TOP

جريدة المدى > سينما > الأجهزة التقنية والاتصالات الحديثة وتأثيرها على سلوك الشباب

الأجهزة التقنية والاتصالات الحديثة وتأثيرها على سلوك الشباب

نشر في: 22 أكتوبر, 2011: 06:04 م

بغداد / المدى  بعد زوال الدكتاتورية دخلت وسائل الاتصال الحديثة إلى العراق وتم استخدامها على نطاق واسع، وتوافرت لكل من يرغب الإفادة منها، ولم ينحصر استخدامها في فئة معينة حكومية كانت او أهلية، ومن بين من استخدم هذه الوسائل الجديدة من شرائح الشعب العراقي شريحة الشباب والمراهقين، فبات من غير المستغرَب أن ترى شابا يحمل (موبايل) بمواصفات حديثة تقترب من مواصفات الكومبيوتر،
 كما أن جهاز الستلايت انتشر بسرعة فائقة حتى أصبح من النادر أن ترى سطحا من سطوح البيوت يخلو من (صحن) الستلايت في عموم محافظات العراق، وقد أجرينا لقاءً مع عدد من الشباب والطلاب والأساتذة حول تأثير دخول مثل هذه الأجهزة المذكورة أعلاه إلى حياتهم ودورها السلبي والايجابي.وكانت وقفتنا الأولى مع الطالب حمزة محمد طالب في المرحلة الرابعة معهد إعداد المعلمين حيث قال: يعد الستلايت والموبايل والانترنت من وسائل الاتصال وتبادل المعلومات الحديثة والأكثر تطورا في العالم والجيدة أيضا، هذا إذا استخدمت بالشكل الصحيح، فوسائل الاتصال هذه تختصر لك المسافات بين البلدان وتحول أوراق المجلدات الفخمة إلى مجموعة فولدرات يسهل عليك تصفحها وبشكل عام، فهي تحول العالم إلى قرية صغيرة بين يديك.أما سلبيات هذه الأجهزة الحديثة (الموبايل/ الانترنت) فإنها تعود إلى طبيعة الشخص المستخدم وتشوقه إليها، فعند دخول الستلايت إلى العراق بعد سقوط الصنم، كثير من الشباب أساء استخدامه ولكن بعد مدة ليس بالطويلة أصبح الستلايت شيئا طبيعيا وكذلك الموبايل، فكثير من الشباب مازالوا يستخدمونه استخداما أشبه بالسيئ لان الموبايل مصنع من اجل خدمة الناس وقضاء أعمالهم ويختصر الوقت ولكن شبابنا اليوم يستخدمونه في مجالات بعيدة عن انجاز الأعمال المهمة أما بالنسبة إلى الانترنت فهو موسوعة علمية بالنسبة للشباب العراقي يطلع على العالم من خلاله ويصبح شيئا عاديا بالرغم من قصر الفترة الزمنية التي دخل فيها الانترنت إلى العراق، ولكن الاستخدام الجيد لبعض الشباب العراقي جعلهم يحترفون في برامج الانترنت وأصبحوا من أشهر مصممي المواقع الالكترونية. أما بالنسبة للستلايت فله فوائد كثيرة مثل معرفة أخبار العالم وكذلك التعرف إلى آخر الاكتشافات من خلال البرامج العلمية والفائدة الثقافية وغيرها. وبالنسبة لجهاز الموبايل فهناك فوائدة كثيرة له، إذ يقرب البعيد عنا ويمكن الاتصال بأي شخص نريد ان نتكلم معه في أمور مفيدة وليست أموراً تافهة وغيرها من اتصالات لا تليق بالشباب. وكانت لنا وقفة مع الطالب حيدر فاضل طالب في الخامس الإعدادي من مواليد 1986 حيث قال: إن لهذه الأجهزة فوائد وسلبيات أيضا، فالموبايل والانترنت والستلايت كلها أجهزة حديثة دخلت قطرنا الحبيب لفائدة الإنسان ولكن إذا أساء استخدامها انقلبت ضده وضد مجتمعه، بصورة عامة أنا أجد جهاز الموبايل له فوائد كثيرة إذا ما استغل استغلالا حسنا في السلوك والتصرف والرقي الحضاري، وكذلك بالنسبة لبقية الأجهزة مثل الانترنت والستلايت اذا ما تصرفنا معها بوعي ديني وأخلاقي وثقافي فانها سوف تصب في خدمة الإنسان والمجتمع ككل. أما إذا تصرفنا معها بصورة همجية وغير حضارية وبدون واعز خلقي وديني فإنها ستكون مضرة أكثر من أن تكون نافعة.والتقينا أيضا الأستاذ الجامعي منتصر محمود العوادي حيث قال:تعد الثقافة وعناصرها المرتبطة بها معيارا لمستوى تقدم أي شعب من الشعوب إن لم تكن المعيار الأول في ذلك. أقول إن مجتمعنا العراقي يملك من الثقافة الرصيد الأكبر. فهو صاحب أولى الحضارات الإنسانية الممتدة إلى آلاف السنين ممثلة بحضارة وادي الرافدين، هذا ونحن نعيش إفرازات العلم الحديث والتكنولوجيا المتطورة، مما يستدعي منا التعامل معها على وفق الرصيد المعرفي والثقافي الذي تملكه وعمق هذا الرصيد. فالانترنت والستلايت والهاتف النقال (الموبايل) لم تكن يوما مثار مشكلة في نفسها وإنما بطريقة التعامل معها ولان طريقة التعامل مع هذه الإفرازات الحضارية تختلف من بلد إلى آخر، لذلك تنشأ بين آونة وأخرى تساؤلات إنسانية متضاربة عبر ما تنشره الصحف وبقية وسائل الإعلام الأخرى، شاكية حينا، متندرة حينا آخر، حول الآلية التي يتم التعامل  بها ومن خلالها. مع هذا فان الإنسان مالك نفسه ويعرف ما يضره وما ينفعه. وهذه الأجهزة باعتقادي اخترعت لخدمة الإنسان وفائدته وليست وسائل اللهو والعبث أو توجيهها بغير اتجاهها الصحيح لان في ذلك من الضرر ما يترتب على الشخص المسيء نفسه أكثر من غيره: ولا يتعلق الأمر بهذه الأجهزة فحسب، بل في معظم الأشياء الحياتية التي نتعامل معها يوميا، فالقلم مثلا يمكن أن استخدمه في طريق الخير من خلال كتابة الكلمات المفيدة الهادفة أو رسم الأشياء النافعة، ويمكنني أن استخدمه في غير اتجاهه كما فعل ذلك الرسام في الصحفية الدانماركية حينما وجه قلمه في طريق الشر فجلب المضرة إلى نفسه وبلده أكثر مما جلبه على الآخرين. وهكذا فالمعيار كما أسلفت في البداية لا يكمن في الأشياء ذاتها، وإنما في طريقة تعاملنا معها وكلٌّ حسب وعيه وثقافته التي تؤهله لان يضع الأشياء في موضعها الصحيح والمناسب لها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إردوغان عن دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح: "فرصة تاريخية"

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

أثار اهتمامي موضوع زوجات مقاتلي داعش فجسدت دور ربيعة

الفائزون في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

مقالات ذات صلة

سينما

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

قيس قاسم تطرح مُشاهدة "بغداد تثور" (2023)، للعراقي المقيم في النرويج كرار العزاوي، كغالبية الأفلام الوثائقية الراصدة حدثاً دراماتيكياً آنياً، السؤال الإشكالي نفسه: أينبغي التريّث والانتظار لتوثيقه، ريثما تنضج في ذهن السينمائي، المعني برصده،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram