اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > كلمة "لا".. لماذا تخشى المرأة نطقها؟ بطبيعتها لا ترفض بصورة مباشرة

كلمة "لا".. لماذا تخشى المرأة نطقها؟ بطبيعتها لا ترفض بصورة مباشرة

نشر في: 26 أكتوبر, 2011: 05:17 م

بغداد – المدى يعتبر اتخاذ أي قرار حازم رمزا للثقة بالنفس، وعندما تتعرض المرأة لموقف ما، فأنها تتخذ قراراتها وفق طبيعة شخصيتها وثقافتها والمجتمع الذي تنتمي إليه، وإذا لم تأخذ المرأة بهذه المسميات فستحوم حولها بشكل تلقائي علامات الاستفهام.
ومن الممكن أن تكون هناك استثناءات في هذا الجانب، غير أن المجتمع لا يتوانى في تمييع هذه الاستثناءات بمزيج من المفاهيم الغريبة، مفاهيم يتعلق بعضها بنسج التأويلات الممقتة على خلفية نطق المرأة لكلمة لا، وهذا ما حدث بالضبط لمريم عباس وهي امرأة مطلقة، شاءت الأقدار بعد انفصالها عن زوجها بأشهر أن يتقدم لخطبتها موظف يعمل معها بذات المؤسسة،وهي بدورها رفضت الاقتران به، وقالت له (لا)، كان وقع هذه الكلمة كبيرا وصادماً على ما يبدو، لدرجة أنه لم يضع في الحسبان الكثير من الأمور عندما بدأ يلاحقها بشكل مخيف، أضطرها إلى تقديم شكوى ضده عند مدير المؤسسة، وهذا السلوك الأخير من مريم، جره إلى نسج التأويلات وإطلاق الشائعات حولها، لتحسين صورته أمام الجميع، والطعن بأخلاقها. بينما حقيقة الأمر والتي يعرفها القلة كانت محاولاته لرد الاعتبار بعدما رفضت الاقتران به.  خوفاً من الإحراجويظهر التردد جلياً على المرأة التي لا تتوقع رد فعل المقابل في حال التفوه بكلمة (لا)، وخاصة عندما يتظاهر هذا الشخص بقبول الرفض بينما في داخله استياء كبير، وهذا الأمر تواجهه بعض النساء العاملات.. تقول تغريد عطية قدمت طلباً إلى مسؤولي في العمل، أطلب فيه ترقيتي بعدما قام بترقية زميلة أخرى، واعتبرت الترقية حقاً من حقوقي لان سنوات خدمتي الفعلية أكثر منها، مشيرة إلى أن مسوؤلها طلب منها التأني في تقديم الطلب، حتى يتدبر الأمر خوفاً من إحراج زميلتها، إلا أنها رفضت ذلك وصممت على نيل حقوقها.. كلمة (لا) هذه التي نطقت بها أمام مسؤولها، كان ثمنها كبيراً على حد تعبيرها، لافتة إلى أنها تلقت بعد أيام من تقديم طلب الترقية، كتاب نقلها إلى مكان آخر.  لا تمتلك الجرأةوالمرأة بطبعها لا تحب الرفض بصورة مباشرة، لذا فهي تتحاشى دائما كلمة (لا)، فهذه الكلمة رغم أنها صغيرة وسهلة النطق، إلا أنها من أصعب الكلمات التي يمكن أن تتفوه بها، لأنها كلمة قوية ومؤثرة وممكن أن تصدم مشاعر أقرب الناس إليها.. وتعترف الشابة منى سعيد وهي في العقد الثالث من عمرها، بأنها تعاني من عدم قدرتها على قول كلمة (لا)، حتى في أشد المواقف التي تصادفها، وكثيراً ما تدعوها أحدى الزميلات لدعوة ما، فأنها لا تمتلك الجرأة للاعتذار، رغم أنها غير مستعدة تماماً لتلبية تلك الدعوة. (لا) تحسم الأمورالمثير في هذه القضية، أن المرأة تشعر أحياناً، عند استخدام  كلمة (لا) بأنها الوسيلة المناسبة لحماية نفسها من لقاءات مزعجة أو غير مرغوب فيها، رغم أن البعض يجدن في قولها ضررا كبيرا للآخرين، إلا أنهن يتعمدن استخدامها لإنهاء الأمور والتخلص من تبعاتها.. وهو ما أشارت إليه المواطنة رغد أحمد، لافتة إلى أن بعض التجارب تترك جروحاً عميقة ولا يمكن نسيانها، وتكسبنا حصانة ضد الكثير من المواقف، بل تساعدنا على اتخاذ قرارات حازمة دون تردد، وقول كلمة (لا) تحسم الأمور وتحول دون فهم المرأة على غير ما ترغب وتريد، مشيرة إلى أنها تحترم هذه الكلمة، لأن قولها يغني عن الكثير من الحجج والتبريرات المبهمة. حادّة الطبع وغير شفّافةإلا أن الشابة أنعام عبود ترى غير ذلك، فتقول: المرأة تقول كلمة (لا) وتمضي، تضع المقابل يتوقف محاولاً تبرير موقفها هذا، ويتساءل لماذا قالت (لا) وكيف؟!، البعض سيؤول قولها هذا بأنها حادة الطبع، وغير شفافة في تصرفاتها مع الغير.. بهذه البساطة تكون المرأة مدانة، ويمكن لأي إنسان أن يفهمها بالخطأ، مضيفة لا أحب أن يسيء فهمي، لذلك لا أتعامل مع كلمة (لا) وهذا الأمر يرضيني. شرط لا مفرَّ منهعلى المرأة أن تقول ما ترغب فيه، لا أن تعلن أمرا وهي ترغب في أمر آخر، هكذا تسهل على نفسها وعلى الآخرين الأمر، شرط يبدو لا مفر منه في رأي المتخصصة بالعلوم النفسية والاجتماعية الباحثة سوسن كاظم التي تتابع قائلة: من الأفضل عدم استخدام كلمة (لا) كوسيلة للاستهانة بالمقابل أو الانتقاص منهم أو النيل من شخصياتهم، ممكن قولها بطريقة أفضل ويكون هذا عادة مبنياً على توضيح الأسباب. هناك نوع آخر من النساء، يجدن في كلمة (لا) لعبة خفيفة ومسلية، بل أنها مفتاح خاص لتلك الأبواب المغلقة، وهذا بنظر الباحثة سوسن ليس بالأمر البسيط، وليست كل النساء يستطعن قول (لا) وفي داخلهن العكس، هناك نسوة يتفنن في طريقة إلقاء هذه الكلمة ولديهن شفرة لا يمكن لغيرهن فهمها. وتعتقد كاظم أن هناك عبارات يمكننا استخدامها في التعامل مع الآخرين دون التفوه بكلمة (لا) بوضوح، بمعنى أدق، فبدلاً من تقول المرأة لرجل تقدم لخطبتها (لا)، من الممكن الاستعاضة عنها بأن عادات أسرتي وتقاليدها لا تسمح لي بالارتباط والزواج حالياً، وهكذا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram