ثامر الهيمص خطيرة جدا" تصريحات وكيل وزارة الصناعة يوم 30\11\2011 لصحيفة الصباح في أن هناك جهات محلية ودولا مجاورة تعيق النهوض بقطاع الصناعة و(بالمانشيت) العريض ، ومن المؤكد أن هذا المسؤول لا يتكلم عن فراغ ولا ينطق عن هوى . اذا كان نفوذ الجهات المحلية التي تحركها مصالحها المرتبطة بالجار العزيز إلى هذا الحد في الصناعة ، فما المانع من ان تكون كذلك في الزراعة والثروة الحيوانية وهكذا في السياحة والخدمات عموما" ،
اذ ليس معقولا" أن تكون الصناعة مشلولة والزراعة مزدهرة والقطاع الثالث كذلك اما الذي يرفد هذه الجهات المحلية موضوعيا" فهو ركائز ثلاثة هي أولا" روتين وزارة الصناعة العريق ( وان الكثير من طلبات الاستثمار تتأخر في أدراج وزارة الصناعة بسبب الاجتهادات والخشية من الوقوع في المحظور . وأن هذه الجهات تعرقل عملية دخول رؤوس الأموال والمستثمرين إلى قطاع الصناعة من خلال تزييف الحقائق ) هذا ما ورد في التصريحات . كما أن السياسات الحالية في الصناعة باسم عملية التمويل الذاتي لا فائدة منها لأن الرواتب والمخصصات أكبر من أي إنتاج .هذا أيضا" ما يقوله السيد وكيل الصناعة . وأما العامل الأساسي الثالث فهو العمالة ومشكلتها عندما يعمل (200 ألف) منتسب في الصناعة الآن وهي بحاجة إلى ثمانين ألف منتسب حيث عاد ( 53 ألف سياسي مفصول) مهما عملت هذه الشركات فإن الجدوى الاقتصادية ستكون تحت الصفر.فالركيزة الأولى والثانية فيما يتعلق بالقوانين فهذه مسألة مرهونة كما يظهر بالتوافقات والشراكة ، أما سياسات الوزارة بعملية التمويل الذاتي فهي أيضا" مرتبطة بالميزانية العمومية وما تخصصه للصناعة . وهذه أيضا" توافقية . أما المفصولين والترهل الحالي الذي هو حجر الزاوية فإنه عملية سياسية بامتياز اذ أنهم ناخبون تحت الطلب للدورات القادمة . ولذلك لم تعالج السلطة بجميع أطرافها قانونا للتقاعد المبكر حيث أن قسما" كبيرا" من المعادين للخدمة هم متقاعدون بالأساس وما شاب غيرهم من شبهات مع دخول المزورين أفواجا" . فالمتوافقون غير مستعدين لترشيق أجهزتهم وبدون ذلك لا يمكن أن تكون هناك صناعة أو غيرها ولا حتى دور للقطاع الخاص أو الاستثمار اذا لم تكسر الحلقة المفرغة المتعلقة بتمويل البترودولار الى إنتاج وليس مجرد عملية استهلاكية تخدم الجهات الخارجية والجيران المسلمين عربا" وغير عرب ولتخدم أزلامهم من عراقيي الجنسية ومزدوجي الجنسية. فـــي الختـــام إن الصناعة هذه مشكلتها وتجسدت عملية التعويق كما رأينا في تفجير معمل نسيج الحلة.اما الزراعة فجميع مشاريعها المشتركة معها تكاد تكون متوقفة أو شبه متوقفة (زيوت نباتية ، معامل معجون الطماطة ، صناعة الألبان، وصناعة النسيج عموما" .....الخ) فكيف تزدهر زراعة هذه المنتجات؟
فضاءات: الصناعة والتصنيع
نشر في: 16 ديسمبر, 2011: 06:59 م