خليل جليلقبل يومين توقف الأخ والصديق إياد الصالحي هنا في زاويته (مصارحة حـرّة) التي دأب فيها ان يكون مخلصاً ووفياً للحـق، عند مسألة غاية في الأهمية وهو يتساءل عن مهمة المنتخب وما حققه من فوز في الصين على حساب الأخير، في المرحلة المقبلة ، وكيف سيكون شكل الاستعداد للمواجهة المقبلة في الدوحة طالما المعركة مستمرة بين منتخبنا ونظيره الصيني ولم يُحسم بعد أمر التأهل الى الدور المقبل وفقاً لمعطيات المنافسة في المجموعة الآسيوية الاولى التي لم يفضّ الاشتباك فيها بين المنتخبين الى الآن مثلما وجد ذلك الأخ الصالحي برؤيته الواقعية المجردة عن أي انحياز وتنظير سريع.
صحيح أن منتخبنا تخطى الصين وسط مشاعر التخوف التي سبقت لقاء شنزن ورفع فيه اسود الرافدين سقف الآمال والاقتراب من بطاقة التأهل الثانية بعدما قطع النشامى بقيادة عدنان حمد مسافة كبيرة باتجاه البطاقة الاولى باتجاه الدور الرابع والحاسم من التصفيات المؤدية الى مونديال البرازيل 2014 لكن نتساءل : هل انتهت المهمة بالنسبة لمنتخبنا ونظيره الصيني لاسيما ان السنغافوريين اصبحوا خارج الحسابات ؟ بالتأكيد المهمة لم تنتـهِ ، بل عجلة الصراع والمنافسة والإثارة المنتظرة بدأت الآن بالدوران خصوصا وان المنتخب الصيني وحسب ما ذكر مسؤولوه ومدربه ان مرحلة التعويض بالنسبة لهم قد بدأت وعززوا برنامج هذا التحضير بلقـاء تجريبي امام المنتخب الكويتي في الخامس من تشرين الثاني المقبل اي قبل ان يتوجهوا الى قطر لمقابلة منتخبنا هناك في الحادي عشر منه.إذاً ، مثلما اخذ الصينيون يركـّزون على مرحلة مقبلة يعتبرون ان فرصتهم ما زالت قائمة وعليهم التمسك بها،على منتخبنا وجهازه الفني ان يدرك ايضا ان المرحلة المقبلة تفترض برنامجاً يؤكد جدارة فوزنا في شنزن وقدراتنا للمضي بثبات صوب الدور الرابع والحاسم المؤهل الى المونديال و ألا نبقى معتمدين على معنويات الفوز الاخير والثقة الزائدة بسببه ان لم تعزز هذه الثقة المشروعة بنوع من التركيز والنظر الى فترة استعدادية اكثر نضجاً من سابقتها قبل لقاء الذهاب والأخذ بنظر الحسبان الوجود المحلي الجديد لعدد من لاعبينا الذين تم استدعاؤهم لتمثيل المنتخب في ظل خبرة متنامية تتطلب النظر اليها خلال الايام المقبلة التي تسبق مواجهة الإياب حتى يكون شكل الاستعداد متكاملا ومطمئنا ايضا في الوقت ذاته.لقد ذهب منتخبنا الى شنزن من دون أي لقاء تجريبي يضع الجهاز الفني أزاء تصوّر ورؤية كاملة حيث اعتمد المدرب زيكو على خبرة وتجربة اكبر عدد من لاعبي المنتخب ، لكن هذا لا يكفي للمهمة الجديدة ونعتقد ان الاتحاد العراقي يفترض ان يكون سبّاقاً في فهم هذا الجانب وعدم التعاون معه وان يسارع للبحث عن فرص مهمة لأكثر من لقاء تجريبي للتأكد من جاهزية منتخبنا قبل الانتقال الى الدوحة .الحسابات ما زالت متشابكة والرحلة صعبة ومعقـّدة ولا يمكن استسهالها او التراخي عنها لمجرد التفكير والاعتقاد بأن ما حصل بالامس يمكن ان يحصل غداً، فاستصغار الآخرين لا يمكن ان يؤدي دائما الى ما نريد ان نصل اليه بسهولة متوقعة، فكلما اخذنا بنظر الحسبان مكانة خصومنا كلما زادنا ذلك ثقــة لتخطيهم .
وجهة نظر: لنركّز على الفترة المقبلة
نشر في: 14 أكتوبر, 2011: 06:03 م