صفاء العبديبدو ان المشاركة العراقية في دورة الالعاب العربية التي تطرق الابواب باتت تتقلص من يوم الى آخر .. فهناك اكثر من اتحاد اعلن احجامه عن المشاركة مثلما ان هناك اتحادات اخرى في طريقها الى ذلك ، اما السبب فيكمن في ضعف الاستعداد او في التسليم بعدم القدرة على مجاراة الآخرين وبالتالي فان ذلك لا يتفق مع توجهات اللجنة الاولمبية الوطنية التي تبحث عن النتائج قبل أي شيء آخر في مثل هذه المشاركات!
لا نختلف طبعا في اهمية النتائج ، ولا في ضرورة ان تكون المشاركة ذات جدوى او صبغة تنافسية حقيقية وليس لمجرد تأكيد الحضور لان الحضور فقط لا يتفق ابداً مع تأريخ ومكانة الرياضة العراقية على الساحة العربية ، غير ان ما نقوله هنا ونؤكد عليه هو ان إلزام الاتحادات بمستويات محددة من النتائج كشرط للمشاركة هو اسلوب خاطىء سبق وان اثبت فشله في سنوات خلت ، وهذا يعني ان علينا ان نغادر هذا المنهج تماماً وان نضع أسساً ومعايير جديدة لمثل هذه المشاركات. ففي تقديرنا ان الهدف من مثل هكذا مشاركات لا يتوقف عند حدود البحث عن نتائج متقدمة فقط ، برغم اهمية ذلك ، بل يتعدى ذلك الى جوانب لا تقل اهمية ومن بينها الوقوف على حقيقة المستوى الذي بلغه رياضيونا ومقارنة ذلك بمستويات اقرانهم من الرياضيين العرب ، وبالتالي فان ذلك يمكن ان يكون من بين المؤشرات المهمة التي يمكن اعتمادها في الحكم على مدى نجاح او اخفاق عمل هذا الاتحاد او ذاك من اتحاداتنا الرياضية.فاذا ما كانت مستويات بعض فرقنا او رياضيينا معروفة ومكشوفة لاسيما تلك التي تعتمد الارقام ، فان هناك فِرقاً ومنتخبات لا نعرف حقيقة ما باتت عليه اليوم إلا من خلال المقارنة والاستنتاجات النظرية وليس العملية .. فماذا عن منتخبنا للكرة الطائرة مثلا .. ماذا عن منتخبنا لكرة اليد .. واين اصبحنا في الملاكمة وفي الفنون القتالية وفي غيرها من الالعاب الاخرى ؟!نقول : ان الركون الى الانزواء وتحاشي المشاركات بحجة ضعف القدرة على تحقيق نتائج محددة لا يمكن إلا ان يكون سبباً آخر من اسباب الشد الى الوراء .. فمن غير معرفة حقيقة امكاناتنا مقارنة بامكانات الآخرين لا يمكن ان نستعيد رحلة الصعود في هذه اللعبة او تلك.كما ان حرمان لاعبينا ورياضيينا من مثل هكذا مشاركات بحجة عدم قدرتهم على مجاراة الآخرين لا يمكن ان يكون هو الحل او العلاج المناسب للوصول الى الافضل. ما نتمناه اليوم هو ان نفتح ابواب المشاركة لرياضيينا في الملتقى العربي هذا ، وان لا نبقى مقيدين بذلك المنهج السلبي الذي اثبت فشله ، وان نجعل من هذه الدورة مرآة نرى من خلالها حقيقة امكاناتنا من دون ان نغمض العيون عن ذلك لأي سبب كان خصوصاً وانها ستوفر لنا الاسس السليمة التي يمكن ان نحكم من خلالها على مدى نجاح او اخفاق هذا الاتحاد او ذاك.
بلا حدود: لماذا نتمسك بمنهج خاطىء؟!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 11 أكتوبر, 2011: 05:57 م