TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عثرات أنثى : نساء.. ولكن مُدَرّسات وتربويات!

عثرات أنثى : نساء.. ولكن مُدَرّسات وتربويات!

نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 08:04 م

 ابتهال بليبل دخلت مُدرّسة مادة اللغة الأنكليزية لأول مرة على طالبات مرحلة الخامس الإعدادي، طلبت اختبارهن، ورست عينها على إحداهن، وأمرتها بقراءة صفحة قامت بتعيينها من الكتاب.. فجأة، تكتشف – الست المدٌرسة – وقوع الطالبة في أخطاء لغوية..لتنهال عليها بعبارات قاسية..
وفي النهاية توجّه لها إنذاراً باحتمالية رسوبها هذا العام... لتصل مشاعر الإحباط عند هذه الطالبة إلى حد العزوف عن الدوام.. كان أسلوب الاختبار على ما يبدو، دعوة راحت ضحيتها رغبة الطالبة في الدراسة، دعوة من المُدٌرسة لإبراز عضلاتها الكلامية .. دعوة تكفي لخلق موجة من الطلبة الانهزاميين في مجتمع يعكس واقعه أمام تربويات مازلن يتوهمن أن الطالبة تعامل بالأجرة عندهن، ولا يعنيهن أن الطلبة هم الذين سيوجهون الأنظمة في المستقبل القريب، وأن الجهات التربوية الواعية هي التي تستلهم ذلك من خلال بوصلة نظامها التربوي والاجتماعي... في مثل هذه الفوضى التي تعيش فيها المُدرسات، أجدني أهرب بذاكرتي لصور ومشاهد لعشرات المُدرسات اللائي قابلتهن في مراحل دراسية مختلفة، معلمات ومُدرسات قضين على كل خوف بداخلي من الدراسة، ورمين بي في أحضان القراءة ... ولو أن أحداً يسألهم اليوم، لماذا جيلنا هكذا، من يحاول قتلهم بعدا عن الدراسة؟.. حتما ستكون إجابتهم ( هذا بسبب أسلوب الملاكات التدريسية الجديدة ). مُدرسات نجدهنّ باستمرار يعشن حالة توتر عصبي ولا يرضين بالحديث إلا في جوّ من المشاجرات!ومسكينات الطالبات.. لا ينقضي يوم من الدراسة إلا ويدب في داخل الواحدة منهن الخوف من مادة الدرس الذي تدخل فيه هذه المدرسة أو تلك.. وإذا امتدحن مُدرسة.. فلكم أن تتأكدوا من أنها تتعطر برائحة هداياهنّ!الأسلوب الذي يتبع من أغلب مُدرسات اليوم، خاطئ، ويبدو أنهن سقطن فريسة ( الأزمات الذاتية والثقافية بل وحتى الأخلاقية ) ليس فقط مع أنفسهن، بل مع من يحتاج إليهن، ولو حاولت ذكر مواقفهن لما انتهيت، فالجو الذي يربط الطالبة بمُدرستها جو مشحون بظاهرة مادية ولا يخلو من تدمير الذات.ولما كانت المُدرسة هي المرأة التي تتحكم بها عاطفتها، يغمرني الحزن وأنا أرى أن فكرة المرأة عاطفية غير واقعية ولا تطابق سلوك بعض النساء في بلدنا وخاصة المُدرسات.. حين انبهرت بطفلة في الصف الثاني الابتدائي قد رسمت صورة لامرأة على دفتر الرسم بشكل مخيف، وعندما سألتها من تكون هذه المرأة المخيفة، قالت لي إنها ( معلمة القراءة )!..إنني ببساطة أطالب بأن يكون سلوك المعلمات والمُدرسات مع بناتنا الطالبات بمستوى ما يقدمن من جهد تعليمي وتربوي، وعلى الجهات المعنية أن تعي النتائج الإنسانية لأزمات المُدرسات النفسية الأخلاقية والاقتصادية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram