حاوره: يوسف المحمداوي/تصوير:أدهم يوسفدرس الإعلام وغاص في علم الاجتماع وولج السياسة من أوسع أبوابها، كان بانتظار المدى بمكتبه في الوزارة هو وتواضعه الكبير وخبرته السياسية مع صراحة الأجوبة، إنه وزير خارجية العراق منذ أيلول عام 2003، السيد هوشيار زيباري، الذي أكد لصفحة (ضيف الخميس)،
أن على القوى السياسية الاحتفال وليس الاختلاف ما بعد الانسحاب الأمريكي، والالتفات لبناء الوطن والنهوض بواقع المواطن، موضحا: إن انفراط عقد التوافق السياسي سيقود البلد نحو الهاوية، وبشأن الحلول التي حملها الوفد العراقي لحلحة الأوضاع السورية، بيّن الوزير: إن الوفد لم يكن يحمل أية مبادرة جديدة، واصفا الوفد بالاستطلاعي والداعم للحكومة السورية من أجل تطبيق بنود مبادرة الجامعة العربية المتفق عليها، والتوقيع على البروتوكول. وعن الملفات العالقة بين العراق والكويت يرى زيباري أن عدم حل المشاكل بيننا يكلف العراق ما بين 100-150 مليون دولار شهريا، تذهب إلى صندوق تعويضات الكويت، وعزا ذلك إلى عدم جدية الحكومة وسعيها لحل تلك المشاكل. وفي الحوار الذي جرى قبل إشعال أزمة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مواضيع عديدة وفي ما يأتي نصه:rnبنود الجامعة هي الأساس معالي الوزير هل حُلّت مشاكلنا الداخلية حتى نصدّر الحلول إلى الخارج، فالمبادرة العراقية لحل الأزمة السورية مثيرة للاستغراب وخاصة نحن وسط حزمة من الأزمات السياسية؟- أنا معك لكن الحقيقة هي أن هناك مبادرة عربية تبنتها الجامعة، وقد طرحت لمعالجة الأزمة السورية، وتتضمن هذه المبادرة أربعة بنود لبناء الثقة وهي: وقف القتل والعنف، إطلاق سراح المعتقلين، سحب المظاهر العسكرية من المدن والمراكز السكانية، السماح لوسائل الإعلام والمراقبين بالاطلاع على الأوضاع في سوريا، وإذا ما تحقق ذلك سيكون بالإمكان إجراء حوار وطني بين الحكومة والمعارضة تحت قبّة الجامعة العربية.rnامتنعنا عن التصويت على تعليق العضوية وهل كان العراق طرفاً في صياغة تلك المبادرة؟- نعم العراق من بين الدول العربية التي أسهمت في إنضاج وبلورة تلك المبادرة، التي قمنا بالعمل عليها منذ شهرين تقريبا، بعدها طرح موضوع بشأن إرسال لجنة لتقصي الحقائق، لأن عمل هذه اللجنة وتحركاتها يجب أن ينظمان وفق بروتوكول متفق عليه من جميع الأطراف، وأيضا وافق العراق على ذلك، ولكن عندما طرح موضوع تعليق عضوية سوريا امتنعنا عن التصويت، ولنا أسبابنا منها؛ تحسبا من أن يكون الأمر سابقة قد تسري وتسبب تعليق عضوية دولة أخرى، وكان هناك خلاف قانوني حول ميثاق الجامعة بشأن التعليق، هل سيتم بالإجماع أم بالأكثرية، والقراءة العراقية تقول إن التعليق يجب أن يتم بالإجماع لذلك امتنعنا عن التصويت، وكذلك تحفظنا على قرارات أخرى مثل فرض العقوبات والمقاطعة الاقتصادية، لكننا مع ذلك لم نقف ضد المبادرة بل كنا من المساهمين في صياغتها، لكم بعد أن وجدنا أن الأمور متعثرة ولا تسير وفق ما يجب، خاصة أن الحكومة السورية لم توقع على هذا البروتوكول، اقترحنا أن يكون للعراق دور في هذه المسألة، خاصة انه حافظ على استقلالية قراره، وغير ملتزم مع أي محور معين، وانطلاقا من مصلحتنا الوطنية وجدنا أنفسنا انه بالإمكان لعب دور فعال في إنهاء الأزمة.rnالمعارضة السورية منقسمة هل طرحتم بدائل عن مبادرة الجامعة، وما هي؟- لا أبداً.. نحن لا نتقاطع مع مبادرة الجامعة ودورنا هو دعم ومساعدة الحكومة السورية على تنفيذ بنود المبادرة والتوقيع على البروتوكول، حتى نتجنب تدويل الملف السوري في مجلس الأمن، فالمبادرة العراقية هي مكملة لمبادرة الجامعة وليست بديلا عنها، لذا أن الوفد العراقي الذي زار دمشق وكذلك القاهرة لا يحمل مبادرة، وإنما مهمته استكشافية واستطلاعية لمعرفة مدى استعداد الحكومة السورية لتطبيق المبادرة، وإذا ما وجدنا ذلك سنبذل قصارى جهدنا في مساعدتهم على تطبيقها. هل لديكم اتصالات مع المعارضة وما هي توجهاتها؟- نعم لدينا اتصالات مع المعارضة ولكنهم منقسمون بشأن المبادرة، فبعضهم معها وآخرون ضدها، وقسم آخر يواصل التظاهر داخل سوريا، واستطيع أن أصف المعارضة السورية بـ (غير المتوحدة)، كما هو حال الأطراف السياسية في العراق، فهي غير متوحدة ايضاً في الموقف بشأن القضية السورية. هل للخارجية ممثلون في الوفد العراقي؟- لا وإنما الوفد الذي سافر هو من مكتب رئيس الوزراء وممثلين عنه، لكنهم اتصلوا بنا وأعلمونا في الأمر وأبدينا عدم الممانعة، وللأمانة نقول: إن الأمر نوقش مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أثناء زيارته إلى بغداد، وأبدينا استعدادنا كعراقيين للمساعدة، ووضحنا له بأننا على علاقة جيدة مع الجامعة العربية، وكذلك اللجنة الوزارية التي تتابع الملف ومع الحكومة السورية والمعارضة ايضاً، ولا توجد لدينا أي توترات مع أي طرف من أطراف الأزمة.rnلا توجد صفقات تحت الطاولة يشاع أن الموقف العراقي من النظام السوري سببه إعطاء سوريا وعوداً للجانب العراقي بتسليم قيادات بعثية متواجدين في سوريا، وكذلك قائمة بأسماء البعثيين الناشطين في الداخل؟ - أب
وزيـر الخارجية: علينا الاحتفال وليس الاختلاف بعد الانسحاب الأميركي
نشر في: 21 ديسمبر, 2011: 08:28 م