حازم مبيضينبانحياز نعرفه عنها, أبدت الادارة الاميركية قلقها لشمول صفقة تبادل الأسرى, بين إسرائيل وحماس لسجناء فلسطينيين تعتبرهم واشنطن خطيرين, وكشفت أنها أبلغت الحكومة الإسرائيلية بمعارضتها إطلاق سراحهم، وفي المقابل تسابق المسؤولون الاميركيون في الاعراب عن بهجتهم بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي لم يمض في الأسر أكثر من خمس سنوات اعتبرتها هيلاري كلنتون فترة محنة طويلة جداً,
متجاهلةً أن من بين الاسرى الفلسطينيين المحررين من أمضى عقوداً في المعتقلات الاسرائيلية وفي ظروف غير إنسانية تتميز بها تلك المعتقلات, ولم يكن منتظراً من الادارة المتصهينة أن تدافع عن حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال, وهو حق تقره كل القوانين الدولية, قبل أن نتحدث عن الاخلاق, لكننا فوجئنا بتلك الادارة تتخذ موقفاً تزاود فيه على تعصب نتنياهو والذين معه, وتصطف إلى يمين اليمين الاسرائيلي المتطرف, وتتبنى مواقف أكثر عنصرية منه تجاه الحق الفلسطيني.لم تفكر إدارة أوباما بعائلات الأسرى الذين أمضى بعضهم أكثر من ربع قرن في الأسر, ولم تشملهم صفقة التبادل, وبما يعني عند عائلاتهم أن الصفقة حكم بالإعدام عليهم, وعدد هؤلاء يقترب من 200 أسير, اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو وبعضهم محكوم بالمؤبد، والمؤسف أن من يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان في أي بقعة من العالم يتجاوزون عن إنسانية الفلسطيني, فقط لإرضاء التعصب الصهيوني, ولشراء الأصوات اليهودية في الانتخابات المقبلة, وكل ذلك في معزل عن المبادئ التي يتشدقون بها, وعن كل القوانين التي يتسابقون للدفاع عنها بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك الحروب,حين يكون ذلك في مصلحتهم. ما يزعج واشنطن فعلاً ليس خطورة بعض الأسرى المفرج عنهم, بقدر ما أزعجها ومعها حكومة نتنياهو بالطبع, ازدياد قوة الرئيس محمود عباس عقب مبادرة التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية, في حين تطالبه وتضغط عليه بكل الوسائل للعودة إلى طاولة المفاوضات العبثية, كما أزعجتها المرونة التي أبدتها حماس في عملية التبادل وتنازلها عن بعض مطالبها السابقة, بعد تراجع شعبيتها عقب خطوة عباس التي حظيت بمؤازرة كاملة من الشعب الفلسطيني, وبعد مأزق تواجد قيادتها في دمشق وصمتها تجاه ما يجري في سوريا, وهي بتنازلها ضمنت أيضاً الإفراج عن المئات من المقاتلين المدانين، وبما يضفي عليها جاهاً واعتبارا جديدين لدى الفلسطينيين في مواجهة خصمها عباس المدعوم من الغرب.للإدارة الأميركية في واشنطن أن تشتط في عدائها للحق الفلسطيني, لكن من المخجل أن تتعامل مع الانسان الفلسطيني باعتباره أقل منزلة من سواه, لمجرد أن التعصب الصهيوني يراه بتلك الصورة, وإذا كنا قلنا يوماً بأننا لسنا ضد أميركا فإن ذلك يعني حكماً أننا لسنا ضد الأمة الأميركية, وأننا بالفعل نقف ضد كل سياسات الجمهوريين والديمقراطيين التي نرى أنها ضد الحق وضد المواطن الاميركي أيضاً.
في الحدث: واشنطن.. الانحياز المكشوف
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 19 أكتوبر, 2011: 07:31 م