TOP

جريدة المدى > سياسية > خمسة آلاف مسؤول حكومي زوّروا شهاداتهم الدراسية

خمسة آلاف مسؤول حكومي زوّروا شهاداتهم الدراسية

نشر في: 11 أكتوبر, 2011: 07:46 م

 عن: نيويورك تايمزعلى مدى سنتين كان معاون عميد إحدى الكليات في اكبر الجامعات العراقية، الأستاذ الدكتور رهيف العيساوي، يتلقى تهديدات من احد ضباط الشرطة يطلب فيها وثيقة مزوّرة تؤيد كون الضابط المذكور قد تخرج من الجامعة وإلا فان مصيره الاعتقال أو حتى القتل. رفض الأستاذ رهيف ذلك، و في آخر أيام الامتحانات النهائية قام الضابط بتنفيذ تهديداته وألقى الأستاذ الجامعي في السجن بعد ضربه.
منذ زمن بعيد والشرطة العراقية تقوم بتوجيه الإهانات للمدنيين والاعتداء عليهم بالضرب، سواء في عهد صدام حسين أو خلال سنوات الاجتياح الأميركي للعراق منذ عام 2003. إلا أن ضرب أستاذ في الجامعة أو ما شابه ذلك في الأشهر الأخيرة يمثل مشكلة متنامية تتلخص في أن هذا البلد المنهك عليه أن يواجه تزوير الشهادات. في العام الماضي كشف تحقيق برلماني أن هناك أكثر من خمسة آلاف مسؤول في الحكومة العراقية قد كذبوا بشأن تحصيلهم الدراسي من بينهم وزراء في الحكومة وأعضاء في البرلمان. مثل الكثير من البلدان النفطية في الشرق الأوسط، فان العراق يستخدم إيراداته النفطية لتوظيف المواطنين في الدوائر الحكومية، على الأغلب، وهو ما لا يحتاج إلى كثير من الجهد. بعد أن قامت الولايات المتحدة بإسقاط صدام حسين، هرب الآلاف من العراقيين الحاصلين على شهادات دراسية عليا إلى خارج العراق تاركين وظائفهم الحكومية، أما من بقي منهم داخل البلد فقد تم إبعاده أو طرده من العمل الحكومي. سكان الأرياف توافدوا بأعداد كبيرة إلى بغداد أثناء إعادة بناء الحكومة على أمل أن يصبحوا موظفين فيها بعد زيادة رواتب الموظفين. المشكلة التي يواجهها هؤلاء المواطنون هي أن القانون العراقي الذي يعود إلى ما قبل صدام حسين يحتم على العاملين في الدوائر الحكومية أن يكونوا حاصلين على مستويات معينة من التعليم. الكثير من الباحثين عن العمل لدى الحكومة بعد 2003 يفتقرون إلى الشهادات الدراسية المناسبة، إلا أنهم تمكنوا من استغلال تلف الكثير من الوثائق العامة بعد سقوط حكومة صدام. فأخذ الكثير من العراقيين يضغطون على إدارات المدارس والكليات من اجل توقيع وثائق تؤيد كونهم متخرجين من مدارس أو كليات لم يدرسوا فيها أبدا من قبل.بعض إدارات المدارس والكليات قاومت تلك الضغوط، إلا أنهم بدأوا يتعرضون للتهديد كما حصل مع الدكتور العيساوي. من جانب آخر بدأت دوائر الحكومة تمتلئ بموظفين غير مؤهلين وحتى أن قسما منهم لم ينه دراسته الابتدائية. تقول عالية نصيف، عضوة في البرلمان العراقي وعضوة لجنة النزاهة فيه "هذا يعتبر سببا كبيرا في عدم تقدم العراق".لقد انتشر تزوير الشهادات الدراسية بحيث أن البرلمان يدرس الآن مقترح قانون يحكم على من يكذب بشأن تحصيله الدراسي بالسجن لمدد تتراوح ما بين 6 إلى 12 سنة، وإعادة المبالغ كافة التي تسلمها أثناء توظيفه من خلال شهادات دراسية مزورة. كما أن المقترح يوفر عفوا عن موظفي الدرجات الدنيا الذين يقرون باستخدامهم تأييدات او شهادات دراسية مزورة. عاد الدكتور العيساوي إلى العراق من ليبيا عام 2006، و بدأ العمل في جامعة بغداد لكنه سرعان ما صار يواجه مشكلة تفشي الفساد. يقول "اكتشفت أن سجلات التسجيل قد تم تبديلها وتزويرها، فبدأت ادرس المشكلة وكشفت الكثير من التزييف. كانت هناك عصابة في قسم التسجيل تساعد في تزوير وثائق التخرج". بدأ الدكتور العيساوي بنفسه في محاولة فرز الذين تسلموا وثائق مزورة، لكن بعد أسابيع قليلة تلقّى التهديد الأول عبر رسالة نصية تقول "سنفصل رأسك عن جسدك". إلا أن التهديد لم يثنه عن عزمه، و على مدى سنتين اكتشف ما يقارب المئة تأييد مزور استخدمت من قبل موظفين حكوميين وضباط أمنيين. هذا العام قام أحدهم بتعطيل جهاز التوقف في سيارته. يقول الدكتور العيساوي إن شاكر كريم، ضابط الشرطة المتهم بضربه، كان بحاجة إلى تأييد يثبت انه متخرج من الكلية من اجل الحصول على ترقية، كان يريد أن يصبح ضابطا في استخبارات وزارة الداخلية. أثناء عودة الدكتور من العمل إلى البيت أوقفته إحدى دوريات الشرطة وطلبت من الترجل من سيارته. رفض الدكتور ذلك، فظهر الضابط شاكر من خلف السيارة وراح يضرب العيساوي مع عدد آخر من أفراد الشرطة، وبعد إخراجه من سيارته اخذوا يصرخون "انك الإرهابي الذي يقتل ضباط الشرطة". ثم قام الآخرون بتقييد يديه ورجليه و القوة على أرضية السيارة واقتادوه إلى السجن. بعد يومين وبعد أن نشرت الصحف مقالات عن الاعتقال أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بإطلاق سراح الدكتور العيساوي من السجن. بعد ذلك قامت الشرطة باعتقال الضابط بسبب الضرب والادعاء الكاذب، ثم أطلق سراحه بعد ذلك بموجب كفالة واستأنف عمله كضابط في الشرطة. يقول الدكتور العيساوي "كنت اعلم باني سأتعرض يوما إلى الاعتداء أو القتل من قبل المزورين، لكني سأستمر في تدقيق كافة سجلات التسجيل، ولا اطلب من الحكومة سوى حمايتي. إني اهتم ببلدي أكثر ممّا اهتم بنفسي، و لا أخاف من القتل لكني أخاف على بلدي، وان التعليم هو مفتاح تقدم البلد". ترجمة المدى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram