علاء المفرجي دبيشهد يوم أمس الحضور العراقي الأول في المهرجان في قسم (ليالٍ عربية) من خلال فيلم (صمتا: كل الطرق تؤدي إلى الموسيقى) للمخرج الشاب المقيم في إيطاليا حيدر رشيد الذي سبق أن شاهدنا له فيلمه الروائي الأول (المحنة) في الدورة السادسة للمهرجان،
وفاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الخليج السينمائي.. في فيلمه هذا مجموعة استثنائية من الموسيقيين من أماكن وأصول واهتمامات  مختلفة يلتقون في إحدى البلدات الساحلية جنوبي ايطاليا  ينشغلون بهمّ واحد يتمثل بالبحث عن صوت فريد يجمع الموسيقى الصقلية والعربية، والجاز يكون هو صوت الموسيقى الأصفى بوصفها اللغة المشتركة للبشر.. وستكون لنا وقفة أطول مع هذا الفيلم في وقت آخر.كان اختيار إدارة المهرجان للفيلم الايطالي (تيرافيرنا) للمخرج كرياليس لافتتاح فعاليات (الجسر الثقافي سلام) من جهة، إن موضوع الفيلم يمثل تعبيرا حقيقيا عن فكرة هذه الفعالية التي تسعى إلى قهر الحواجز والعوائق الثقافية بين البشر، وأيضا كونها تجسيدا لشعار المهرجان بوصفه "ملتقى الثقافات والإبداعات" .و(تيرافيرنا) بالنهاية هو أحد أهم الأفلام التي تزخر بها دورة المهرجان هذا العام، ويعد مخرجه كرياليس اسما بدأ يكرس حضوراً لافتاً في سينما كان لها دور كبير في صياغة تاريخ السينما العالمية، وفي جعبته حتى الآن ثلاثة أفلام رواية طويلة كانت كافية لكي تلفت إليه أنظار الجمهور والنقاد في كل مكان، حيث استطاعت أن تعتلي منصات الجوائز في مهرجانات سينمائية مهمة وآخرها فيلمه هذا الذي سبق له أن فاز بجائزة التحكيم الكبرى لمهرجان فينيسيا السينمائي الأخير.يأخذنا فيلم كرياليس إلى جزيرة صغيرة من جزر صقلية المنسية،  يعمل سكانها ويعتاشون على صيد السمك، والبحر هو عالمهم الحقيقي الذي تتجلى فيه قوانينهم وعلاقاتهم الإنسانية، هو حدود لعلاقتهم بالعالم، وكان من الطبيعي أن تؤثر الفورة الاقتصادية في هذا العالم المستكين، ليكتشفوا من خلالها نشاطا جديدا يتمثل بانتباه السياح لجزيرتهم وهو ما يعني مصدراً آخر للرزق ، لكنه هذه المرة ينال من قيم اجتماعية راسخة.. وقضية أخرى تتجلى عنها هذه الفورة التي تتعلق بكون الجزيرة هدفا للمهاجرين غير الشرعيين، خاصة أن إيطاليا تشهد الآن اكبر موجة من موجات هجرة المهاجرين غير الشرعيين، وهو الأمر الذي قلب حياة هذه الجزيرة رأسا على عقب. تتركز أحداث الفيلم عن عائلة تمثل نموذجا لحياة أناس الجزيرة، تنشغل بهمومها اليومية، وأحلام أفرادها، ولكن الأقدار تضعها أمام حدث سيغير مجرى هذه الحياة بالنسبة لها، عندما (تتورط) في إيواء عائلة مهاجرة، فيهيمن القلق والخوف عليها، بين الاستجابة لقوانين البلد التي تحرم التعاطي مع هذا الموضوع، والدافع الإنساني المتجذر في تقاليد البحر التي تحكم الجزيرة منذ سنين طويلة. وفي تصاعد سلس للأحداث نكون أمام قضية تشغل هذه العائلة، تتنصر فيها بالنهاية إنسانية البشر عندما يقرر الابن خوض تجربة إنقاذ العائلة المهاجرة إلى النهاية.وعلى الرغم من أن هذا الفيلم ليس الوحيد الذي يناقش مثل هذه القضية ، لكنه ينفرد بكون خطابه لا يخفي انحيازه في التعاطف مع محنة البشر في الحصول على حياة أفضل.وفي فعالية (سينما العالم) قدمت النجمة الشهيرة "مادونا"، المطربة الحاصلة على العديد من جوائز الـ”جرامي”، والممثلة المشهورة، ومؤلفة كتب الأطفال، ومصممة الأزياء ، فيلم (W.E)، في أول تجربة إخراجية لها وهي في هذا الفيلم تطور التفصيل الذي تضمنه فيلم (خطاب الملك) الذي شاهدناه في افتتاح دورة مهرجان العام الماضي، حيث يلاحق هذا الفيلم "القصة" التي تجمع “الملك إدوارد الثامن” و”واليس سيمبسون” وهي فتاة من العامة، ولكن من خلال امرأة (والي وينثروب) وهي امرأة من نيويورك، تعيش حياة تعيسة مع زوجها، ولا تجد مهرباً من شقائها، إلا في هوسها بقصة الحبّ . تسمع، ذات يوم، أن أحد أملاك الزوج الملكي، في مقاطعة “سوثبي”، سيُباع في المزاد، وتحاول أن تفهم طبيعة العلاقة التي جمعت بين العشيقين، من خلال التُحف التي كانا يملكانها يوماً. وعندما تذهب إلى تلك المقاطعة، تلتقي موظفاً، اسمه “يفجيني”، وتجده ذا ماضٍ غامض، وهنا تتعقّد الحكاية. يروي هذا الفيلم قصتي حبّ تجري أحداثهما بالتوازي، وعلى الرغم من أنه يفصل بينهما ما يزيد على ستة عقود من الزمن.