يوسف فعلأطلّ علينا من دون سابق انذار تأجيل عدد من مباريات دوري النخبة للموسم الجديد من نافذة اطلالته الاولى بصورة كشفت زيف ادعاءات لجنة المسابقات في اتحاد الكرة ان منافسات الدوري سترتدي حلة جديدة من دقة المواعيد والالتزام بتوقيتات المباريات وعدم الاستجابة الى مناداة الاندية بتأجيل المباريات تحت اي مسوغ لان التأجيل كمن يوجه الضربات القوية الى خاصرة اللعبة، وقد استبشر اهل اللعبة والمتابعون تلك الفرضيات خيرا لانها تخدم كرتنا وتعيد الاثارة لمنافسات الدوري بعد ان أرهقه نظام المجاميع والمربع الذهبي وحولته الى مسابقة هجينة من انظمة متعددة تم تسميتها بالدوري.
واعطى تأجيل عدد من المباريات الدليل على ضعف اتحاد الكرة على التنظيم الدقيق البعيد عن المجاملات وتطييب الخواطر، واكد ان جميع ما تم طرحه من وعود قبل اجراء قرعة النخبة بعيدة عن ارض الواقع وهي احلام غير قابلة للتحقيق، و الدوري مازال يتعكز على قرارات سابقة لم نستطع كسر تقاليدها الروتينية واصبحت المسابقة اسيرة لا تقوى على فك قيودها والتحرر من قسوة القوانين والانطلاق في سماء الحرية كطائر العنقاء لاسيما في ما يتعلق بفقرة تأجيل مباريات الفرق التي يتواجد فيها عدد من لاعبي المنتخبات الوطنية، وهي حالة يمكن تجاوزها بسهولة ولا تحتاج الى قواميس او جهابذة بعلم التخطيط الرياضي، حيث يجب على جميع الاندية ان تهيىء عددا من اللاعبين المميزين الجاهزين فنيا وبدنيا على تعويض زملائهم في حالات الاصابة او الحرمان او عند الدعوة لتمثيل المنتخبات الوطنية، وهذا ما يحدث في اغلب دول العالم التي تطبق نظام الاحتراف، فلم نسمع في يوم من الايام ان تم تأجيل مباراة في الدوري الانكليزي لنادي مانشستر يونايتيد او تشيلسي او الارسنال او في الدوري الالماني لفريق بايرن ميونيخ وفيردربريمن وغيرها من الدوريات الاوروبية وينسحب الامر الى دوري نجوم قطر وكذلك الدوري الاماراتي و السعودي و السوداني بسبب وجود انظمة مستقرة غير قابلة للتلاعب من اصحاب القرار الكروي لان قضية تأجيل المباريات انتهى عهدها مع ظهور عالم الاحتراف لانها تعطي الارجحية لفريق على حساب الآخر فضلا عن انها لا تخدم اللعبة وتقفد المنافسة المتعة والقوة والإثارة. على اتحاد الكرة ان يدرك ان تأجيل المباريات دليل على ضعف الجانب التنظمي لديه وخطيئة ترتكب بحق انظمة الدوري ويوهم الاندية ان هناك من يسير الامور بحسب اهوائه بعيدا عن المصلحة العامة، لذلك لابد من التداخل العقلاني لفك الاشتباك الحاصل بسبب تاجيل المباريات،مع ضرورة عدم تاجيل أية مباراة مستقبلا مهما كانت الاسباب لانه في حالة فتح الباب على مصرعيه فان دوري النخبة المقبل الذي يقام بمشاركة 20 فريقا لمرحلتين سيكون اطول دوريا ناهيك ان صمت الاندية المطبق على البوح بما تحمله من آهات لبدء الموسم الجديد باعلان التأجيل دليل على موافقتها المبدئية لقرار تاجيل المباريات التي مازالت مواعيدها متغيرة وغير مستقرة وتتحكم الاهواء والعلاقات، اما مصلحة كرتنا وتطوير اللعبة فلتذهب الى الجحيم.
نبض الصراحة: جحيـم التأجيـل
نشر في: 23 أكتوبر, 2011: 06:28 م