؤمنين ان موقفه لم يرتق الى الحد الادنى من طموحات الملايين ممن تجشموا عناء انتخاب اعضائه وقدموا التضحيات الغالية وهم يتوجهون الى صناديق الاقتراع ، غير أن فعاليات هذه الجمعة واختتامها بخطبة ركيكة من احدهم تتكرر فيها الاتهامات، وبهذه العمومية، لشريحة غير قليلة من مواطني شعبنا في ديالى وصلاح الدين بتنفيذ اجندات القاعدة والبعث  كل ذلك يسيء إلى تضحيات العراقيين ومحاولة للاستخفاف بعقولهم ، عندما يحاول البعض القفز على حقيقة مهمة ان عدداً غير قليل من  اطراف العملية السياسية تشترك في ما نحن فيه من ضعف اداء وتشويه متعمد للعملية السياسية وزيادة معاناة ملايين العراقيين ومن مختلف المكونات، لا نلقي اللوم على احد ونبريء الآخر فالكل تقريباً ساهم في تردي اوضاعنا عندما تعالى عن سماع الصوت النقدي الصادق واستهوته كلمات المديح الزائفة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram