 بغداد / منتصر الساعدي في الساعة ( 5,15 ) من يــوم الاثنين عام 2006  بينما كانت ثلاث باصات صغيرة من نوع كيا لنقل عدد من العمال من أهالي هور رجب في الدورة بانتظار خروجهم من محطة كهرباء معسكر الرشيد تحركت باتجاهها سيارتان من نوع نيسان دبل قمارة بيضاء اللون ومن دون أرقام وذات زجاج مظلل مع سيارتين نوع اوبل صالون.
وعند امتلاء الباصات بركابها من العمال قامت سيارتا البيك آب بمطاردة الباص الأول الذي شك سائقه بالأمر فاستدار بسرعة فائقة وعبر الجسر نحو الدورة فعادت سيارتا البيك آب أدراجهما نحو الباص الثالث مع سيارتي الاوبل لتحيط به بعدما فـرّ الباص الثاني هو الآخر بعدما شاهد ما يجري.فشهر هؤلاء الأسلحة بوجه سائق الباص وركابه وقاموا بإنزاله عنوة وادخلوه في إحدى سيارات الاوبل بينما صعد احد الأشخاص المسلحين واقتاد الباص مع ركابه برفقة تلك السيارات واتجهوا نحو منطقة الزعفرانية.أما الباص الأول الذي فـرّ من الملاحقة فقد وصل إلى الدورة بركابه في حي الميكانيك حيث كانت بانتظاره سيارة من نوع ( B.M.W) ذات لون زيتوني وتحمل رقم مانفيست وعلى متنها أربعة أشخاص مسلحين في نهاية شارع 60 وقامت تلك السيارة بمطاردة الباص وإطلاق زخات الرصاص على ركابه حيث انحرف الباص واصطدم بكومة من الطابوق الأسمنتي ( البلوك ) وقد جُرح سائق الباص بطلقتين في رأسه واطلاقة في يده وفخذه الأيمن وغاب عن الوعي بينما استشهد احد الركاب بجانبه وهو المواطن ( س.السعدي ) وأصيب خمسـة ركاب آخرون بجراح مختلفة.وقد هرع أهالي المنطقة لنجدة ركاب الباص وتبادلوا إطلاق النار مع المعتدين الذين فروا بسيارتهم إلى داخل منطقة أبو دشير عند تلـّة أبو صخير ما بين تقاطع هور رجب والميكانيك وأبو دشير،فبعد تعذيبهم هناك يقومون بإرسالهم إلى موقع آخر بواسطة عدد من السيارات حيث يتم إعدام المعتقلين من قبل عصابات اجرامية هناك وإلقاء الجثث في المزابل.أما مصير الأربعة عشر راكبا في الباص الثالث المختطف فقد بقي مجهولا طوال اليومين الأول والتالي مما حدا بذويهم الاتصال بشبوهة التي يعتقد بان لها يــد بالموضوع،وبعد إجراء سلسلة من الاتصالات والمفاوضات أكد هؤلاء الأشخاص لذوي المختطفين بان أبناءهم الأربعة عشر بخير ومحتجزين في الزعفرانية وليس هناك داع للقلق بشأنهم فسوف يُطلق سراحهم اليوم في الساعة السادسة مساء...وقد مرت الساعة السادسة وانقضى اليوم بأكمله ولم يظهر أي شيء بشأن مصير العمال الأربعة عشر المختطفين... وفي اليوم التالي عاود ذوو المختطفين الاتصال مع هؤلاء الأشخاص الأربعة المتنفذين إلا إنهم استمروا بالمماطلة والمراوغة والوعود الزائفة أيام عدة. وبعد أن يأس ذو المختطفين ذهب عدد منهم إلى مشرحة الطب العدلي في بغداد ليجدوا جثث عشرة من أبنائهم الأربعة عشر وقد تفسخت تماما وتحمل آثار التشويه والتعذيب الشديد بينما اختفت جثث أربعة آخرين لم يُعرف مصيرهم حتى الآن وعند استلام ذوي المجني عليهم الجثث أحسوا بان هنا مَن يتربص بهم من أفراد العصابة الاجرامية مما حدا بهم الاستنجاد بقوات الامن التي أرسلت برفقتهم ثلاث عجلات همـر لتوصلهم إلى منازلهم. هذه القصة سردها مجموعة ارهابية تم القاء القبض عليهم بعد متابعة لفترة طويلة، واختراق صفوفهم عبر عناصر امنية متدربة على تفكيك الشبكات الارهابية، والمجموعة تتكون من 8 عناصر، معظمهم من المراهقين والعاطلين عن العمل.والمجموعة الارهابية اعترفت بانها المسؤولة عن مقتل المواطن (ف. ع) تولد 1986 من سكنة منطقة أبو دشير فكان قد ذهب صباحا إلى المحمودية لزيارة أقاربه وعند عودته في الساعة (3.30) مساء تم اختطافه من قبل العصابات التكفيرية السوداء،وطوال غيابه حاولت عائلته الاتصال بهاتفه النقال، مرات عدة فلم يجدوا جوابا.. وفي الساعة السادسة مساء اتصل شخص مجهول بهم عن طريق الهاتف، قائلا: نريد منكم فدية عن رأس ابنكم  مقدارها خمسة آلاف دولار.بعد مجادلات طوال، طلب أفراد العائلة من الشخص المجهول التحدث مع ابنهم المختطف  للتأكد وبالفعل تحدثوا معه، وقد اخبرهم بأنه محتجز لدى المجموعة(.....) وبعدها أُغلق الهاتف.تم الاتصال بالعائلة من الشخص المجهول بعدها  مرات أربع متسائلا عن استعدادهم لدفع الفدية...في اليوم التالي اتصل بهم الشخص نفسه مطالبا بالفدية وقد خفضها إلى ألف دولار.. وتم الاتفاق على تسليمها إليهم الساعة (5.30) عند محطة الوقود.ذهب شقيق المختطف المدعو ( حسن ) إلى المكان وبالزمان المحددين لتسليم الفدية، وعند وصوله إلى هناك اتصل به الشخص المجهول طالبا منه العبور إلى جهة السيدية في تقاطع أفران الدرويش، لكنه وعند عبوره إلى تلك الجهة لاحظ إن هناك عشرين شخصا مسلحا يتبعونه فأحس بكيدهم وعاود أدراجه من حيث أتى.بعدها اتصل به الشخص المجهول قائلا: لماذا عدت؟ ألا تثقون بنا ؟  فأحس حسن بان شقيقه  قد قتل بالفعل... في صباح يوم الأحد التالي ذهب أفراد عائلة المخطوف  إلى مشرحة الطب العدلي ووجدوا جثته هناك وتحمّل شتى أنواع التعذيب الرهيب من تثقيب بالدريلات وتهشيم الرأس والوجه وكسر فكه مع ثلاثة عيارات نارية اخترقت صدره.كما انهم مسؤولين عن قتل المواطن (ن.ي) تولد 1979 يعمل بائع خضار هو أب لطفل عمره