TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: جهز حالك يا بشار

كتابة على الحيطان: جهز حالك يا بشار

نشر في: 24 أكتوبر, 2011: 08:53 م

 عامر القيسياجمل ما رفع من شعارات في الثورة السورية والتي تعبر عن ثقة الشعب السوري بنصره على دكتاتورية الاسد وفاشيته ، كانت صورة كاريكاتيرية للقذافي وهو يغني مطلعا من اغنية لام كلثوم تقول " انا بانتظارك ملّيت " رافق رفع هذا الشعار هتافات للجماهير الثائرة وهي تردده " جهز حالك يا بشار " . شعاران يعبران عن الحتمية السائرة فيها الثورة السورية ، دون ان ينتبه الاسد الابن الى قراءة منطقية لما دار ويدور حوله من انتفاضات شعبية حقيقية انطلقت من بين ركام الموت والاستبداد لتنطلق الى فضاء الحرية الشاسع .
يعتقد بشار ان اجهزته الامنية وشبيحته المشابهة لفدائيي صدام ، قادرة على ان تنقذه من حكم التأريخ والشعب. حكام من طراز صدام والقذافي ومبارك وبن علي  وفي الطريق بشار وعلي صالح وغيرهم يعتقدون غباء ان الجماهير التي يسومونها العذاب اليومي تموت في ابتساماتهم اللئيمة وخطواتهم المباركة ، وهم لايدركون ان تحت الرماد نارا اذا اندلعت من الصعب اطفاؤها . والأكثر غباء في سلوكهم انهم حين تندلع النار يصبون عليها الزيت وهم يعتقدون انهم يصبون الماء لاطفائها . ورغم الفرص التي تمنح لهم، الا انهم يتجاهلونها  برؤية قصيرة النظر لحركة الاحداث . قالوا لصدام انج بجلدك قبل ان تندلع الحرب، فسخر من الجميع لان " الويلاد سيكظبون الرمل" ليسدوا به الطريق على جحافل الحلفاء وتضيع الشبح في سماء الدخان . فماذا كانت النتيجة ؟ القذافي منحوه فرصة للخلاص من غضب الشعب ، وكيف له ان يرضى وهو يعتبر الملايين التي ثارت مجرد "جرذان " سيسلقها بالماء الساخن وقت ما يريد . فماذا كانت النتيجة ؟ وها هو بشار يضعون امامه الفرص الواحدة تلو الاخرى على طبق من ذهب ليجنب نفسه وشعبه المزيد من الضحايا ، فكيف يتسنى له ان يقبل وهو يضحك على نفسه بآلاف الموظفين الذين يسوقونهم جبرا الى ساحات دمشق وحلب تأييدا للرئيس الخالد معتصما بشعار والده " الى الابد الى الابد ياحافظ الاسد " ! لقد انتهت الى الابد ثقافة الشعوب المستكينة في المنطقة ، وتثبت شعوب المنطقة انها تواقة للحرية شأنها شأن الشعوب المتحضرة الاخرى ، وليست شعوبا تعيش لتأكل!لقد فاتت الفرصة على بشار الاسد وعليه فعلا أن يجهز حاله وان يبحث عن حلول تجنبه العواقب التي يراها بنفسه من شاشات الفضائيات ، ربما تكون المكالمة الاخيرة للقذافي معه ، على ما أظن فقد كانت الاخيرة على ثريا القذافي مع سوريا والمرجح ان تكون مكالمة مع الاسد يخبره فيها ان الجرذان على وشك الهزيمة !  نتيجة المكالمة كان ينبغي لها ان تعطي لبشار درسا في البحث عن حلول خارج الرصاص الذي يطيح بشباب وأطفال سوريا بطريقة همجية لا يستخدمها حتى الإسرائيليون مع الفلسطينيين !!جهز حالك يابشار .. فقد دق جرس المدرسة وعليك ان تتعلم درسا من شعبك ، وان كان الوقت قد فات ، لكنه الدرس الذي يتوجب على الآخرين التعلم منه قبل ان تصل الشرارة اليهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram