وديع غزوان غريبة تلك التصريحات التي يطلقها بعض الساسة ، وآخرها ما نقل عن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بأن " السنة في البلاد محبطون ويشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية .. " وكان هو نفسه من أطلق صرخته لإعلان إقليم للسنة ، وهو طرح مناقض للبرنامج الذي انضوى تحت خيمته النجيفي ودخل الانتخابات
النيابية التي أوصلته نتائجها إلى سدة البرلمان ، كما أنها تتقاطع مع روح ما قاله عند تسنمه المنصب وخروج أعضاء القائمة العراقية ورئيسها من القاعة محتجّين على ما آلت إليه الأوضاع ،فقد قال بما معناه انه يمثل كل العراقيين وليس مكوناً بحد ذاته . قد تتباين الآراء وربما هنالك بعض من يبرر هذه الدعوة ، خاصة إنني سمعت من احد الزملاء موقفاً غريباً نشره على موقعه في الفيس بوك يدافع فيه عن موقف النجيفي ويجده انعكاساً للأوضاع الصعبة التي يعيشها " السنة " بحسب تعبير ه ، ويقول إن بعض الإعلاميين ممن يتواصل معهم على الموقع أيدوا طرحه ، ما يعني سوء الحال الذي أوصلنا إليه جميع سياسيينا دون استثناء. ومع احترامي لكل رأي إلا أن العودة بالذاكرة إلى تجربتنا المرة في ميدان العمل السياسي على ما فيها من خطايا وكوارث وسلبيات أوصلتنا إلى ما نحن فيه ، نقول إن تلك التجارب على مساوئها كانت تتحدث بمنطق أن العراقيين واحد .. نعم هنالك من تاجر بتلك الشعارات ، غير أن هذا يؤكد أنها ( أي الشعارات ) كانت تعبيراً عن مشاعر العراقيين بمختلف مكوناتهم التي اتخذها البعض من الأحزاب مجالاً للمزايدات ، ولم نجد من يجرؤ حتى بالهمس على أن يطرح برنامجاً إصلاحيا يخص فئة ويستثني أخرى . لا أعتقد أن كلمات النجيفي التي اعتاد الترويج لها في الخارج دائماً نابعة عن عدم دراية أو جهل ، بل صار عندي بما يشبه اليقين ، إذا صدقت قناة " بي ، بي ، سي " بأنه أطلقها عن سابق إصرار وترصد ، أما المدافعون عن هذا التوجه فكل ما يمكن أن نقدمه لهم دعوة لزيارة كربلاء والنجف والحلة والبصرة والديوانية ، ليعرفوا إن الضيم الذي يتعرض له العراقي في تلك المحافظات لايقل بل قد يزيد على ما يواجهه ابن صلاح الدين والأنبار والموصل وغير ها وإن غالبية العراقيين يعانون العوز والحرمان ويفتقدون أبسط مستلزمات العيش الكريم يرافق ذلك الخوف من المجهول وهو أشد أنواع الظلم والقهر . ما يؤسفنا أن مقاسات البعض مبنية على ما يشاهدونه من مظاهر الترف والأبهة عند ساسة حسبوا زوراً على هذا المكون أو ذاك ويتجاهلون أن غالبيتهم ، ومن مختلف الكتل ، يشتركون في خطيئة الاستئثار بمغانم السلطة ، لذا فإن مثل هكذا دعوات لاتنصف أحدا بقدر ما تؤخر عملية التغيير والإصلاح الكفيلتين بوضعنا على الطريق الصحيح .
كردستانيات :ماهكذا تكون التصريحات!
نشر في: 15 أكتوبر, 2011: 09:06 م