TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: جدار ساحة التحرير

كردستانيات: جدار ساحة التحرير

نشر في: 21 أكتوبر, 2011: 06:07 م

 وديع غزوانمنذ فترة غير قليلة خلت ساحة التحرير من شباب اعتادوا زيارتها كل جمعة.. كانوا يأتون مبكرين بانتظار المواطنين من النساء والرجال ليحتضنوهم ويرددوا معهم الأهازيج المطالبة بالتغيير والإصلاح الشامل، وكانت اللازمة التي تفصل بين أهزوجة وأخرى هتافا بسيط المعنى عميق الهدف يقول "الما يزور التحرير عمره خسارة"..
لكن هؤلاء النشطاء الشباب اختفوا على حين غرة ومنذ جمعة الشهيد هادي المهدي، بل أن بعضهم انقطع عن الحضور قبلها. البعض من البسطاء كان قلقاً على أوضاعهم وخائفاً من أن يكون مانعاً حكومياً "كالاعتقال" هو الذي حال دون حضورهم، غير أني طمأنته، بأنهم بخير بحسب معلوماتي. لم يكتف بإجابتي واخذ يلح بالسؤال عن أسباب عدم الحضور ولم يقتنع باني لا اعرف إجابة عن استفساراته، غير تخمينات احتفظ بها لنفسي. هنا بادر احدهم فقال لقد كانوا عناوين جميلة للشباب نرى فيه أنفسنا أيام زمان، ومع ذلك وبرغم قلة عددنا وكبر سننا وأمراضنا فأننا سنعوّض بعض الشيء، لتبقى الساحة ونصبها العنوان الأكبر لرغبة العراقيين وتطلعاتهم بغد أفضل وأجمل. كنا مجموعة صغيرة من كبار السن أصغرنا سناً جاوز الأربعين بحسب ظني.. لم يتعارف بعضنا على الآخر سابقاً ولا يعرف أحدنا اسم الآخر حتى، لكنا ومن غير موعد مسبق نلتقي كل جمعة تحت نصب الحرية، نهتف دقائق معدودات لنعود مرة أخرى للراحة تحت النصب نقرأ الشعارات المرفوعة ونفسر مغزاها كلا بحسب قناعاته، والتي تركزت هذه الجمعة على تأكيد وحدة العراق وشعبه وانتقاد بعض الدعوات الطائفية التي تصدر بين الحين والآخر من بعض السياسيين، كما كانت مشكلة ميناء مبارك حاضرة أيضاً، خاصة وان البعض كان يروج منذ أيام لانتقال جمعة التحرير إلى أم قصر، برغم قناعتي بعدم صحة مثل هذا الطرح حيث ليس هنالك ما يحول من حيث المبدأ من الحضور في المكانين حيث يفترض أن يكمل احدهما الآخر. طبعاً لم يكن موضوع ذهاب بعض من أعضاء مجلس النواب إلى الحج غائباً عن أذهان مواطنين رفعوا شعارات طالبوا فيها هؤلاء النواب بأداء استحقاقاتهم وواجباتهم تجاه الشعب أولاً وان حجتهم مشكوك فيها لأن من شروط هذه الفريضة زكاة النفس وان "يبري كل واحد ذمته من الناس أمام الله"، وهم "مشكولو الذمة"، إلى يوم يتخلون فيه عن مطامعهم ويؤدون أمانة المسؤولية. قد يكون العدد في ساحة التحرير قليلاً، وهذا ما يثلج صدور البعض، لكنها، أي الساحة، شاء البعض أم أبى صارت قبلة لكل مظلوم وعاطل وصاحب حق يضع فيه مطالبه على جدارها.. جدار يمنح من يشاء من المسؤولين أن يتلمس، إذا ما أراد، مقدار المعاناة والقهر.. نعم قد يكون الحضور بسيطاً واللافتات بسيطة لا تعدو أن يكون اغلبها من الورق البسيط أو المقوى، لكنها تبقى عنواناً للتحرير والتغيير وهذا يكفي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram