TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت الضغط العالي: الأعرجي الجاد جداً

تحت الضغط العالي: الأعرجي الجاد جداً

نشر في: 11 أكتوبر, 2011: 07:44 م

 قيس قاسم العجرشيتهم البرلمانيون بعضهم البعض بالجملة والمفرد وأحياناً بالقطعة (تهمة أو تهمة ونصف) وفي مرّات عديدة يكون الاتهام بالتنسيق المسبق وعبر جدول حركة يتضح بعد زفـّة الاتهام. لكن رئيس النزاهة البرلمانية التي تفصّل في نزاهة المتهمين لبعضهم، السيد بهاء الأعرجي يقول إنه سيكون جاداًََ في التعامل مع ملفات الفساد هذه التي تتطاير في البرلمان، معنى الجديّة هنا أنه لن يسمح بأن تـُستعمل هذه الملفات لتمزيق أعراض السياسيين وسمعتهم، ومع ذلك فهو لم يتسلم (مع أنه مصمم على التعامل بجديّة) تفاصيلَ وثائق المليار دينار التي صرفها الرئيس أسامة النجيفي لتأثيث بيته.
الأمر بمجمل صورته كأنه يدور في "علوة" للوثائق أو ما يوصف بأنه وثائق، يكفي أن يقف أحدهم أو إحداهن وتقول لدي وثائق وينتهي الموضوع ثم تبدأ أذونات اللغو الكلامي والإعلامي وهي أجمعها لن تخرج عن دائرة سياسة الإلهاء التي تـُمارس رقصاً على رأس المواطن.ومع ذلك فالسيد بهاء لم يتخلَّ عن جديته في التعامل مع التــُهم في وقتٍ لم تكن فيه، لا الحكومة ولا الجهاز التنفيذي ولا حتى السلطة التشريعية جادة في أي وقت كي تتعامل مع ملفات الفساد كما يقتضي القانون.الجادُّ الوحيد في هذه الحزمة هو المواطن الذي كان للأسف جاداً جداً في توقعاته بأن هيئة النزاهة تعني عملياً محاربة الفساد وأن الرقابة المالية تعني تضميد نزف المال العام وأن البرلمان يعني الرقابة على الحكومة وأن الحكومة تعني خدمة المواطن. مرّة أخرى، كل هؤلاء كانوا غير جادين في أداء واجباتهم التي فصّلها القانون لمراكزهم لكن الذي حدث أن كل شيء تمّ عكسه ليفصّل على مقاس النفوذ والمتنفذين. تصوروا وبلا عجب، لم تسأل أي جهة قانونية فيما إذا كانت النائبة الفتلاوي صادقة في إدعائها بالضد من النجيفي كما أن هذا الأخير لم يسأل أيضاً، هل أن ما يجري هو ضمن القانون وإن لم يكن فما العمل؟ومع كل هؤلاء نسمع كوبليهات متكررة حول حق التقاضي واللجوء إلى القانون، الذي بدوره لم يفرض صوته الفصل الحق في البت بقضية ما من هذا النوع الاتهامي التشهيري.إذن، هم بالفعل في حالة من اللعب بمقدرات الناس وبأسماع الناس ويتعرضون بالإساءة الى وعي الناس عبر استهلاك القانون بالكلام دون أن ينفذ.نفذوا القانون كي نصدقكم.عاقبوا مسيئا كي نقتنع بإمكانية معاقبة الفاسدين.نفذوا تهديداتكم بالتقاضي كي نقتنع أن هناك من يتقاضى ويأخذ حقه.أو نفذوا تهديداتكم بكشف الوثائق كي نقتنع إنكم تتحدثون عن وثائق لا عن مصالح موثــّقة بالضد منكم.وخلال هذه الأثناء لا أعرف بالضبط ما سنجنيه من جديّة السيد بهاء في التعامل مع الملفات إذا تسلمها وفقط إذا تسلمها وتسلمتها هيئته المؤتمنة بنزاهة على النزاهة.rnأما إذا لم يتسلمها..فماذا عسانا أن نفعل؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram