علاء المفرجي أبوظبي تتواصل فعاليات دورة المهرجان الخامسة بعدد من النشاطات والتظاهرات السينمائية، فضلا عن عروض الأفلام التي استقطبت جمهوراً واسعاً من رواد المهرجان، متنوعة في موضوعاتها وأساليبها.
(دجاج بالبرقوق) هو عنوان الفيلم الإيراني الذي استقطب اهتمام جمهور ونقاد المهرجان. الفيلم من إخراج الإيرانية مرجان ساترابي والفرنسية فنسان بارانو وهو يتنافس على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في الدورة الحالية، الفيلم سبق أن عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية السينمائي، وكانت ساترابي قد قدمت قبل ثلاث سنوات فيلم “برسيبوليس” وهو من أفلام الانيميشن لكنه انطوى على شفرات أيدلوجية وسياسية، أثار حينها جدلا واسعا أينما عرض.فيلم دجاج بالبرقوق يتحدث عن ناصر علي خان (ماثيو امرايك) احد أشهر عازفي الكمان والذي يعاني من فشل علاقة عاطفية ليجد في الكمان حلا وبداية لحكاية يمر بها. في هذا الفيلم قدم غلوشفت فحاتي وماريا مديريوس أداءين رائعين .وفي منهاج أمس أيضا قدم المهرجان احد أجمل أفلامه وهو فيلم المخرج الروماني رادو ميهايلينو حمل عنوان (نبع النساء)، وتدور أحداثه في قرية بجبال أطلس في المغرب ويتناول حكاية على قدر طرافتها على قدر ما تحمل من أبعاد إنسانية، استطاع المخرج أن يقدمها بلغة سينمائية أخّاذة.. والحكاية تتعلق بالعمل المضني الذي تقوم به نساء القرية في جلب الماء من منطقة بعيدة بسبب حرمان القرية منه، ومع تزايد معاناة النساء من هذا العمل الذي لايتناسب وطبيعتهن البشرية ، وبتحريض من الشابة المتعلمة ليلى (الممثلة المغربية ليلى بختي) بإعلان إضراب عن الحب لإجبار رجال القرية على العمل في مد أنبوب من الجبال إلى القرية لنقل الماء ،وفي إطار كوميدي ممتع يسرد المخرج أحداث هذه الحكاية التي بضمنها طرح الكثير من القضايا التي تخص وضع النساء في الدول النامية وهيمنة التقاليد والأفكار البالية. وضمن منهاج المهرجان ليوم أمس أقيم حفل توزيع جائزة اللؤلؤة السوداء للنجم الصاعد هذا العام، وهي جائزة تقدير تم استحداثها هذه الدورة للاعتراف بالممثلين الشباب الذين برهنوا عن موهبة فذة كمواهب مهمة ظهرت حديثاً على الساحة السينمائية الدولية وقد منحت هذا العام لثلاث ممثلات تميزن في فيلم ماري هارن "يوميات فراشة" وهن ليلي كول (ارنيسا) التي تجمع بين تمكنها ونجاحها كممثلة وعارضة مرموقة أيضاً. والتي ظهرت للمرة الأولى مع المخرج البريطاني تيري جيليام في فيلم "خيال دكتور بارانسوس". و سارة بولغر (ريبيكا) التي ظهرت للمرة الأولى في فيلم "سجلات سبايدرويك"، ولعبت دور الملكة ماري في المسلسل التلفزيوني "ذا تيودرز"، سارة غادون (لوسي) التي تشارك أيضاً في فيلم آخر ضمن برنامج هذا العام وهو "منهج خطر" للمخرج ديفيد كروننبرغ؛ والتي تلعب دورا مهما في الفيلم الكندي المقبل "كوزموبوليس".. وشهد برنامج المهرجان ليوم أمس حلقة دراسية مع المخرج الأمريكي البارز تود سولوندز، ناقش فيها أفلامه وتجربته السينمائية، الذي دأب منذ أكثر من خمسة عشر عاماً على تجاوز المألوف في أفلامه الكوميدية السوداء، وفي 1995 نال فيلمه "مرحباً في بيت الدمى" الكثير من التقدير النقدي. وفي 1998، تسبب فيلمه "السعادة" بإثارة السجال وحاز العديد من الجوائز العالمية. وقد واصل سولوندنز كتابة الأفلام المستقلة وإخراجها، منجزاً "سرد القصص" 2001"، و"باليندرومز" (2004)، و"الحياة في زمن الحرب" (2009). وبعد عرضه في مهرجان البندقية عرض أمس في مهرجان أبوظبي السينمائي فيلمه الأخير "الحصان الأسود" الذي قدم فيه سولوندز آخر ملاحظاته حول الصراع العائلي والحب المعذب. وتقدم هذه الفعالية بمشاركة السفارة الأمريكية في أبوظبي. كما قدمت حلقة دراسية تناولت السينما في أعقاب التغيرات التي اكتسحت المنطقة العربية منذ العام الماضي. حيث تطرح أسئلة عديدة عن كيفية تعامل صناع السينما العرب مع التغيرات والاضطرابات السياسية والاجتماعية. وهل كانت السينما أكثر انخراطاً في الأحداث مما هي اليوم. وإن كانت قواعد الإنتاج قد تغيرت، وهل نتوقع نماذج فنية جديدة مستقبلاً. ساهم فيها مجموعة من السينمائيين المعروفين من العالم العربي لمناقشة موضوع "الربيع العربي وتأثيره على صناعة السينما".
في مهرجان أبو ظبي السينمائي
نشر في: 17 أكتوبر, 2011: 05:12 م