عالية طالبمنذ التغيير السياسي والعراق الذي يقع على حدود الجهة الشرقية للعالم العربي ، يمثل تهديدا لكل الجهات الثلاث التي تضم وطنا عربيا يفترض به إن يكون قوة عظمى بفعل إمكانياته وثرواته وموقعه وحضاراته التاريخية ورجالاته الذين مروا به، ولكنه بقي وطنا يخشى جهاته الأربعة ولا يؤمن على دوله المتعددة من مخاوف تأتيه من كل الجهات داخلية وخارجية.
بقي العراق برغم كل ما أحاط به من متغيرات قوياً أضعفت بعض من مفردات قوته التي عرف بها ، بقي وطنا يخشى منه الأشقاء ويحاولون وضع العصا في دولابه وكل على طريقته الخاصة . دول الخليج التي ساهمت في الوجود العسكري الأمريكي والتي قدمت تسهيلات مروره إلى العراق واستخدام أراضيها لقواعده العسكرية ، تطالب اليوم بمليارات تعويضية عن سلوكيات النظام السابق معها ونسيت أنها هي من كانت الفاعل الرئيسي في حروبه ودكتاتوريته وتصفيته لشعبه واستلابه المستمر له ، ودول عربية لا حدودية مخرت البوارج الحربية قنواتها لتنطلق منها الطائرات لقصف العراق ، قاطعت العراق ونادت بضرورة أعادة هيكلة العراق السياسي لتتوافق مع طروحاتها ومعتقداتها وما تظنه يهدد أمنها واستقرارها!ودول ترعى الإرهاب والإرهابيين وتغذيهم بلبن الحقد الأسود ، أصبحت تصدر لنا عبواتها ومفخخاتها وأحلامها المريضة ومعها أموالها لتعيد تشكيل الخارطة السياسية بما يوافق أمزجتها " الوطنية " لبلاد العرب أوطاني التي أصبحت في خبر كان منذ الأزمة العراقية التي كشفت عن الأنياب العربية التي ما زالت تتغذى بدماء العراق والعراقيين بكل فخر العربي بتصدير خطاباته وتصريحاته التي لا تحتمل إلا معنى الازدواجية الصارخ.ما الذي يخيف العرب من العراق ولماذا تحرص دول غنية ببترولها على أنفاق المليارات فقط لتتدخل في مشروع الانتخابات القادمة التي تأمل أن تعيد لها استقرارها النفسي بعد سنوات من الخوف والقلق والترقب والتحليل لكل المتغير السياسي العراقي بكل ما رافقه من سلبيات وايجابيات ؟ ولماذا تبقى الجهات الثلاث في خوف من الجهة الشرقية في وقت يحتم عليها أن ترعى حدودها كوطن كبير يضم كل الأشقاء دون إقصاء وتخوف وحروب وتغذية مؤامرات لها أول وأخرها سيحقق فشله الذريع بعد أن بدأت تتكشف للعراقيين كل الخفايا المبطنة والمعلنة ومنها حقائب الأموال التي بدأت تصل إلى العراق بانتظار المراهنة السياسية القادمة التي نأمل أن يفوز بها العراق الواحد الموحد والذي حرص ويحرص على مشروعه بالرغم من كل المخاوف التي تعلو الوجوه العربية الآن وهي تحارب شرقها بأسلحة المصالح لا بأدوات المحبة المفترضة!
وقفة: مشروعنا ومخاوفهم
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 08:09 م