في مثل هذا اليوم من عام 1927 اندلع النفط في منطقة بابا كركر بكميات هائلة، إيذانا بصفحة جديدة من صفحات تاريخ النفط في بلاد الرافدين، صفحة الشركات والامتيازات والموارد الكبيرة التي نقلت العراق إلى مرحلة جديدة من التقدم والازدهار. في عام 1925 استطاعت الشركة البريطانية التي كانت تسمى شركة النفط التركية وأصبحت فيما بعد شركة نفط العراق (اي بي سي) بعد مفاوضات شاقة ان تحول الوعد الذي حصلت عليه من الدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى إلى امتياز حقيقي منحتها اياه الحكومة العراقية، ويقضي باستثمار النفط العراقي لمدة 75 سنة، فأصبح لها حق التنقيب واستخراج وبيع النفط العراقي في إنحاء العراق كافة ما عدا ولاية البصرة وخانقين مقابل عائدات مناسبة للعراق كانت موضع استياء الجميع.
وفي أوائل عام 1927 باشرت الشركة المذكورة بعمليات التنقيب المنظم في المنطقة النفطية في كركوك. وفي مثل هذا اليوم من عام 1927 اكتشف النفط بكميات هائلة عندما انفجرت البئر الأولى في منطقة بابا كركر، واخذ النفط يتدفق منها إلى أن تمت السيطرة عليه والبدء بالاستخراج التجاري. ولم يعرف على وجه الدقة كميات النفط المصدرة في السنوات الأربع الأولى، غير أن بعض الوثائق تذكر أن ما عاد إلى العراق خلالها نحو نصف مليون دينار ! وقد جعلت الشركة البريطانية هذا الحقل منتجا من الطراز الأول بسبب غزارة النفط الموجود في تلك المنطقة.وبعد سنتين غيرت الشركة اسمها الى شركة نفط العراق، ولم تعدل الاتفاقية المبرمة مع العراق تعديلا جذريا الا عام 1952 بعد ضغط وطني شديد. وبعد ثورة تموز 1958 أثيرت قضية الامتيازات النفطية، وأصدرت الحكومة العراقية قانون رقم 80 بتأسيس شركة النفط الوطنية وكانت ضربة موجعة للكارتل النفطي، ثم أممت الشركات الأجنبية العاملة في العراق في عام 1972 والسنة التالية. إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم:تدفّق النفط في كركوك
نشر في: 12 أكتوبر, 2011: 09:11 م