وديع غزوان أسوأ ما أفرزته الأنظمة الدكتاتورية في محيطنا العربي ومن ضمنه العراق ، هو تجميع الأهل والأبناء حولهم وتوزيع المناصب عليهم خارج السياقات المتعارف عليها بالتعيين ، رافق ذلك سيئة لا تقل ضرراً عن سابقتها، تتمثل بتمييز العاملين في الدوائر الرئاسية بالرواتب والامتيازات عن غيرهم من خلق الله ، أي أنهم والحمد لله قلبوا كل قيم ومبادئ العدالة الاجتماعية والاشتراكية، وحتى الوحدة إلى مفاهيم أخرى فحولتها من العام
الذي يفترض أن يخدم المواطنين جميعاً إلى خاص اقرب ما يكون منه إلى النظام العائلي. طبعاً التبريرات جاهزة وفي مقدمتها الأوضاع الشاذة والطارئة للبلد، أي بصريح العبارة عدم الثقة بالشعب! بعد 2003 وما حدث في العراق وتصاعد الدعوات الديمقراطية وشعاراتها ، تفاءل الكثير بما يمكن أن يجري من تغييرات ينعكس بالإيجاب على الواقع المعيش للمواطن ويعوضه قليلاً من سنوات الصبر، و لم يدر ببالنا أن الصيغ المحاصصية لمجلس الحكم التي كنا نحسبها مفروضة على القوى والأطراف السياسية كحالة ضرورة، ستتحول إلى نهج وممارسة وسلوك عام لأغلبية القوى والشخصيات المتصدرة للمشهد السياسي الجديد .. كنا نبرر لكل خطأ يحصل ونقول إن التجربة ما زالت جديدة ، غير أن الطبقة السياسية وجدت في هذه الأوضاع الشاذة فرصها للاستحواذ أكثر والهيمنة ، بل أنها باتت تتصرف بشكل تعيد إلى أذهاننا صوراً سوداء سابقة أردنا محوها من ذاكرتنا ، خاصة ما يتعلق بأولاد وأقرباء المسؤولين وتحكمهم بشؤون البلاد والعباد . الحمد لله لست مسؤولاً ولا أريد التقرب من احد منهم ، لكي اطلع بالتفصيل على بعض ما يعز أن نشاهده يحصل ، غير أننا نسمع بين الحين والآخر معلومات تتسرب لوسائل الإعلام بين الفترة والأخرى عن تعيين كبار المسؤولين أبناءهم وأشقاءهم وأزواج شقيقاتهم وربما أبناء أبنائهم في مكاتبهم وفي مؤسسات مهمة ، في حين يظل العراقي مشدوهاً فاغراً فاه عن " العدالة والمساواة " التي منَّ بها عليهم المسؤولون الجدد حتى صار الواحد منهم يترحم على ايام زمان ، وهو واقع خطر يؤشر مدى ما وصلت إليه الطبقة السياسية من سوء تصرف جعلتها تعيش بحالة عزلة تامة عن الشعب . لا ننكر على المسؤول تحسبه من الاخطار التي قد يتعرض لها ، غير أن هنالك حدوداً معينة ، فليس من المعقول أن تكون بعض الدوائر شبه محتكرة لهذا المسؤول أو ذاك ، لذا نقول إن الأخبار التي نشرت عن عمل أشقاء النجيفي وابنه في مكتبه ليست الأولى فاغلب أن لم نقل كلهم يتصرفون بذات الطريقة وهي لا تتناسب وكل قيم ومبادئ العدالة التي يتعكزون عليها ، كما أنها استهانة بقدرات العراقيين وطاقات شبابهم المعطلة وفوق ذلك أن هذا الذي يحصل مع ما يجري يؤذن بعواقب لا تحمد عقباها . اخيراً لابد من الاشارة الى ان رد مكتب النجيفي غير منطقي ولا مقبول ، فلماذا يعمل أشقاء النجيفي بالمجان ؟ وهل كان يمكن أن يحصلوا على تأشيرات دخول إلى لندن وغيرها من عواصم الدول التي يزورها رئيس مجلس النواب بهذه البساطة لو كانوا مجرد مواطنين من خلق الله ؟ ومع ذلك نكرر انه ليس الوحيد في ذلك وما علينا إلا تذكير الجميع بما كان ينشده المرحوم عزيز علي في إحدى منلوجاته " الظلم لو دام دمر " .
كردستانيات :أولاد المسؤول وعزيز علي!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 16 أكتوبر, 2011: 08:57 م